Page 36 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 36

‫وعلى يد السلطان العثمانى سليم الأول كانت نهاية آخر سلطان مملوكى فى مصر ألا وهو‬
‫طومان باى وكان ذلك فى عام ‪908‬هـ‪7571/‬م‪ ،‬ومع هذا ظلت الطبقة العسكرية المملوكية تحكم حكما‬

            ‫فعليا إلى أن جاء محمد على باشا وقضى عليها فى مذبحة القلعة عام ‪7009‬هـ‪7377/‬م (‪)1‬‬

‫وفى العصر المملوكى تعرضت مدينوة القواهرة الفاطميوة مون الناحيوة العمرانيوة والمعماريوة إلوى‬
‫تحولات جذرية‪ ،‬فقد امتدت المدينة فى عهد المماليك البحرية صوب الشمال كما كوان مرسووما لهوا منوذ‬
‫أيام صلا الدين الأيوبى‪ ،‬وتم هدم ما تبقى من القصرين الفاطميين بشوارا المعوز (الشورقى والغربوى) ‪،‬‬
‫حيث تنافس سلاطين المماليك فى بناء الجوامع والمدارس والأضرحة والحمامات والوكوالات والأسوبلة‪،‬‬
‫وتحولت مدينة القاهرة الفاطمية من مدينة ملكية محصنة إلى حى تجارى ومركزا للنقل التجارى العالمى‪،‬‬
‫وعلى طول شارا بين القصرين – قصبة القاهرة‪ -‬قامت الأسواق التجارية‪ ،‬وتسابق السكان فى البناء فى‬
‫هذه المنطقة‪ ،‬مما كان له أكبر الأثر فى ندرة الأراضى الفضواء داخول حودود مدينوة القواهرة الفاطميوة مون‬

                                                                             ‫شمالها الى جنوبها (‪)2‬‬

‫واستمر امتداد مدينة القاهرة الفاطمية فى العصر المملوكى الجركسوى نحوو الشومال‪ ،‬وازداد نحوو‬
‫الشومالى الشورقى حتوى وصول الوى صوحراء الريدانيوة (العباسوية)‪ ،‬وع َّمورت منشوآت سولاطين المماليوك‬
‫الجراكسة الصحراء‪ ،‬وظهر ذلك واضحا فى المساجد والقباب بالقرافة الشرقية والتى مازالت حتى يومنوا‬
‫هذا‪ ،‬وتميز هذا العصر بتقدم فن العموارة‪ ،‬فلقود تميوزت عشورات القبواب المملوكيوة فوى القواهرة بزخوارف‬
‫متنوعة من الخارج‪ ،‬أما من الداخل فلقد تمثلت الجمالية التشكيلية بصورة غنية ومتنوعة فى أكثر القباب‪،‬‬
‫مثل قبة جامع المؤيد شيخ بجوار باب زويلة‪ ،‬والتوى ازدهورت بعناصورها المقرنصوة‪ ،‬مموا يعنوى أن فون‬
‫العمارة المملوكية اتسم بجمال الرو وحسن الزخرفة‪ ،‬لذلك يعتبر العصر المملوكى بحق يعتبر العصور‬

                                                     ‫الذهبى للفنون والعمارة الاسلامية فى مصر (‪)3‬‬

‫ومعنى ذلك أن اتجاه العمران فى مدينة القاهرة الفاطمية خلال العصر المملوكى استند إلى توجه‬
‫السلاطين والحكام فى حيز معين‪ ،‬فعادة ما يبنى السكان وراء حكامهم فى الأحياء الجديدة‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال تشييد المنصور قلاوون لمجموعته المعمارية من جامع ومدرسة وبيمارستان بشارا المعز لدين‬

‫(‪ )1‬محمود ٌسيد ٌعبدالله‪ ،‬مدافن حكام مصر الاسلامية بمدينة القاهرة حتى نهاية العصر العثمانى‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
                               ‫منشورة‪ ،‬كلية السياحة والفنادق‪ ،‬جامعة الاسكندرية‪ ،‬الاسكندرية‪ ،2112 ،‬ص ‪124-123‬‬
                                                ‫(‪ )2‬أولجٌفولكف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪17‬؛ شحاتهٌعيسى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫(‪ (3‬شحاتهٌعيسى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪171‬؛ عفيفٌبهنسى‪ ،‬الجمالية الفنية فى مفردات العمارة الاسلامية‪ ،‬بحث منشور بمجلة‬
‫عالم الفكر‪ ،‬تصدر عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب‪ ،‬الكويت‪ ،‬العدد ‪ ،34‬ابريل – يونيو ‪ ،2116‬ص ‪43‬؛‬

  ‫توفيقٌأحمدٌعبدالجواد‪ ،‬تاريخ العمارة والفنون جزآن‪ ،‬مكتبة الانجلو المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،2111 ،‬الجزء الثانى‪ ،‬ص ‪213‬‬

                                                     ‫‪- 36 -‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41