Page 280 - merit 49
P. 280
العـدد 49 278
يناير ٢٠٢3 د.فوزي الشامي
الفيلسوف
فؤاد زكريا
يكتب فى الفنون
الفكر والثقافة والفنون ،وظهر جيل المجلس الأعلى للثقافة) ،وفي عام مصر المؤسسات الثقافية عرفتْ
جديد من رواد الثقافة في مصر، 1958كانت بداية وزارة الثقافة، الحديثة منذ مطلع القرن
والعشرات من الكتاب والأدباء والتي تولت العمل الثقافي في مصر، التاسع عشر ،مع إنشاء
والمفكرين والمبدعين والمخططين كما استمر النشاط الأهلي في أداء
للأداء الثقافى. دوره إلى جانب الدور الحكومي. المجمع العلمي زمن
ظهرت خلال هذه الفترة أعداد ومنذ بدايات القرن التاسع عشر الحملة الفرنسية ،والذي
كبيرة من المؤلفات والترجمات
عن لغات أخرى في شتى ميادين أي ًضا بدأت صلتنا بالثقافات توالت بعده وعلى مدار
الأخرى ،وعلى الأخص الثقافة القرن مؤسسات ثقافية ما زالت
المعرفة ،في العلوم والفنون والفكر الغربية والتي ازدادت على مر تمارس نشاطها و تلعب دو ًرا فكر ًّيا
والثقافة .ففي مجال الثقافة الأيام ،وانتشرت بيننا ،فالجامعات واجتماعيًّا في حياتنا ،والتي تعد هي
والمدارس تدرس الأدب واللغات الأساس الذي امتدت منه وبنيت
بشكل عام كانت تصدر مجموعة الأوروبية ،وغير ذلك من المعارف عليه المؤسسات الثقافية في القرن
السلاسل ،مثل سلسلة الألف كتاب التي ازدهرت في أوروبا الحديثة.
وازداد بريق النهضة الفكرية العشرين.
وسلسلة الثقافة السيكولوجية والثقافية والفنية التي ظهرت منذ قامت هذه المؤسسات على دعامتين:
وسلسلة المكتبة الثقافية ..وغيرها، بدايات القرن العشرين ،الذي
وفي هذه السلاسل ظهرت مجموعة شهد تفاعلات واسعة بين الثقافة أولاهما النشاط الأهلي من جانب،
المصرية و تيارات الثقافة في العالم ثم الاهتمام الحكومي من الجانب
من الكتب في مجال الثقافة الخارجي .وقد ساعد على إحداثها
الموسيقية وجمالياتها ،وهي من التطور المتلاحق في وسائل الاتصال الآخر ،إلى أن وجهت الدولة في
أهم ما نشر فى هذا المجال حتى وانفتاح المؤسسات الثقافية على الخمسينيات ،وتحدي ًدا بعد قيام
اليوم ،ومن الدرر التى ما زالت فى مثيلاتها في الخارج ،إلى أن طرحت ثورة 23يوليو عام ،1952اهتما ًما
الصدارة ،وهي أي ًضا برهان على ثورة يوليو مفاهيم جديدة في بال ًغا إلى مؤسسات العمل الثقافي،
مدى الوعى والأدراك لأهمية الفنون السياسة كان لها أثر واضح على وعملت على جمعها في كيان واحد
فى المجتمع خلال فترة من فترات
هو ما سمى بوزارة الإرشاد
النهضة فى مصر. القومي ،ثم أنشئ في عام 1956
نبدأ أو ًل بالكتاب الذي صاغه
المجلس الأعلى لرعاية الفنون
والآداب (الذي أصبح فيما بعد