Page 43 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 43
وتعتبر المدرسة الناصرية محمد بن قلاوون ،التى تقع بشارا المعز لدين ق بمنطقة بين
القصرين شرق القبة المنصورية ،وينسب بداية إنشاؤها إلى السلطان الملك العادل زين الدين كتبغا
المنصورى ،الذى ولى مصر سنة ( 699هـ7099 /م) بعد خلع الملك الناصر محمد بن قلاوون من
ولايته الأولى ،ثم خلع كتبغا قبل تمامها ،وتولى مكانه الناصر محمد بن قلاوون ،فأكمل بناءها عام 118
هـ 7819 /م( ،)1أول مدرسة فى مصر ذات التخطيط المتعامد Cruciform Planد ِّرس بها الفقه
على المذاهب الأربعة (المالكى بالايوان القبلى الكبير ،والحنبلى بالايوان الغربى ،والحنفى بالايوان
الشرقى ،والشافعى بالايوان البحرى) أى انها جمعت بين التخطيط المتعامد شكلا والمذاهب الأربعة
وظيفة ()2
وفى العصر المملوكى لوحظ فى تخطيط المدرسة صلاحيتها لاقامة الصلوات الجامعة حيث
اشتملت على مكان مربع أو مستطيل التخطيط موجه نحو القبلة ومزود بمحراب ومنبر ،ودائما ما كان
هذا المكان أكبر أواوين المدرسة واصطلح على تسميته بــ " إيوان القبلة"( ، )3كما اشتملت المدرسة
أيضا على مآذن أو منارات( ،)4وحيث أن الوظيفة الأصلية للمدرسة هى "التدريس" لذلك خصصت
( (1محمدٌالعناقرة ،المدارس فى مصر ،ص 131
( (2المقريزى ،الخطط ،جـ ،4ص 382؛ أيمنٌفؤادٌسيد ،القاهرة تخطيطها ،ص 271
( (3ايوان :كلمة فارسية معربة مأخوذة من "ايفان" وتعنى لغويا قاعة العرش ومنه ايوان كسرى .أما فى العمارة المملوكية
فالايوان يمثل وحدة معمارية مربعة أو مستطيلة الشكل لها ثلاث حوائط أى من ثلاث جهات فقط والجهة الرابعة مفتوحة،
واذا سد الايوان بحائط من الجهة الرابعة فلا يقال له ايوان بل مجلس.
راجع :عبدالرحيم ٌغالب ،موسوعة العمارة الاسلامية ،ص ص 346-332؛ محمد ٌأمينٌ ،ليلى ٌإبراهيم،
المصطلحات المعمارية ،ص ص 71-67؛ ياسرٌمحمدٌعبدالجواد ،الايوان دراسة تحليلية ،رسالة ماجستير غير
منشورة ،قسم الديكور ،كلية الفنون الجميلة ،جامعة المنيا ،1111 ،ص 4،3
( )4مأ نةٌ–ٌمنار :المأذنة او المنار موضع الآذان ،والتأذين هو النداء للصلاة .والمئذنة أو المنار كتلة معمارية مرتفعة
كالبرج ،وقد تكون مربعة أو مستديرة أو بها جزء مربع وأعلاها مستدير ،وبداخلها سلم يؤدى الى دورات أى "شرفات"
تحيط بالمئذنة يؤذن من عليها المؤذن.
راجع :عبدالرحيم ٌغالب ،موسوعة العمارة الاسلامية ،ص ص 346-332؛ محمد ٌأمينٌ ،ليلى ٌإبراهيم،
المصطلحات المعمارية ،ص 18،17؛ صفاٌالألوسى ،عالم الجمال فى الفن والعمارة ،ص ص 151-125
- 43 -