Page 34 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 34

‫‪ ‬ثالثا‪ٌ-:‬مدينةٌالقاهرةٌفىٌالعصرٌالمملوكى(‪ٌ )1‬‬
                        ‫ٌ(ٌ‪ٌ928-643‬هــ)ٌ(‪1515-1250‬م) ٌ‬

                                    ‫ٌ‬

‫تعتبر دولة المماليك استمرارا للعصر الأيوبى فى مصر فقد ورثت البيت الأيوبى فى مصر‬
‫والشام‪ ،‬وذلك لأن سلاطينها الأوائل كانوا مماليكا للآيوبيين‪ ،‬ورغم أن دولة الأيوبيين كانت تدين بالولاء‬
‫الروحى للخلافة العباسية فى بغداد‪ ،‬إلا أن الدولة المملوكية نجحت فى نقل الخلافة العباسية إلى مصر‬
‫سنة ‪ 661‬هـ‪7060 /‬م‪ ،‬فأصبحت مستقلة استقلالا تاما ‪ ،‬وأصبحت مصر مركزا للزعامة على كل دول‬

             ‫الشرق الأدنى وخاصة بعد صد جيوش المغول فى عين جالوت سنة ‪ 653‬هـ‪7061 /‬م (‪)2‬‬

‫ويعتبر السلطان الصالح نجم الدين أيوب (‪681‬ـ‪691‬هـ‪ 7091/‬ـ ‪7099‬م) أول من جلب‬
‫المماليك الأتراك إلى مصر فهو الذى أكثر من شرائهم وجعلهم معظم عسكره‪ ،‬فلقد حاول هذا السلطان‬
‫قبل ذلك الاعتماد على الجنود المرتزقة من الخوارزمية والأكراد‪ ،‬ولكن التجربة أثبتت له فشل تلك‬

                                                                                         ‫المحاولة‪.‬‬

‫وفىٌهذاٌالصددٌيقولٌالمقريزى" ‪ ....‬والملك الصالا هو الذى أنشأ المماليك البحرية بديارمصر؛‬
‫وجلك لأنه لما مر به ما تقدم فى الليلة التى وال عنه ملكه بتفر الأمراء وغيرهم من العسكر عنه حتى‬
‫لم يثبت معه سوى مماليكه رعى لهم جلك فلما استولى على مملكة مصر أكثر من شراء المماليك‬
‫وجعل معظمهم عساكره وقبض على الأمراء الذين كانوا عند أبيه وأخيه واعتقلهم وقطع أخبارهم‬
‫وأعطى مماليكه الإمريات فصاروا بطانته والمحيطين بدهليزه وسماهم البحرية لسكناهم معه فى قلعة‬

                                                            ‫الروضة على بحرالنيل ‪)3( "….‬‬

‫(‪ )1‬مصطلح "المماليك" والمفرد " َم ْملُو ْك" اسم مفعول من " ُملِ َك" يدل على العبودية والرق لأنه يعنى أن "المملوك" ملكية‬
‫خاصة لشخص آخر‪ ،‬وقد كان "المماليك" فعلا من الرقيق إذ كانوا يجلبون أطفالا من أسواق النخاسة‪ ،‬ويتم تعليمهم اللغة‬
‫العربية وتلقينهم مبادئ الدين الإسلامى‪ ،‬ثم تدريبهم على فنون القتال والفروسية ليكونوا قوة عسكرية للحكام الأيوبيين‬
‫المتنافسين على العرش فى أعقاب وفاة السلطان صلاح الدين الأيوبى‪ .‬راجع‪ -:‬قاسمٌعبدهٌقاسم‪ ،‬عصر سلاطين المماليك‪،‬‬

                       ‫التاريخ السياسى والاجتماعى‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،1111 ،‬ص‪25‬‬
                                               ‫(‪ (2‬جمالٌالدينٌالشيال‪ ،‬تاريخ مصر الاسلامية‪ ،‬الجزء الثانى‪ ،‬ص ‪111‬‬
                                                                              ‫(‪ )3‬المقريزى‪ ،‬الخطط‪ ،‬جـ‪ ،3‬ص‪236‬‬

                                                     ‫‪- 34 -‬‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39