Page 63 - مبادئ علم الإدارة
P. 63
اﻻدارة ...اﻟﻤﺒﺎدىء واﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ
"اﻋﻘﻠﮭﺎ وﺗﻮﻛﻞ" ,وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﺪﯾﺚ إﺷﺎرة ﻟ ﻺداري اﻟﻤﺴ ﻠﻢ ﺑ ﺄن ﯾ ﺮﺑﻂ اﻟﺘﻮﻛ ﻞ
ﻋﻠ ﻰ ﷲ ﺑﺎﻻﺣﺘﯿ ﺎط واﻟﺘﺨﻄ ﯿﻂ اﻟ ﺬي ﻻ ﯾﺘﻨ ﺎﻓﻰ ﻣ ﻊ اﻟﺘﻮﻛ ﻞ ,وﻻ ﻣ ﻊ اﻟﻘﻀ ﺎء
واﻟﻘﺪر .
- 2اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ :ھﻮ ﺑﯿﺎن وﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﮭﯿﻜﻞ اﻟﺬي ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻓﯿﮫ ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺴﻠﻄﺔ واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ
وھﻮ ﻛﯿﺎن ﺣﻲ ﻣﺘﺤﺮك وﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻋﺪاده ﻟﯿﺘﻼءم داﺋ ًﻤﺎ ﻣ ﻊ اﻟﻤﺘﻐﯿ ﺮات اﻟﺪاﺧﻠﯿ ﺔ
واﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ،وھﻮ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﮫ اﻹﺳﻼم ﻗﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " :أھ ﻢ ﯾﻘﺴ ﻤﻮن رﺣﻤ ﺔ رﺑ ﻚ
ﻧﺤ ﻦ ﻗﺴ ﻤﻨﺎ ﺑﯿ ﻨﮭﻢ ﻣﻌﯿﺸ ﺘﮭﻢ ﻓ ﻲ اﻟﺤﯿ ﺎة اﻟ ﺪﻧﯿﺎ ورﻓﻌﻨ ﺎ ﺑﻌﻀ ﮭﻢ ﻓ ﻮق ﺑﻌ ﺾ
درﺟﺎت" اﻟﺰﺧﺮف ،23 :وھ ﺬا ﻏﺎﯾ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻨﻈ ﯿﻢ ،ﻓﮭ ﻮ ﺗﻨﻈ ﯿﻢ اﻟﻜ ﻮن واﻟﺤﯿ ﺎة
ﺑﺄﺟﻤﻌﮭ ﺎ .وﻧﺠ ﺪ ﻓ ﻲ ﻗ ﺪوم اﻟﻨﺒ ﻲ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺪﯾﻨ ﺔ أوﻟ ﻰ ﺧﻄ ﻮات اﻟﺘﻨﻈ ﯿﻢ وھ ﻲ
اﻟﻤﺆاﺧ ﺎة ﺣﯿ ﺚ ﻗ ﺎل) :ﺗ ﺂﺧﻮا ﻓ ﻲ ﷲ أﺧ ﻮﯾﻦ أﺧ ﻮﯾﻦ( ﻓ ﺂﺧﻰ ﺑ ﯿﻦ اﻟﻤﮭ ﺎﺟﺮﯾﻦ
واﻷﻧﺼﺎر ﻟﯿﻜﻮﻧﻮا ﻧﻮاةً ﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
- 3اﻟﺘﻮﺟﯿﮫ :ھﻮ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘ ﺄﺛﯿﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﻮظﻔﯿﻦ ،وھ ﺪاﯾﺘﮭﻢ وﺗ ﻮﺟﯿﮭﮭﻢ ﻣ ﻊ
إﯾﺠ ﺎد روح اﻟ ﻮد واﻟﺤ ﺐ واﻟﺮﺿ ﻰ واﻻﻧﺘﻤ ﺎء ﻟﻠﻌﻤ ﻞ .وﻟﻘ ﺪ اﻋﺘﻨ ﻰ اﻹﺳ ﻼم
ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﯿﮫ وأوﻻه رﻋﺎﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺸﺤﺬ اﻟﮭﻤﻢ ،ﻓﻤﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ" :وﻟ ﻮ ﻛﻨ ﺖ
ﻓﻈًﺎ ﻏﻠﯿﻆ اﻟﻘﻠﺐ ﻻﻧﻔﻀﻮا ﻣ ﻦ ﺣﻮﻟ ﻚ" آل ﻋﻤ ﺮان ،159 :وھ ﺬا ﺗﻮﺟﯿ ﮫ أﻋﻠ ﻰ
ﻟﻠﻘﺎﺋ ﺪ واﻟﺤ ﺎﻛﻢ ،وﻛ ﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟ ﮫ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ" :وأن ﺗﻌﻔ ﻮا أﻗ ﺮب ﻟﻠﺘﻘ ﻮى وﻻ ﺗﻨﺴ ﻮا
اﻟﻔﻀﻞ ﺑﯿﻨﻜﻢ"{اﻟﺒﻘﺮة ،237 :وھﺬا ﺗﻮﺟﯿﮫ ﻋﺎم ﻟﻠﻤﺤﻜﻮﻣﯿﻦ واﻟﻌﺎﻣﺔ.
-4اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ :ھﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺗﺨﻄﯿﻄﮭﺎ وﻣﻘﺎرﻧﺘﮭﺎ ﻣﻊ
اﻷھ ﺪاف اﻟﺘ ﻲ ﻛﺎﻧ ﺖ ﻣﺤ ﺪدة واﺗﺨ ﺎذ اﻹﺟ ﺮاءات اﻟﺘﺼ ﺤﯿﺤﯿﺔ ﻟﻌ ﻼج
اﻻﻧﺤﺮاﻓﺎت ،وھﻲ ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻣﺮ وﻣﻨﺘﮭﺎه ،ﻓﺒﻌﺪ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﯾ ﺄﺗﻲ دور اﻟﺘﺄﻛ ﺪ
ﻣ ﻦ أن ﺗﻨﻔﯿ ﺬ اﻷھ ﺪاف اﻟﻤﻄﻠ ﻮب ﺗﺤﻘﯿﻘﮭ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿ ﺔ اﻹدارﯾ ﺔ ﺗﺴ ﯿﺮ ﺳ ﯿ ًﺮا
- 65 - اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻰ
