Page 35 - merit 50
P. 35

‫‪33‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

 ‫والعلمية التي تتقدم بشكل متواصل ومطرد في عالم‬            ‫خلال التجارب والدراسات التي أجراها‪ ،‬يستهدف‬
  ‫دائم التغيير والتجديد‪ ،‬هذا التوافق التربوي هوأنبل‬       ‫من ورائها استخدام أفضل الوسائل التربوية التي‬
                                                       ‫يمكن التعامل بها مع الأطفال‪ ،‬واتضح ذلك عن طريق‬
                 ‫غاية للتربويين على مدى العصور‪.‬‬         ‫فهم المرحلة العمرية للطفل والمعلومات التربوية التي‬
‫ومنه شكلت أبحاث ج‪ .‬بياجيه مساهمة هامة ومتميزة‬            ‫تناسبها‪ ،‬فمث ًل لا يمكن لنا أن نعلم الأطفال في عمر‬
‫في مجال علم النفس التربوي‪ ،‬وكذلك خزا ًنا لا ينضب‬         ‫من ‪ 10 : 3‬سنوات المفاهيم المجردة مثل الصدق أو‬
‫بحيث إن أبحاثه المتعلقة بتطور الذكاءات وتكون العقل‬     ‫الأمانة أو الحرية‪ ..‬وغيرها من المفاهيم المجردة‪ ،‬لأنها‬
                                                        ‫تتجاوز قدراته الإدراكية‪ ،‬وفي المقابل يمكن استخدام‬
   ‫واكتساب الأدوات الذهنية والمفاهيم ومراحل النمو‬
    ‫العقلي وبناء الشخصية وتشكل القيم الأخلاقية‪..‬‬              ‫أساليب تربوية تلائم قدراته العقلية والحسية‬
     ‫وغيرها‪ ،‬لتعد بحق إسهامات ذات مكانة متميزة‬             ‫ومفاهيم تحاكي عمره مثل استخدام القصص أو‬
                                                         ‫الحكايات المصورة أو التوجيهات التربوية المباشرة‬
   ‫في الفكر العلمي المعاصر‪ ،‬إذ بفضلها تتحقق غايات‬       ‫لأمثلة محسوسة في حياة الطفل‪ ،‬وبالتالي فان الأمر‬
   ‫العمل التربوي‪ .‬فالعلوم السيكولوجية والاجتماعية‬       ‫يتطلب من التربويين والقائمين على العملية التربوية‬
  ‫تسبران أغوار الكائن البشري البيولوجية والنفسية‬
 ‫والانفعالية‪ ،‬وكذا مراحل نموها وقوانينها وتفاعلاتها‬          ‫‪-‬إذا أرادوا النجاح في تحقيق الأهداف التربوية‬
                                                        ‫المبتغاة‪ -‬تطبيق مبادئ هذه النظرية‪ ،‬أن يولوا أمرين‬
     ‫مع المحيط الاجتماعي والثقافي‪ ،‬ومنه فالدراسات‬      ‫جل اهتمامهم هما‪ :‬عمر الطفل‪ ،‬وطبيعة المادة التربوية‬
  ‫النفسية لها دور فعال في العملية التربوية لما لها من‬   ‫التي يريدون نقلها له‪ ،‬فإذا كان هناك تناسب طردي‬
                                                       ‫بينهما يكون الهدف التربوي واض ًحا وقاب ًل للتطبيق‪،‬‬
    ‫انعكاس ايجابي على تنمية القدرات الذهنية للطفل‬
                               ‫وتحسين مهاراته‪.‬‬              ‫بما يعطي نتيجة تربوية ملموسة‪ ،‬وهو بالتأكيد‬
                                                       ‫يصب في خدمة الهدف العام من العملية التربوية التي‬
    ‫لهذا يبدوأن الهدف من التربية والتكوين يتجاوز‬       ‫يسعى جميع التربويين ‪-‬ويحرصون أشد الحرص‪-‬‬
      ‫الكتابة والقراءة فقط‪ ،‬إذ تعد الدراسات النفسية‬
                                                          ‫على نقلها بأساليب علمية حديثة ومناسبة للأجيال‬
    ‫والاجتماعية من الأسس الضرورية لنموالوظائف‬            ‫اللاحقة‪ ،‬مواكب ًة لطبيعة العصر والمرحلة الحضارية‬
  ‫الذهنية لكل إنسان‪ ،‬وتمكينه من المعارف والمهارات‬
  ‫والقيم التي تجعله عنص ًرا يتفاعل مع محيطه بشكل‬

                ‫إيجابي‪ ،‬ومساه ًما في إغناء مجتمعه‬

          ‫‪ -8‬نفسه‪ ،‬ص‪.17‬‬                                                             ‫الهوامش‪:‬‬
          ‫‪ -9‬نفسه‪ ،‬ص‪.18‬‬
        ‫‪ -10‬نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬                                      ‫‪ -1‬عبد الفتاح الحجمري‪ ،‬عتبات النص‪ :‬النص‬
         ‫‪ -11‬نفسه‪ ،‬ص‪.28‬‬                                   ‫والدلالة‪ ،‬منشورات الرابطة الدار البيضاء ط ‪/1‬‬
         ‫‪ -12‬نفسه‪ ،‬ص‪.31‬‬
         ‫‪ -13‬نفسه‪ ،‬ص‪.40‬‬                                                                         ‫‪.1996‬‬
     ‫‪ -14‬نفسه‪ ،‬ص‪.41-40‬‬                                 ‫‪2- http://www.fondationjeanpiaget.ch/‬‬
        ‫‪ -15‬نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬                                ‫‪3- https://ar.wikipedia.org`/piageat‬‬
    ‫‪ -16‬نفسه‪ ،‬ص‪.73 -70‬‬                                 ‫‪ -4‬جان بياجيه‪ ،‬التربية والنمو الذهني لدى الطفل‬
         ‫‪ -17‬نفسه‪ ،‬ص‪.72‬‬
         ‫‪ -18‬نفسه‪ ،‬ص‪.74‬‬                                  ‫(دراسات في علم النفس التكويني) ترجمة محمد‬
    ‫‪ -19‬نفسه‪ ،‬ص‪.77 -76‬‬                                    ‫الحبيب بلكوش‪ ،‬دار النشر الفنك‪ ،‬مطبعة النجاح‬
         ‫‪ -20‬نفسه‪ ،‬ص‪.81‬‬
         ‫‪ -21‬نفسه‪ ،‬ص‪.84‬‬                                                  ‫الجديدة‪ ،‬الرباط ‪ ،1993‬ص‪.28‬‬
                                                                                      ‫‪ -5‬نفسه‪ ،‬ص‪.11‬‬
                                                                                     ‫‪ -6‬نفسه‪ ،‬ص‪.12‬‬
                                                                                       ‫‪ -7‬نفسه‪ ،‬ص‪.1‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40