Page 35 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 35

‫ولقد ساعدت الظروف على ازدياد نفوذ المماليك على النحو الذى أدى إلى سيطرتهم على مقاليد‬
‫الحكم فى خضم التطورات التى أعقبت وفاة الصالح نجم الدين أيوب‪ ،‬فورثت دولة المماليك دولة‬
‫الأيوبيين فى مصر واستغرق الحكم المملوكى المستقل لمصر قرابة الثلاثة قرون حتى سقوطها فى‬
‫مواجهة العثمانيين (‪693‬ـ‪908‬هـ‪7051/‬ـ‪7571‬م) قسمه المؤرخون إلى دولتين مستقلتين من سلاطين‬

                                                                                          ‫المماليك‬

            ‫‪ٌ -‬دولةٌالمماليكٌالتركيةٌ(أوٌالبحريةٌ)(‪643‬ـ‪592‬هـ‪1250/‬ـ‪1890‬م)ٌ‬

‫واكتسبت تلك الدولة اسمها من إقامة أفرادها بصفة أساسية فى قلعة الروضة على بحر النيل‬
                                                                                    ‫(نهر النيل) (‪)1‬‬

          ‫‪ٌ -‬دولةٌالمماليكٌالجراكسةٌ(أوٌالبرجية)(‪534‬ـ‪928‬هـ‪1832/‬ـ‪1515‬م)ٌ‬

‫واتسمت بهذا الاسم نظرا لأن أفرادها كانوا يقيمون بأبراج قلعة الجبل(‪ ،)2‬وسميت أيضا بدولة‬
        ‫المماليك الشراكسة‪ ،‬وذلك لأن معظمهم كانوا من الشراكسة‪ ،‬الذين اشتراهم المنصور قلاوون(‪)3‬‬

‫ومن ناحية نظام الحكم فقد كان الحكم الوراثى هو النظام السائد بصفة عامة لدى المماليك‬
‫البحرية‪ ،‬أما لدى المماليك البرجية فقد كان نظام الحكم السائد قائما على أساس اختيار السلطان وفقا‬
‫لمبدأ الأقدمية‪ ،‬وأما من الناحية العرقية فقد كان المماليك البحرية يجلبون بصفة أساسية من بلاد القفجاق‬
‫الواقعة فى المنطقة السهوبية بجنوب روسيا‪ ،‬أما المماليك البرجية فكانوا من الشركس المجلوبين بصفة‬

                                                                      ‫أساسية من منطقة القوقاز (‪)4‬‬

                                               ‫(‪ (1‬جمالٌالدينٌالشيال‪ ،‬تاريخ مصر الاسلامية‪ ،‬الجزء الثانى‪ ،‬ص ‪111‬‬
                                                                ‫(‪ (2‬كليفوردٌأ‪ٌ.‬بوزورث‪ ،‬الأسرات الحاكمة‪ ،‬ص‪.111‬‬

                          ‫(‪ )3‬شحاتهٌعيسىٌإبراهيم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1111 ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪ ‬ولمزيد من التفاصيل عن مصر المملوكية‪ ،‬راجع‪ :‬هانىٌحمزة‪ ،‬مصر المملوكية ‪ ،‬قراءة جديدة‪ ،‬الكتاب الأول‪،‬‬
‫دار العين للنشر‪ ،‬القاهرة‪2112 ،‬؛ هانىٌحمزة‪ ،‬مصر المملوكية ‪ ،‬قراءة جديدة‪ ،‬الكتاب الثانى‪ ،‬دار العين للنشر‪،‬‬

                                                                                           ‫القاهرة‪2114 ،‬‬
‫(‪ (4‬كليفورد ٌأ‪ٌ.‬بوزورث‪ ،‬الأسرات الحاكمة‪ ،‬ص‪112 ،111‬؛ سعيدٌعاشور‪ ،‬مصر فى عصر الايوبيين والمماليك‪ ،‬ص‬
‫‪317‬؛ قاسمٌعبدهٌقاسم‪ ،‬عصر سلاطين المماليك‪ ،‬ص‪26‬؛ آنٌوولف‪ ،‬كم تبعد القاهرة‪ ،‬ترجمة‪ٌ:‬قاسمٌعبدهٌقاسم‪ ،‬المجلس‬

                                                                             ‫الأعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،2116 ،‬ص ‪55‬‬

                                                     ‫‪- 35 -‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40