Page 80 - merit 49
P. 80

‫العـدد ‪49‬‬                            ‫‪78‬‬

                                                                 ‫يناير ‪٢٠٢3‬‬

‫خالد اليماني‬

‫(اليمن‪ -‬أمريكا)‬

‫ضيف كان غير مرحب به‬

            ‫المكان‪ :‬المكتب‬

  ‫رغم جودة خواص الزجاج العازل للضوضاء في‬
  ‫نافذة مكتبي‪ ،‬كانت تلك الطرقة على النافذة‪ ،‬التي‬
   ‫يحدثها ارتطام جسده الليِّن على الزجاج‪ ،‬بمثابة‬
‫إخطار كا ٍف للإعلان عن وصوله‪ .‬ارتطام من يريد‬
 ‫تهشيم ذلك الحاجز الواقع ما بيننا؛ مندف ًعا صوبه‬
‫بكامل جسده‪ ،‬تما ًما مثلما يفعل مصارع «السومو»‬
‫في هبته نحو خصمه بكل ما أوتي من قوة‪ ،‬وبكامل‬

    ‫كتلة جسده المكتنز؛ للدفع به خارج نطاق حلبة‬
                                     ‫المصارعة‪.‬‬

  ‫كنت كمن يرى طنينه الدؤوب‪ ،‬رغم عدم سماعه؛‬
‫ورفرفة أجنحته المضطربة رغم عدم رؤيتها؛ جيئته‬
 ‫ورواحه بانسيابية رشيقة‪ ،‬كراقصة ماهرة تتمايل‬

    ‫على إيقاعات معزوفة شرقية؛ ثم بسرعة البرق‬
  ‫يختفي في الأنحاء‪ ،‬ليعود لاح ًقا إلى نفس الموضع‬

                                    ‫قبالي تما ًما‪.‬‬
      ‫يسكن بتوازن دقيق لأجزاء من الثانية‪ ،‬كمن‬
     ‫يستريح على بساط من ريح؛ لكن ُيخيل لي أن‬
‫سكنته تمتد لدقائق أو ساعات! لا يفصل بين أعيننا‬
   ‫سوى ثلاثة أقدام‪ ،‬هي كل المسافة بيننا‪ ،‬وزجاج‬
  ‫النافذة حائل بيننا‪ .‬هل تراه يحملق في ملامحي؟‬
   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85