Page 44 - أثار مصر الإسلامية 2

‫أواوينها الأربعة لتدريس المذاهب الفقهية السنية الاربعة‪ ،‬ودائما كان يخصص ايوان القبلة وهو الايوان‬
‫الاكثر اتساعا لتدريس المذهب الأكبر أو المذهب الذى يأخذ به أو اشترطه منشئ المدرسة (‪)1‬‬

‫وكذلك لم تقتصر خدمات المدرسة المملوكية على الوظيفة التعليمية فقط فقد ألحق بها فى معظم‬
‫الأحوال أماكن لاقامة الطلبة واعاشتهم وسبيلا لخدمة العامة‪ ،‬وامدادهم بماء الشرب فى مواعيد حددتها‬

‫وثائق الوقف (‪)2‬‬
‫وإلى أن ظهرت المدرسة فى عمارة مدينة القاهرة الفاطمية‪ ،‬كان الجامع لا يلحق به مدفن‪ ،‬لا‬
‫للمنشئ ولا لغيره‪ ،‬ثم بدأت القباب تلحق بالمدارس وأقدم نموذجا لها هو "القبة المنصورية" الملحقة‬

‫بمدرسة المنصور قلاوون بمنطقة النحاسين بشارا المعز لدين ق (‪)3‬‬
‫وترجع أقدم المقابر التى تعلوها "قبة" فى مصر الى العصرين الاخشيدى والفاطمى‪ ،‬ويعتبر‬
‫مشهد (‪ )4‬آل طباطبا بقرافة الامام الشافعى سنة ‪ 889‬هـ ‪998 /‬م أقدم مثال باق فى مصر للمدفن ذى‬

‫القباب ويرجع الى العصر الاخشيدى(‪)5‬‬
‫وفى العصر الفاطمى أقيمت المدافن خارج مدينة القاهرة الفاطمية ومنها القباب السبع بالقرافة‬
‫الكبرى جنوب الفسطاط‪ ،‬والتى انشئت سنة ‪ 911‬هـ ‪7119 /‬م‪ ،‬فى عهد الخليفة الفاطمى الحاكم بامر‬

‫(‪ (1‬حسن ٌالباشا‪ ،‬دراسة جديدة فى نشاة الطراز المعمارى للمدرسة المصرية ذات التخطيط المتعامد ‪(Cruciform‬‬
‫)‪ ،Plan‬بحث منشور بمجلة كلية الاثار‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،1181 ،‬ص ‪52،53‬؛ ياسرٌعبدالجواد‪ ،‬الايوان‪ ،‬ص‬

‫ص ‪272-266‬‬
‫(‪ (2‬محمدٌعبدالستارٌعثمان‪ ،‬نظرية الوظيفية‪ ،‬ص ‪153-151‬‬
‫(‪ (3‬المقريزى‪ ،‬الخطط‪ ،‬جـ ‪ ،4‬ص ‪381‬؛ أيمنٌفؤادٌسيد‪ ،‬القاهرة تخطيطها‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫(‪ (4‬م ْشهد‪ :‬والجمع مشاهد مجمع الناس ومحضرهم‪ ،‬وموضع استشهاد الشهيد‪ .‬وكلمة مشهد مشتقه من الفعل شهد وتجمع‬
‫بين دلالات عدة منها الاستشهاد أو القتل‪ ،‬ومنها حضور الجمع بين الناس‪ ،‬ومنها الادلاء بالشهادة‪ ،‬ومنها المشاهدة‪ ،‬ومنها‬

‫ذكر آل البيت فى التشهد فى الصلاة‪.‬‬
‫‪ ‬راجع‪ :‬عبدالرحيم ٌغالب‪ ،‬موسوعة العمارة الاسلامية‪ ،‬ص ‪388-384‬؛ محمد ٌعبدالستار ٌعثمان‪ ،‬موسوعة‬
‫العمارة الفاطمية‪ ،‬عمارة المشاهد والقباب فى العصر الفاطمى‪ ،‬الكتاب الثانى‪ ،‬دار القاهرة‪ ،‬القاهرة‪ ،2116 ،‬ص‬

‫‪21‬‬
‫(‪ٌ) 5‬أحمدٌعبدالرازقٌاحمد‪ ،‬العمارة الاسلامية فى مصر‪ ،‬ص ص ‪71-67‬‬

‫‪- 44 -‬‬