Page 53 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 53

‫فلقد أرسى المماليك دعائم القوة الإقتصادية المصرية ودلائل ذلك ما تبقى لنا من عمائر تجاريوة‬
‫متنوعوة فوى قواهرة المماليوك مثول القياسور والوكوالات والخانوات والفنوادق وغيرهوا مون المنشوآت‪ ،‬والتوى‬
‫شاهدها بكثرة الكثير من الرحالة الذين زاروا مصر فى العصر المملوكى‪ ،‬وهو نتيجوة طبيعيوة للأوضواا‬
‫السياسية والإقتصادية التى شهدتها مصر فى ذلك الوقت وكذلك أيضا للدور الكبير الذى لعبه المماليك فى‬
‫تاريخ التجارة الدولية فى ذلك العصر‪ ،‬وما تبوع ذلوك مون سياسوات اقتصوادية مثول سياسوة احتكوار التوابول‬
‫وغيرها‪ ،‬مما ترتب عليه أن أصبحت هذه المنشآت التجارية جزءا رئيسا وهاما للاستثمار الاقتصادى فى‬

                                                                               ‫القاهرة الفاطمية (‪)1‬‬

‫وإنتشورت الوكاعلات الاجع ياة فوى مدينوة القواهرة الفاطميوة خولال العصور المملووكى(‪ ،)2‬ولوم يصول إلينوا مون‬

‫العصر المملوكى البحرى سوى بوابة وكالة قوصوون والتوى تعتبور أقودم وكوالات مدينوة القواهرة الفاطميوة‬
‫ويرجع تاريخها الى ما قبل عام ‪ 190‬هوـ ‪7897 /‬م‪ ،‬وكانوت تقوع فيموا بوين الجوامع الحواكمى ودار سوعيد‬
‫السعداء‪ ،‬وماتزال بقاياها قائمة فى شارا باب النصر عند تلاقيه مع شارا ال ُّضب ِب َّية وتعرف أيضا بوكالة‬

‫الصابون (‪ )3‬وذكرها المقريزى فى خططه بقوله " هذه الوكالة فى مع نى الفنناد والخاننات ينزلهنا التجنار‬
‫ببضائع بلاد الشام من الزيت والشيرج والصابون والدبس والفستي والجوو واللوو والخرننو ونحنو جلنك‬
‫وموضنعها فيمنا بنين الجنامع الحناكمى ودارسنعيد السنعداء كاننت أخينرا دارا تعنرف بندارتعوينل البوعنانى‬

‫(‪ (1‬محمد ٌعبدالستار ٌعثمان‪ ،‬المدينة الاسلامية‪ ،‬ص ‪258‬؛ محمد ٌرياض‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪122‬؛ عمرو ٌعبدالعزيز‪ ،‬مصر‬
                                                                                               ‫والعمران‪ ،‬ص ‪.231‬‬

‫‪ ‬للإستزادة راجع‪ :‬آمالٌأحمد ٌالعمرى‪ ،‬المنشآت التجارية فى القاهرة فى العصر المملوكى‪ ،‬رسالة دكتوراه غير‬
                                                                ‫منشورة‪ ،‬كلية الآداب‪ ،‬جامعة القاهرة‪1174،‬‬

‫(‪ (2‬وكالة‪ :‬الوكالة اسم الخان فى عرف المصريين‪ ،‬وسميت وكالة لانها موضع التوكيل والوكلاء غالبا‪ ،‬ومن حيث الشكل‬
‫المعمارى فالوكالة مثل الخانات والفنادق‪ .‬ومما ذكره المؤرخون يبدو أن الوكالة المكان الذى كانت ترد اليه البضائع‬

                       ‫المستوردة من خارج البلاد والتى يجلبها الوكلاء بناء على توكيلات ومنها توزع على باقى الأسواق‬
                                         ‫‪ ‬راجع‪ -:‬محمدٌأمين‪ٌ،‬ليلىٌإبراهيم‪ ،‬المصطلحات المعمارية‪ ،‬ص ‪121‬‬

‫(‪ )3‬أبوٌالحمدٌفرغلى‪ ،‬الدليل الموجز لأهم الآثار الاسلامية‪ ،‬ص ‪234،233‬؛أيمنٌفؤادٌسيد‪ ،‬القاهرة خططها‪ ،‬ص ‪ 313‬؛‬
‫المجلس ٌالأعلى ٌللآثار‪ ،‬دليل الآثار الاسلامية‪ ،‬ص ‪ .85‬أثر رقم (‪ ،)11‬هذه الوكالة اندثرت ولم يبقى منها سوى كتلة‬

                   ‫المدخل فقط وهى من الحجر وتتوسطها فتحة باب مغلق عليه مصراع خشبى ضخم خال من الزخارف‪.‬‬
‫‪Raymond A. & Wiet G.; Les Marches du Caire, pp. 140-141.‬‬

                                                      ‫‪- 53 -‬‬
   48   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58