Page 49 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 49
ومون الظوواهر المعماريوة الجوديرة بالوذكر أنوه ألحوق بغالبيوة الخانقواوات فوى العصور المملووكى
ضريح أو قبة لدفن صاحبها ،فقد كان الحواق ضوريح بالمنشوأة الدينيوة فوى العصور المملووكى ،مون أسوباب
إنشاء العديد من هذه المنشآت ومن بينها "الخانقاة" ()1
وقيام مثل هذه المنشآت فى قلب المدينة الفاطمية يظهر بوضو مدى اندماج التصوف فى الحياة
المدنية القاهرية ،وأن المتصوفة بدأوا يتابعون نظام المدرسة؛ مما أكسبهم تعليما دونياويا مكنهم من
تحسين مجرى نشاطهم ،وفى الوقت نفسه اكتسب الطلبة معلومات عن المدخل الصوفى للدين من خلال
معايشتهم للصوفية ،وعن طريق هذا الدمج تخلت مؤسسة التصوف جزئيا عن طبيعتها الانعزالية()2
وبعد الانتهاء من دراسة العمارة الدينية بمدينة القاهرة الفاطمية فى العصر المملوكى ،تقتضى
هذه الدراسة إلى عر جانب مهم أثرى العمران والعمارة فى مدينة القاهرة الفاطمية خلال تلك الفترة
وتمثل ذلك الجانب فى النشاطين الاقتصادى والتجارى ،فلقد كانت القصبة –شارا المعز لدين ق –
مركز المدينة الاقتصادى الذى تتجمع فيه الأنشطة التجارية والحرفية ،إذ تراصت هذه الأنشطة -على
اختلاف انواعها -والتى شكلت فى مجملها صورة عمرانية متكاملة للأسواق فى القاهرة الفاطمية على
جانبى القصبة ،وكذلك تراصت أيضا فى الشوارا الجانبية المتفرعة منها (القصبة) أسواق فى هيئة
حوانيت متراصة على جانبى الشارا ( )3ويظهر ذلك بوضو حين أخذت الأسواق الاجع ية امتدادا
على الشارا الأعظم وعمقا فى الشوارا المتفرعة منه كما فى النحاسين والخيامين والحريريين
والخراطين والفحامين والحمزاوى – سوق القماش)4( -
فلقد تج َّمع ثمانية وأربعون سوقا ،وأربع وأربعون وكالة على مساحة 99فدانا على جانبى
القصبة فى المنطقة الواقعة بين باب الفتو شمالا وباب زويلة جنوبا .وتركزت الأنشطة الاقتصادية بنوا
خاص فى قطاا عرضه مائة متر وطوله أربع مائة متر يقع بين الصاغة (جنوبى مجموعة قلاوون)
شمالا وسوق الكحكيين قرب حارة الروم جنوبا ()5
ولقد حصر كثير من المؤرخين أسواق القاهرة فى العصر المملوكى مثل المقريزى وابن دقماق
وابن اياس ،وفى هذا الصدد يقول المق يزى فى خططه " .....وقد كان بمدينة مصر والقاهرة وظواهرها
( (1محمدٌعبدالستارٌعثمان ،نظرية الوظيفية ،ص 181؛ محمودٌعبدالله ،مدافن حكام مصر ،ص 42-41
( (2أيمنٌفؤادٌسيد ،القاهرة خططها ،ص 211
( (3محمدٌعبدالستارٌعثمان ،المدينة الاسلامية251 ،
( (4شحاتهٌعيسى ،القاهرة ،ص 211؛ عمروٌعبدالعزيز ،مصر والعمران ،ص 231
( (5أيمنٌفؤادٌسيد ،القاهرة خططها ،ص 223،224
- 41 -