Page 28 - merit 50

‫العـدد ‪50‬‬ ‫‪26‬‬

‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬

‫المطك ميلود‬

‫(المغرب)‬

‫التربية والنمو الذهني‬

‫عند الطفل ‪ ..‬لجان بياجيه‬

‫قراءة ثانية في ترجمة الكتاب‬

‫لمحمد الحبيب بلكوش‬

‫شكلت أبحاث ج‪ .‬بياجيه مساهم ًة هامة ومتميزة في مجال علم النفس‬
‫التربوي‪ ،‬وكذلك خزا ًنا لا ينضب‪ ،‬بحيث إن أبحاثه المتعلقة بتطور‬
‫الذكاءات وتكون العقل واكتساب الأدوات الذهنية والمفاهيم ومراحل‬
‫النمو العقلي وبناء الشخصية وتشكل القيم الأخلاقية‪ ..‬وغيرها‪ ،‬لتعد‬
‫بحق إسهامات ذات مكانة متميزة في الفكر العلمي المعاصر‪ ،‬إذ بفضلها‬
‫تتحقق غايات العمل التربوي‪ .‬فالعلوم السيكولوجية والاجتماعية‬
‫تسبران أغوار الكائن البشري البيولوجية والنفسية والانفعالية‪ ،‬وكذا‬
‫مراحل نموها وقوانينها وتفاعلاتها مع المحيط الاجتماعي والثقافي‪،‬‬
‫ومنه فالدراسات النفسية لها دور فعال في العملية التربوية لما لها من‬
‫انعكاس ايجابي على تنمية القدرات الذهنية للطفل وتحسين مهاراته‪.‬‬

‫مع الزمن ويختلف عما كان قب ًل‪.‬‬ ‫تمهيد‬ ‫تظهر‬
‫فدراسة هذا العلم تجعلنا نعي لمراحل نمو الأطفال‬
‫أهمية التربية والنمو الذهني لدى الطفل‬
‫والعوامل المساهمة في تكوينهم عقليًّا وجسد ًّيا‪،‬‬ ‫لجان بياجيه في مدى اكتساب معلومات‬
‫وكذا التغيرات التي قد تواجههم‪ ،‬فنختار الصحيحة‬ ‫ومعارف حول طبيعة الطفل في علاقته‬

‫والمفضلة لدينا‪ ،‬ونتجنب السلوكيات الخاطئة غير‬ ‫بالمحيط‪ ،‬وذلك من خلال تتبع المراحل‬
‫مرغوبة لنا‪ ،‬ويكون ذلك من خلال عملية مراقبة‬ ‫التي يمر بها والتطورات التي تحدث معه‪،‬‬
‫سلوكاتهم‪ ،‬وتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة‪ .‬كما‬ ‫كمعايير نمو الجسم‪ ،‬فجسم الأطفال يختلف‬
‫تساعد على تقييم السلوك والذات بهدف تنمية قدرات‬ ‫عن أجسام المراهقين‪ ،‬ومعيار العقل والفكر‬
‫الأطفال ومواهبهم‪ ،‬ومعرفة مواطن النقص التي‬ ‫كذلك يختلف بسبب مرور الإنسان بمراحل مختلفة‬
‫ُيعانون منها من خلال الرعاية بكل جوانبها‪ ،‬وتساعد‬ ‫للتعلم واكتساب المعرفة‪ ،‬فالعقل كذلك ينمو ويتطور‬

‫المدرسين والمربين في المدرسة‪ .‬ومؤلفي الكتب‬