Page 14 - أثار مصر الإسلامية 2

‫بدر الدين الجمالى(‪ )1‬وكان وقتئذ وزيرا للخليفة الفاطمى المستنصر بالله ببناء سور جديد من الحجر‬
‫المنحوت ‪ ،‬المصقول السطح‪ ،‬المثبت فى مداميك منتظمة‪ ،‬ليكون اوفى بأغرا الدفاا عن القاهرة بدلا‬
‫من اللبن الذى استخدم فى اسوار جوهر الصقلى‪ ،‬وضم سور بدر ما أنشئ خارج أسوار جوهر وذلك بعد‬
‫ان وسع رقعة القاهرة بمقدار ‪ 751‬مترا الى شمال السور القديم‪ ،‬وحوالى ثلاثين مترا الى الشرق‪،‬‬
‫ومثلها الى الجنوب‪ ،‬وقد تم تشييد هذا السور فيما بين سنة ‪ 935 – 931‬هــ ‪7190-7131 /‬م‪ ،‬وكان‬
‫سورا موازيا للأسوار والأبواب القديمة‪ ،‬وبناه ثلاثه من الاخوة‪ ،‬احضرهم بدر الجمالى من مدينة "الرها"‬
‫فى شمال العراق بأر أرمينية‪ .‬وقد بقى من هذا السور الجديد ثلاثة ابواب مهمة‪ ،‬هى ‪ :‬باب النصر‪،‬‬

‫وباب الفتو شمالا‪ ،‬وباب زويلة جنوبا (‪)2‬‬
‫وفى نهاية العصر الفاطمى وبعد أن أصبح صلا الدين الايوبى وزيرا للخليفة العاضد لدين ق‬
‫آخر خلفاء الفاطميين أخذ سنة ‪ 566‬هــ‪7711 /‬م قام بإصلا أسوار القاهرة وإعادة ما تهدم منها‬
‫خصوصا وأن الخطر الصليبى كان يهدد الدولة الفاطمية بقوة‪ ،‬ويبدو أن رؤية صلا الدين الأيوبى فى‬
‫إصلا ما تبقى من أسوار بدر الجمالى كانت البداية وذلك عندما وصل للحكم سنة ‪ 510 – 569‬هـــ ‪/‬‬
‫‪7711 – 7718‬م لبناء سور ضخم يلتف حول عواصم مصر الاسلامية‪ :‬الفسطاط‪ ،‬العسكر‪ ،‬القطائع‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ويمتد منها الى قلعة الجبل التى حرص ايضا على تشييدها فوق جبل المقطم لتكون بمثابة حصن‬
‫يحميه من عدوان شيعة الفاطميين بمصر‪ ،‬وتهديد الصليبين للقاهرة وانتدب لعمل هذا السور الطواشى‬

‫بهاء الدين قراقوش الأسدى فبناه من الحجارة على ما هو عليه الآن‬

‫(‪ )1‬الأمير فى اللغة ذو الأمر والتسلط‪ ،‬وهو لقب من القاب الوظائف التى استعملت كذلك كالقاب فخرية‪ ،‬ويرجع استعماله‬
‫فى الاسلام كاسم لوظيفة الى عصر النبى صلى الله عليه وسلم حين كان يقصد به الولاية على الحكم او رئاسة الجيش ونحو‬
‫ذلك وقد استعمل ايضا بمعنى الولاية العامة فى هذا العصر المتقدم‪ .‬وأمير الجيوش ‪ :‬كان هذا اللقب لقبا عاما على صاحب‬
‫ولاية دمشق‪ ،‬فاطلق مثلا على انوشتكين الدزبرى الذى كان واليا على دمشق سنة ‪ 421‬هـ‪ ،‬وكان أيضا يطلق على بدر‬

‫الجمالى اثناء ولايته لها قبل قدومه الى مصر‪.‬‬
‫‪ ‬لمزيد من التفاصيل راجع‪ -:‬حسن ٌالباشا‪ :‬الالقاب الاسلامية فى التاريخ والوثائق والالقاب‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1178 ،‬ص ‪112 -171‬‬
‫(‪ٌ) 2‬أحمدٌعبدالرازق‪ ،‬العمارة الاسلامية فى مصر‪ ،‬ص ‪71،77‬‬

‫‪- 14 -‬‬