Page 62 - مبادئ علم الإدارة

‫اﻻدارة ‪ ...‬اﻟﻤﺒﺎدىء واﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ‬

‫ﻓﺎﻷﺳﺎس اﻟ ﺬي ﯾ ﺪور ﻋﻠﯿ ﮫ اﻻﻗﺘﺼ ﺎد اﻟﻐﺮﺑ ﻲ ھ ﻮ ﺗﺤﻘﯿ ﻖ ﻣﺼ ﻠﺤﺔ ذاﺗﯿ ﺔ ﻓﺮدﯾ ﺔ‬
‫دﻧﯿﻮﯾﺔ و ﻻ ﯾﮭﺘﻢ ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ ھﺬه اﻟﻔﻮاﺋﺪ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻤﺎل ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻼم ﻣ ﺎل ﷲ و اﻹﻧﺴ ﺎن ﻣﺴ ﺘﺨﻠﻒ ﻓﯿ ﮫ وﻋﻠﯿ ﮫ أن ﯾﻨﻤﯿ ﮫ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﻓﺎﻟﺤﻼل ﺑﯿﻦ و اﻟﺤﺮام ﺑﯿﻦ ) وآﻣﻨ ﻮا ﺑ ﺎ و رﺳ ﻮﻟﮫ و أﻧﻔﻘ ﻮا‬
‫ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻜﻢ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﯿﻦ ﻓﯿﮫ ( ﺳﻮرة اﻟﺤﺪﯾﺪ ‪ , 7‬ﻓﺎﻹﺳﻼم ﻣﻨﮭﺠﺎ اﻗﺘﺼﺎدﯾﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ‬
‫ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﯿﻦ اﻷﻓﺮاد ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ و ﻓﺌﺎﺗﮫ ﻓﻘﺪ ﺣﺪد اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‬
‫و اﻷﻧﻔﺎق و اﻷﺟﻮر ﺛﻢ ﺣﺪد ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺰﻛﺎة ﻟﺘﺤﻘﯿ ﻖ اﻟﺘ ﻮازن اﻟ ﺬي ﯾﺴ ﻌﺪ‬

‫اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻓﻘﺮاء و أﻏﻨﯿﺎء‪.‬‬

‫وﺑﻨ ﺎ ًء ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﺳ ﺒﻖ ﻓﻘ ﺪ ﻛ ﺎن اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﯾﻄﺒﻘ ﻮن وظ ﺎﺋﻒ وﻋﻤﻠﯿ ﺎت‬
‫اﻹدارة اﻟﺘﺎﻟﯿﺔ‪:‬‬

‫‪- 1‬اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ‪ :‬ھﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻓﻜﺮﯾﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻖ واﻟﺘﺮﺗﯿ ﺐ واﻟﺘﻘ ﺪﯾﺮ‬
‫واﻟﻤﺮوﻧﺔ وإﯾﺠﺎد اﻟﺒﺪاﺋﻞ‪ ،‬وﻣﻦ ﺷﻮاھﺪه ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴ ﺎن ﻧﺒﯿ ﮫ‬
‫ﯾﻮﺳﻒ ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم‪" :‬ﻗﺎل ﺗﺰرﻋﻮن ﺳ ﺒﻊ ﺳ ﻨﯿﻦ دأﺑ ﺎً ﻓﻤ ﺎ ﺣﺼ ﺪﺗﻢ ﻓ ﺬروه ﻓ ﻲ‬
‫ﺳﻨﺒﻠﮫ إﻻ ﻗﻠﯿﻼً ﻣﻤﺎ ﺗﺄﻛﻠﻮن ‪ .‬ﺛﻢ ﯾﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺳﺒﻊ ﺷﺪاد ﯾ ﺄﻛﻠﻦ ﻣ ﺎ ﻗ ﺪﻣﺘﻢ‬
‫ﻟﮭﻦ إﻻ ﻗﻠﯿﻼً ﻣﻤ ﺎ ﺗﺤﺼ ﻨﻮن ‪ .‬ﺛ ﻢ ﯾ ﺄﺗﻲ ﺑﻌ ﺪ ذﻟ ﻚ ﻋ ﺎم ﻓﯿ ﮫ ﯾﻐ ﺎث اﻟﻨ ﺎس وﻓﯿ ﮫ‬
‫ﯾﻌﺼﺮون " ﯾﻮﺳﻒ ‪ ،49-47‬وﺑﮭﺬا اﻟﺘﻮﺟﯿﮫ اﻟﻘﺮآﻧﻲ اﻟﺬي ھﺪى ﷲ إﻟﯿﮫ ﯾﻮﺳﻒ‬
‫ﻋﻠﯿﮫ اﻟﺴﻼم‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻤﺴﻠﻢ ُﻣﻠ َﺰم ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﯿﻂ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﺘﻔﺎدي اﻟﻨﻜﺒ ﺎت واﻷزﻣ ﺎت‬
‫اﻟﺘ ﻲ ﻗ ﺪ ﺗﺤ ﯿﻂ ﺑﺎﻷﻣ ﺔ ﻓ ﻲ ﻛ ﻞ ﻣﺠ ﺎل‪ .‬وﻣ ﻦ اﻷﺣﺎدﯾ ﺚ اﻟﻨﺒﻮﯾ ﺔ اﻟﺪاﻟﱠ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ واﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﻔﺎدي ﺗﻘﻠﺒﺎت اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﯾﺤﻤﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﮫ و َﻣ ْﻦ ﺗﺤﺖ‬
‫وﻻﯾﺘ ﮫ ﻗﻮﻟ ﮫ ﺻ ﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿ ﮫ وﺳ ﻠﻢ ﻟﺴ ﻌﺪ ﺑ ﻦ أﺑ ﻲ وﻗ ﺎص‪ -‬رﺿ ﻲ ﷲ ﻋﻨ ﮫ‪:-‬‬
‫"‪...‬إﻧ ﻚ أن ﺗ ﺬر ورﺛﺘ ﻚ أﻏﻨﯿ ﺎء ﺧﯿ ﺮ ﻣ ﻦ أن ﺗ ﺬرھﻢ ﻋﺎﻟ ﺔ ﯾﺘﻜﻔﻔ ﻮن اﻟﻨ ﺎس‪(...‬‬
‫وأﯾ ًﻀ ﺎ ﻗﻮﻟ ﮫ ﻟﻸﻋﺮاﺑ ﻲ اﻟ ﺬي ﺗ ﺮك ﻧﺎﻗﺘ ﮫ ﻋﻨ ﺪ ﺑ ﺎب اﻟﻤﺴ ﺠﺪ دون أن ﯾﻌﻘﻠﮭ ﺎ‪:‬‬

‫‪- 64 -‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻰ‬