Page 46 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 46
واستدارة هيئته ،وحول التكامل الرمزى والروحى ،بين القبة والمئذنة ،قيل " أن القبة كون صغير مقفل،
جاءت المئذنة لتعيد صلة هذا الكون بالسماء" ()1
ولم تكن للمدارس أن تستمر دون الاعتماد على نظام "الوقف" فكان ريع الوقف هو المصدر
المالى الرئيس للصرف على وظيفة المدرسة من وراتب للفقهاء والشيوخ ومعاليم للطلبة .وساعد نظام
الوقف مساعدة بالغة على إنشاء المدارس باعتبارها منشآت موقوفة ،وعلى استمرارها فى أداء وظيفتها
باستمرار الاوقاف الموقوفة عليها ،فبدون الأوقاف لا يمكن لأى مؤسسة تعليمية الاستمرار ،وبخاصة فى
عصر كعصر المماليك ،لم تتخذ فيه للتعليم سياسة ،تتكفل الدولة بتنفيذها والانفاق عليها من أموالها
العامة ،ولقد كان للعامل الفردى ،والرغبة الشخصية لكثير من الأمراء والسلاطين المماليك ،أثر كبير فى
تشييد المدارس ودور التعليم الأخرى كالمساجد والوزايا والخوانق على نفقتهم الخاصة .وكان للتنافس
وحب الظهور بين السلاطين والأمراء المماليك فى بناء المؤسسات ووقف الأوقاف عليها ،دور فاعل
بتأسيس عدد كبير من دور التعليم ()2
ولقدٌعبَّرٌمؤسسٌعلمٌالاجتماعٌال َعلاَّمهٌعبدالرحمنٌبنٌخلدونٌوالذىٌزارٌالقاهرةٌسنةٌٌ534
هـ1832/مٌعنٌأهميةٌالمنشآتٌالدينيةٌمنٌجوامعٌومدارسٌوخوانقٌفىٌمصرٌبقوله " أهل هذه الدولة
الزركية بمصر والشام َم ْع ِن ُّيون -على القدم منذ عهد مواليهم ملوك ب ى أيو -بسنشاء المدارس لتدر س
العلم والخواني اقامة رسوم الفقراء فى التخلي بآدا الصوفية السنية فى مطارحة الأجكار ونوافل
الصلوات أخذوا جلك عمن قبلهم من الدول الخلافية فيختطون مبانيها ويقفون الأرا ى المغلة
للانفا منها على طلبة العلم ومتدربى الفقراء وإن استفضل الر ع شيئا عن جلك جعلوه فى أعقابهم
خوفا على الذرية الضعاف من العيلة واقتدى بسن هم فى جلك من تحت أيديهم من أهل الرياسة
( (1صفاٌلطفىٌالألوسى ،علم الجمال فى الفن والعمارة الاسلامية ،الدار المنهجية للنشر والتوزيع ،الاردن ،2116 ،ص
162
( (2محمدٌعبدالستارٌعثمان ،المدينة الاسلامية ،ص 242؛ أيمنٌفؤادٌسيد ،القاهرة خططها ،ص 287؛ محمدٌالعناقرة،
المدارس فى مصر ،ص .163،162
-وللاستزادة راجع :نوبىٌمحمدٌحسن ،الوقف والعمران الاسلامى ،جامعة الملك سعود ،الرياض2111 ،
- 46 -