Page 279 - merit 49
P. 279

‫‪277‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأي‬

  ‫ترجيح كفة “النزاهة” على كفة‬             ‫الخلاصة‪:‬‬                   ‫ديمقراطية‪ ،‬وينتشر فيها الفساد‬
     ‫«الفساد»‪ ،‬فقد ميز الإنسان‬      ‫من الفساد إلى النزاهة‬               ‫على نطاق واسع‪ ،‬وأن أقل من‬

‫الأول بفطرته بين الخير والشر‪،‬‬          ‫الفساد هو شكل من أشكال‬       ‫نصف سكان دول العالم ينعمون‬
 ‫وبين الصالح والطالح‪ ،‬ومن ثم‬       ‫السلوك غير النزيه الذي له تأثير‬     ‫في العيش في ظل ديمقراطية ما‬
‫ترقى عبر أجيال من الحضارات‬                                                            ‫وفساد نسبي‪.‬‬
                                    ‫سلبي كبير على الجميع‪ .‬يحدث‬        ‫من أكثر أدوات مكافحة الفساد‬
         ‫بتطوير القيم الأخلاقية‬      ‫ذلك عندما يسيء كيان مؤتمن‬          ‫فاعلية يكون برفع مستويات‬
    ‫والإنسانية الخيِّرة مع تطور‬
  ‫الحياة الإنسانية‪ ،‬عبر عشرات‬          ‫استخدام منصبه في السلطة‬      ‫التعليم‪ ،‬مترافقة بالوعي بالمصلحة‬
   ‫الآلاف من السنين‪ .‬الكثير من‬          ‫لمصلحته الخاصة‪ .‬يمكن أن‬          ‫العامة‪ ،‬والحقوق الشخصية‪،‬‬
‫القيم الإنسانية السائدة اليوم لم‬      ‫يأتي الفساد في أشكال عديدة‬
  ‫تكن موجودة أو معروفة‪ ،‬قبل‬          ‫بما في ذلك الرشاوى والتعامل‬     ‫ونشر ثقافة الصدق والأمانة في‬
  ‫مئات أو آلاف السنين‪ ،‬لعل من‬           ‫المزدوج والاحتيال من قبل‬      ‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬وبين‬
  ‫أبسطها «العبودية» التي كانت‬       ‫الأفراد والشركات والحكومات‪.‬‬     ‫الأفراد والمنظمات‪ .‬إلى جانب رفع‬
    ‫ممارسة بغيضة‪ ،‬لكنها كانت‬          ‫للفساد تأثير كبير على الرفاه‬     ‫الحس بالمسؤولية عن الصالح‬
     ‫ممارسة واقعية ومقبولة في‬        ‫الاجتماعي والمالي للناس‪ .‬وعلى‬
‫كثير من المجتمعات‪ ،‬أما الآن فقد‬     ‫هذا النحو‪ ،‬يمكن أن يهدد أسس‬         ‫العام‪ ،‬ووضع مدونات قواعد‬
‫أصبحت شاذة ومنبوذة‪ ،‬ويعاقب‬          ‫الديمقراطية‪ ،‬مما يؤدي بالناس‬    ‫السلوك والأخلاق العامة‪ ،‬وقواعد‬
                                        ‫إلى فقدان الثقة في السياسة‬
                   ‫عليها قانو ًنا‬       ‫وقادتها‪ .‬فالأمل معقود على‬       ‫للإبلاغ والمحاسبة والمساءلة‪،‬‬
                                                                    ‫تشمل الجميع دون أي استثناء أو‬

                                                                                           ‫حصانة‪.‬‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

    ‫‪ -1‬ظهر كتاب حديث بعنوان‪ :‬الفساد المنهجي‪“ :‬أفكار دستورية مناهضة لجمهورية القلة (الأولغارشية)‪،‬‬
                                                                       ‫تأليف كاميلا فيرغارا‪.2020 ،‬‬

‫‪Systemic Corruption: Constitutional Ideas for an Anti-Oligarchic Republic, Camila Verga-‬‬
‫‪ra, 2020.‬‬
‫‪ -2‬يمكن الاطلاع على منهجية إعداد التقرير‪ ،‬وكيفية الحصول على المعلومات ومعالجتها وتصنيفها في تقارير‬

  ‫وبيانات وخرائط مفصلة من موقع المنظمة‪ ،‬وباللغة العربية مجا ًنا‪ ،‬من موقع منظمة الشفافية العالمية‪ ،‬راجع‬
                                  ‫أي ًضا‪ :‬أبجديات مؤشر ُمد َركات الفساد‪ :‬كيفية احتساب درجات المؤشر‪.‬‬

   ‫‪ -3‬انظر كتاب‪« :‬مكافحة الفساد عبر التاريخ من العصور القديمة إلى العصر الحديث» في جزئين‪ ،‬الصادر‬
                                                                        ‫عن عالم المعرفة‪ ،‬يناير ‪.2022‬‬

                       ‫‪ -4‬المستشارة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة الشفافية الدولية‪.‬‬
                                ‫‪ -5‬لم ُتدرج فلسطين هذا العام لأنها لم تحصل على ثلاثة مصادر للتقييم‪.‬‬
                                           ‫‪ -6‬انظر العدد ‪ 44‬من مجلة ميريت الثقافية‪ ،‬أغسطس ‪.2021‬‬
   274   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284