Page 40 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 40
بنى منفردا ،كما حرص سلاطين المماليك على بناء المدارس فى الطرق الرئيسة لمدينة القاهرة الفاطميوة
والتى يمر منها السلاطين والمواكب السلطانية ،كما حورص المعموار المملووكى علوى أن تكوون واجهوات
المنشآت التى تطل على طرق المواكب تمتد من الشمال الى الجنوب مع ميول الوى الشورق كواجهوة جوامع
السلطان المؤيد شويخ المحموودى داخول بواب زويلوة ،وان كوان فوى أحيانوا اخورى يخورج بالبنواء فوى وسوط
الطريق كما فعل فى مجموعة السلطان المنصور قلاوون عند بناء المدرسة ،حتى تكون الواجهوة ظواهرة
بكل التفاصيل المعمارية لها أمام الموكب السلطانى المتجه الى القلعة ،وربما كان الهدف مون دقوة اختيوار
مواقع المدارس فى العصر المملوكى بقلب مدينة القاهرة الفاطمية يرجع لتسهيل التعرف عليها والوصول
اليها()1
ولقد كعن لانشعء المدا س فى مص فى العص المملاوكى أثور كبيور فوى إرسواء النهضوة العلميوة
والثقافية فى ذلك العصر ،وكان من المعتاد طوال عصر المماليك أن يكون مون آثوار السولطان مدرسوة أو
أكثر وينسجم هذا القول على معظم سلاطين المماليك بداية بالمعز أيبك وانتهاء بالسلطان الغورى ،كما لو
كانت هذه المدارس مظهرا من مظاهر السلطة وشعارها( ،)2ولم يقتصر دور المدارس على نشر المذهب
السنى للقضاء على المذهب الشيعى فقط ،وبل ازداد أهميتها فى العصر المملوكى حيث أصبح للمدرسوين
بها دورا رئيسا فى مجال السياسة الداخلية والخارجية ،كما كان يختار منهم فى كثير من الأحيان رجوال
الدولة والادارة كالولاة وأصوحاب الشورطة والووزراء والسوفراء وغيورهم ،وبالتوالى فقود أرسوت المودارس
نظما وتقاليد علمية راسخة ()3
لذلك يمكن القول بأن المدرسة المملوكية كانت منشأة دينية توفرت لهوا أسوباب النضوج والاكتموال
لتقوم بوظيفتها خير قيام ،ولعل فى إلقواء الضووء علوى الجوانوب المختلفوة الدقيقوة فوى نظوام هوذه المودارس
( (1محمدٌحسامٌالدينٌاسماعيلٌعبدالفتاح ،بعض الملاحظات على العلاقة بين مرور المواكب ووضع المباني الآثارية في
شوارع مدينة القاهرة ،حوليات إسلامية ،المجلد ،25المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ،القاهرة سنة 1111م،
ص 11؛ محمدٌحسامٌالدينٌاسماعيلٌعبدالفتاح ،مدارس القاهرة فى العصر المملوكى ،مجلة المنهل ،العدد ،571المجلد
،61شوال -ذو القعدة 1421هـ /يناير -فبراير ،2111ص 132؛ محمد ٌحسام ٌالدين ٌاسماعيل ٌعبدالفتاح ،الأصول
المملوكية للعمائر العثمانية ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ،الاسكندرية ،2112 ،ص 25؛ عمرو ٌعبدالعزيز ،مصر
والعمران ،ص 211
( (2محمدٌالعناقرة ،المدارس فى مصر ،ص 125
( )3محمدٌعبدالستارٌعثمان ،نظرية الوظيفية ،ص 74-47
- 41 -