Page 31 - merit 50
P. 31
29 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
الذهنية لكل إنسان ،وتمكينه من المعارف والمهارات -الفصل الثاني معنون بـ”الزمن والنمو الذهني لدى
والقيم التي تجعله عنص ًرا يتفاعل مع محيطه بشكل الطفل” يمتد من الصفحة 89إلى الصفحة .114
-مسرد المصطلحات التقنية المستعملة تمتد من
إيجابي ومساه ًما في إغناء مجتمعه. الصفحة 115إلى الصفحة .119
وقد خلص المترجم من خلال هذه النقط إلى أن تحقق
والكتاب صادر عن دار النشر الفنك ،مطبعة النجاح
العمل التربوي يستند إلى العلوم السيكولوجية الجديدة الرباط 1993دون ذكر الطبعة ،أصفر
والاجتماعية لكونها تسبر أغوار الكائن البشري الغلاف.
البيولوجية والنفسية والانفعالية ومراحل نموها
وقوانينها وتفاعلاتها مع المحيط الاجتماعي والثقافي، منهجية الكتاب
ومنه فالدراسات النفسية لها دور ف َّعال في العملية
التربوية لما لها من انعكاس ايجابي على تنمية القدرات اعتمد المؤلف في مجمل الكتاب المنهج التجريبي،
ويؤكد ذلك بقوله :سننطلق من الفعل الشامل
الذهنية للطفل وتحسين مهاراته.
هذا وتشكل أعمال جان بياجيه مساهمة متميزة في الاجتماعي والفردي في آن واحد ،ثم نحلل بعد ذلك
مجال علم النفس التربوي ،وكذلك خ َّزا ًنا لا ينضب، الجوانب العقلية والانفعالية من هذا النمو ،بالإضافة
إلى المنهج الاستنباطي من خلال طرح القضية وتتبع
بحيث إن أبحاثه في مجالات تطور الذكاء وتكون أجزائها للوصول إلى نتائج الفرضية التي انطق منها
العقل واكتساب الأدوات الذهنية والمفاهيم ومراحل
النمو العقلي وبناء الشخصية والقيم الأخلاقية تعد المؤلف في البداية.
إسهامات ذات مكانة متميزة في الفكر العالمي المعاصر.
محتوى الكتاب
التوازن بين النموالعضوي والنموالذهني
المقدمة:
يبدأ النمو الذهني عند الطفل منذ الولادة وينتهي في تناول المترجم خلالها مجموعة من القضايا المتضمنة
سن الرشد ،ويمكن مقارنته بالنمو العضوي لأنه للتعلم في علاقتها بالتربية ،ويمكن تلخيص ما جاء في
يتمثل أسا ًسا في السير نحو التوازن ،فكما ينمو
الجسم ويتطور إلى أن يصل إلى مستوى ما يتميز المقدمة من خلال مجموعة من النقط أهمها:
-دور المؤسسات التربوية (قبل سن الدراسة) في
باكتمال النمو ونضج الأعضاء ،كذلك يمكننا اعتبار تنمية القدرات الذهنية والانفعالية للطفل ،وانعكاس
الحياة النفسية على انها تطور نحو شكل من التوازن
ذلك عليه مستقب ًل.
النهائي الذي يمثله ذهن الإنسان الراشد. -حماية الأطفال وتوفير الشروط اللازمة لضمان
إن الشكل النهائي للتوازن الذي يصل إليه النمو
العضوي يكون أكثر سكو ًنا من ذلك الذي يسير نمو سليم ،عقليًّا ونفسيًّا وانفعاليًّا.
نحوه النمو العقلي ،إلا أنه يكون أقل استقرارا ،بحيث -العناية بالمؤطر والمربي داخل المؤسسات التربوية،
يبلغ النمو العضوي مرحلة ما ثم يتراجع في تنازل
ارتدادي يؤدي إلى الشيخوخة ،بما في ذلك الحواس وذلك بتكوينه وتحسين خبراته وتجديد معارفه،
كالسمع والبصر ..التي تحكمها نفس القاعدة ،في الشيء الذي سيرفع من قيمته وسيزيد من فعالية
حين نجد الوظائف المرتبطة بالعقل كالذكاء والقدرات
الذهنية والتفكير فإنها تسير عكس ذلك ،حيث تسير العمل التربوي.
نحو توازن متحرك يكون قا ًّرا عند البعض وعند -دور الدولة في النهوض بالتعليم باعتباره بوابة
البعض الآخر يكون متحر ًكا ،وفي تطور مستمر ،ومن التنمية والقاطرة نحو التقدم على جميع الأصعدة،
مميزاته أنه لا يعرف التقهقر والارتداد خلاف لما هو مستحض ًرا مستوى التعليم النظامي وواقع التعليم
عضوي. بالمغرب والآفاق.
-اعتبار الهدف من التربية والتعلم ،يتجاوز الكتابة
والقراءة ،إذ يعد من الأسس الضرورية لنمو الوظائف