Page 23 - merit 50
P. 23
21 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
أشرف عبد المنعم
التفرد السردي في قصيدة
الشعر الحديث ..قراءة
في نص «رسائل طائشة»
للشاعر نادي حافظ
يجب على القارئ ألا يكون شديد الرفض لقراءة الصورة في قصيدة
(نثرية) في مقارنتها بالصورة في شكل تقليدي ،فالاختيار البارع
لعناصر الصورة وتفاصيلها في نص نادي حافظ ،من رسائل أنيقة
وعناوين عشوائية والوردة التي في النهر تقتل بجمالها الحبيبة الذائبة،
وما حمل كل ذلك من الإيحاءات الفنية ،هو الذي جنبها خطر الوقوع في
المجاز ،دون تحطيم للترابط المنطقي لهذه العناصر ،وهي من سمات
التصوير عامة في شعره ،كما تبدى في نصوص الديوان الأخرى على
أغلبها ،ففيها من الصور ما تجنب المجاز ،لكنه كذلك بريء من التقريرية.
سألتك بالله كن ناع ًما، بول فاليري :إن الآلهة تمنحنا البيت يقول
إذا ما لامست حروفي غدا الأول من الشعر ،ولكن علينا نحن أن
نصنع البيت الثاني .فإذا كانت شاعرية
تذكر وأنت تمر عليها، شاعر ما -ونادي حافظ ليس خرو ًجا
عذاب الحروف لكي تولدا على هذا التعميم -هي موهبة وهبتها
من هنا تجد هذه الورقة أن الإنجاز الأساس في
نص (رسائل طائشة) للشاعر (نادي حافظ) ،إنما له قوة ما -أ ًّيا كان الاختلاف حول
يكمن في اشتغاله على هذا النص ليفتح در ًبا خا ًّصا ماهيتها ،-فإنها ما يمكن أن يحدث المغايرة ومن ثم
به من خلالها ،وهو ما سوف تحاول هذه الورقة التمايز ،فالتميز هو مدى ما يبذله الشاعر وحده كي
يصنع قصيدته التي تهب ما ليس موجو ًدا وجو ًدا،
بحثه.
(رسائل طائشة) هي القصيدة التي ختم بها (نادي وذلك -بالطبع -لا يتم بلا معاناة ،فالذي يتم بلا
معاناة الشاعر يمكن أن يتم بدونه هو ذاته .هذه
حافظ) ديوانه (كرس ٌي شاغر) الصادر عن دار المعاناة التي دفعت شاع ًرا مثل نزار قباني إلى الطلب
مسعى سنة (2011م) ،وهو الديوان الذي ضم عد ًدا من القارئ أن يكون سه ًل في استقبالها حين يقول:
من النصوص النثرية وأخرى من شعر التفعيلة.