Page 116 - تنظيم وإدارة المنشأت
P. 116
' & :-+إدارة ا = دة ا F 8 +ك و I D/ا ?ة ا 8 Hت ا
ﺇﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻄﺒﻊ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺍﳌﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﺳﻌﻲ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺑـﺎﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬـﺎ ﻭﻣـﻦ ﺑﻴﻨـﻬﺎ
ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﺪﻗﻴﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘ ّﻤﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺸﺪﺓ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﻓﻬـﺎ ﺍﻟـﺼﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻔﻨﺪﻗﻴﺔ ﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﺳﻮﺍﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﶈﻠﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ ﻭﺗﻌﺪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳉﻮﺩﺓ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﺗﻠـﻚ ﺍﳌـﺼﺎﺩﺭ
ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﲡﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻟﻔﺘﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﲔ ﻭﺍﳌﻬﻨﻴﲔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﳊﻘﻞ.
-1ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﳌﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ:
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺃﺩﺑﻴﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓـﺴﻴﺔ ﻳﺮﺟـﻊ ﺇﱃ "،1939
"Chamberlinﻭ " "Seliznick،1959ﰒ " "Schendal of Hoferﻭﻏﲑﻫﻢ) .(2ﻟﻜﻦ ﲡﻤﻊ ﺍﻏﻠﺐ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺩﺑﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻻﳒﻠﻴﺰﻱ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ " "Michael Porterﻫﻮ ﺍﻟـﺬﻱ
ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﰲ ﻭﺿﻊ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺇﱃ ﺣﺪ ﺃﻻﻥ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﻛﺒﲑﺓ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﻈـﺮﻱ
ﻭﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ) ،(3ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﱪ " "Proter,1985ﺇﻥ ﺍﳌﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﻫﺪﻑ ﻛـﻞ
ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ) (1ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﳌﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺘﻬﺎ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﳝﺜﻞ ﻫـﺪﻓﺎ ﺍﺳـﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ
ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﳌﻲ .ﻛﻤﺎ ﻳـﺮﻯ ""Porter
ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ "ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﱵ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﺃﻥ ﲢﻘﻘﻬﺎ ﻟﻌﻤﻼﺋﻬﺎ ،ﺇﺫ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺸﻜﻞ
ﺍﻟﺴﻌﺮ ﺍﳌﻨﺨﻔﺾ ﺃﻭ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﰲ ﺍﳌﻨﺘﺞ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﺴﲔ").(2
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻯ " "Mcfetridgeﺃﻥ ﺍﳌﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﳌﺆﺳﺴﺔ ﻣﺎ "ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣـﺎ ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ
ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﲢﺘﻔﻆ ﲟﺴﺘﻮﻯ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﰲ ﺍﳊـﺼﺔ
ﺍﻟﺴﻮﻗﻴﺔ").(3
ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﳝﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﲤﺘﻠﻚ ﻣﻴﺰﺓ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ،ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﻘـﺪﺭﺓ
ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻌﻤﻼﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺒﲏ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺫﻛﻴﺔ ﻭﻓّﻌﺎﻟﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﲤﻴﺰﻫﺎ ﻭﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻓـﺴﻴﻬﺎ
ﻭﲤ ﹼﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻬﻢ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﺼﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﻗﻴﺔ ﻭﲢﻘﻴﻖ ﺃﺭﺑﺎﺡ ﺗﻀﻤﻦ ﳍﺎ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ).(4
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﻜﻤﻦ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳌﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ):(5
-ﺧﻠﻖ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻌﻤﻼﺀ ﺗﻠﱯ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﻀﻤﻦ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﻭﺗﺪﻋﻢ ﻭﲢ ّﺴﻦ ﲰﻌﺔ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺍﳌﺆﺳﺴﺔ ﰲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ.
-ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻤّﻴﺰ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﻋﻦ ﺍﳌﻨﺎﻓﺴﲔ ﰲ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻭﺍﳋﺪﻣﺎﺕ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻼﺀ ،ﻣﻊ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻤّﻴـﺰ ﰲ
ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﰲ ﻇﻞ ﺍﻟﻀﻐﻮﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ.
-ﲢﻘﻴﻖ ﺣﺼﺔ ﺳﻮﻗﻴﺔ ﻣﻌﺘﱪﺓ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ﻭﻛﺬﺍ ﺭﲝﻴﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﲤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻘـﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳـﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﻔـﻮﻕ ﰲ
ﺍﻟﺴﻮﻕ.
112
