Page 56 - أثار مصر الإسلامية 2

‫النتائج‪ .‬فلقد ظلت القاهرة الفاطمية والقصبة حتى سنة ‪7193‬م هى مركز الحياة الاقتصادية والتجارة‬
‫الدولية (‪)1‬‬

‫وبعود دراسووة العمووارة الحربيووة والدينيوة والتجاريووة داخوول مدينووة القواهرة الفاطميووة فووى العصوور‬
‫المملوكى‪ ،‬يجدر بنا الحال إلى دراسة ٌمنشآت الخدمة الاجامععياة‪ ،‬ويوأتى فوى مقودمتها الحمعماعت والتوى‬
‫تعتبور مون أهوم المنشوآت المعماريوة البوارزة فوى التكووين العمرانوى والمعموارى لمدينوة القواهرة الفاطميوة‬
‫وخاصة فى العصر المملوكى‪ ،‬إذ كانت الحمامات مفردة هامة مون مفوردات التوراث المعموارى الاسولامى‬
‫فى القاهرة ذو الأصول الدينية والتى تحمل دلالات هامة ذات صبغة ثقافية واجتماعية وحضوارية عميقوة‬
‫تكشف لنا ما وصلت اليه الحضارة العربية الاسلامية من ازدهار وتقدم‪ ،‬اذ لم تقتصر أهميته على نواحى‬
‫النظافة والتطهر فقط وانما أيضا رغبة من القادرين على انشاء هذه الحماموات فوى اسوتثمار أمووالهم فوى‬
‫انشائها لما تدره من ريع وفير لشدة الطلب عليها‪ ،‬كذلك كان الحمام منتدى ومكانا ترفيهيا للرجال يلتقوون‬
‫فيه فيقضون وقتا من الراحة‪ ،‬والتحدث فى أمور التجارة وعقد الصفقات التجارية‪ ،‬اذنا فقد تعوددت منوافع‬
‫الحمامات واغراضها وتداخلت حتى أصبحت من أهم المنشآت الضرورية للمجتمع وأصوبحت جوزءا مون‬

‫ثقافة المجتمع (‪)2‬‬

‫وقود كانوت هنواك حماموات خاصوة بالرجوال‪ ،‬وأخورى بالنسواء‪ ،‬وبعضوها كوان يرتواده الرجوال فوى‬
‫المساء‪ ،‬ثم النساء فى الصبا ‪ ،‬وألحقت ببع المجموعات المعمارية الدينية الضخمة حمامات خصصت‬
‫لخدمة أهلها‪ ،‬بالاضافة الى خدموة العاموة‪ ،‬كحموام المؤيود شويخ المحموودى داخول بواب زويلوة (‪308‬هـوـ ‪/‬‬

‫‪7901‬م) (‪ ،)3‬وارتبط كثير من الحمامات بالخلفاء والملوك والسلاطين والأمراء‪ ،‬وأوقفووا بعضوها علوى‬

‫المدارس والبيمارستانات حيث ورد لنا فوى وثوائق الوقوف وصوفا لهوذه الحماموات باعتبارهوا مون المنشوآت‬
‫الموقوفة على المبانى الدينية (‪ )4‬وكان لوجود حمام بمنطقة ما أن يؤدى إلى تسمية الشارا باسم "شاع‬

‫(‪ (1‬أيمنٌفؤادٌسيد‪ ،‬القاهرة خططها‪ ،‬ص ‪228‬‬
‫(‪ (2‬سعادٌحسن‪ٌ،‬الحمامات فى مصر الاسلامية‪ ،‬ص ‪15‬؛ٌمحمدٌعبدالستارعثمان‪ ،‬المدينة الاسلامية‪ ،‬ص ‪246‬؛ عمروٌ‬

‫عبدالعزيز‪ ،‬مصر والعمران‪ ،‬ص ص ‪251 ،241‬‬
‫(‪ (3‬أثرٌرقمٌ‪ ،410‬المجلس الأعلى للآثار‪ ،‬دليل الآثار الاسلامية‪ ،‬ص ‪.118،117‬‬
‫(‪ (4‬محمدٌعبدالستارٌعثمان‪ ،‬المدينة الاسلامية‪ ،‬ص ‪248‬؛ فيصلٌالحفيان‪ ،‬ال َّح َما ْم فى التراث الاسلامى على ضوء تحفة‬
‫الانطاكى‪ ،‬بحث منشور بمجلة الاحمدية‪ ،‬تصدر عن دار البحوث للدراسات الاسلامية واحياء التراث‪ ،‬دبى‪ ،‬العدد‬

‫العشرون‪ ،‬يونيو ‪ ،2115‬ص ‪ 327‬؛ عادلٌزيادة‪ ،‬حمامات السوق‪ ،‬ص ‪33‬‬

‫‪- 56 -‬‬