Page 50 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 50

‫من الأسوا ش ئ كثيرجدا قد باد أكثرها وكفاك دليلا على كثرة عددها أن الذى خر من الأسوا فيما‬
‫بين أرا ى اللو الى با البحر بالمقس اثنان وخمسون سوقا أدركناها عامرة فيها ما يبلغ حوانيته نحو‬
‫الستين حانوتا وهذه الخطة من جملة ظاهر القاهرة الغربى فكيب ببقية الجهات الثلاث مع القاهرة‬

                                                                             ‫ومصر" (‪)1‬‬

‫ويلاحوظ أن أسوواق المدينوة كانوت تمثول قطاعوا رئيسوا مون النشواطين الاجتمواعى والاقتصوادى‬
‫وتركزت فى المنطقة المحيطة بالمسجد الجامع‪ ،‬كما اصطفت على جوانبى الشووارا الرئيسوة النافوذة دون‬
‫الطورق الخاصوة‪ ،‬وذلوك لحصور النشواط والحركوة التجاريوة فوى شووارا عاموة متسوعة يسوهل فيهوا حركوة‬
‫المرور‪ ،‬كموا يسوهل للمحتسوب مراقبوة التعامول فوى الاسوواق(‪ ، )2‬وأيضوا لا تسوبب أذ ًّى للوحودات السوكنية‬

                           ‫بكشف حرماتها نظرا لاتساا هذه الشوارا‪ ،‬مما يحقق مبدأ الخصوصية (‪)3‬‬

‫فعلأسواق كانت مكونا هاما من مكونات التطور والازدهار العمرانى بمدينة القاهرة الفاطمية فى‬
‫العصر المملوكى‪ ،‬ولقد عرفت الاسواق نوعا من التخصص فى نوا البضائع التى يبيعهوا كول منهوا وهوو‬
‫ما يتفق مع طبيعة الحياة الاجتماعية فى ذلوك العصور‪ ،‬مثول "سووق بواب الفتوو " الواقوع عنود رأس حوارة‬
‫بهواء الودين (حوارة بوين السويارج الآن) كانوت تنتشور بوه علوى الجوانبين حوانيوت اللحواميين والخضوريين‬
‫والشرائحيين (‪ ،)4‬و"سوق برجوان" والذى عرف أيام الفاطميين بسوق أمير الجيوش بالقرب من الجوامع‬
‫الحاكمى وكان به كثير من الجبانين والخبازين واللبانين والطباخين والعطاريين وكثير من بياعى الأمتعة‬
‫(‪ ، )5‬و"سوووق الشووماعين" بووالقرب موون الجووامع الأقموور توجوود بووه تجووارة الشووموا الموكبيووة والفانوسووية‬
‫وال َّطوافات‪ ،‬وتظل حوانيته مف َّتحة إلى نصف الليل‪ ،‬وكان يعلق بهذا السوق الفوانيس فى موسم الغطواس‪،‬‬

     ‫(‪ٌ(1‬المقريزى‪ ،‬الخطط‪ ،‬جـ ‪ ،3‬ص ‪ .14‬وباب البحر بالمقس حاليا نهاية شارع كلوت بك من جهة ميدان رمسيس الآن‪.‬‬

‫(‪ٌ(2‬المحتسب‪ :‬هو من نصبه الامام أو نائبه للنظر فى احوال الرعية والكشف عن امورهم وأحوالهم‪ ،‬بشرط أن يكون حرا بالغا عاملا‬
‫عدلا‪ ،‬وكان من واجباته الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والتحدث فى أمر المكاييل والموازين ونحوهما‪ ،‬وأول من قام بهذا العمل‬
‫الخليفة عمر بن الخطاب وكانت الحسبة تضاف الى الشرطة احيانا فى العصر الفاطمى‪ .‬راجع‪ :‬القلقشندى‪ ،‬صبح الأعشى‪ ،‬جـ ‪ ،5‬ص‬

                                                                                                                   ‫‪451،452‬‬
‫(‪ )3‬محمدٌعبدالستارٌعثمان‪ ،‬المدينة الاسلامية‪ ،‬ص ‪332-331‬؛ عمروٌعبدالعزيز‪ ،‬مصر والعمران‪ ،‬ص ‪222-221‬؛ محمدٌحسامٌ‬
‫الدين ٌاسماعيل‪ ،‬المدن الاسلامية وأحدث ما كتب عنها خلال العشر سنوات الأخيرة مع دراسة تحليلية‪ ،‬بحث مرجعى‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

                                                                                                              ‫‪ ،2113‬ص ‪18‬‬
                                           ‫(‪ )4‬المقريزى‪ ،‬الخطط‪ ،‬جـ ‪ ،3‬ص ‪15‬؛ أيمنٌفؤادٌسيد‪ ،‬القاهرة خططها‪ ،‬ص ‪225‬‬

                                                                                    ‫(‪ )5‬المقريزى‪ ،‬الخطط‪ ،‬جـ ‪ ،3‬ص ‪16،15‬‬

                                                      ‫‪- 51 -‬‬
   45   46   47   48   49   50   51   52   53   54   55