Page 47 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 47
والثروة فكثرت لذلك المدارس والخواني بمدينة القاهرة وأصبحت معاشا للفقراء من الفقهاء
والصوفية وكان جلك من محاسن هذه الدولة الزركية و ثارها الجميلة الخالدة" ()1
وأشارٌالسيوطىٌإلىٌ لكٌأيضاٌبقوله " فلما كانت الدولة الزركية – دولة المماليك -أحدثت
عدة جوامع ....وكثرت فى هذا القرن وما بعده إلى الآن فلعلها الآن فى مصر والقاهرة أكثر من مائتى
جامع" ()2
و ٌاعاب الخواناق االخواناك ( )3المؤسسوة الدينيوة الثالثوة التوى انتشورت فوى القواهرة وخاصوة فوى
العصر المملوكى ،وكموا ذكرنوا مون قبول أن السولطان صولا الودين يوسوف بون أيووب هوو أول مون أسوس
خانقاه فى القاهرة فى العصر الأيوبى عرفت باسم "الخانقاه الصلاحيه سعيد السعداء" ،إذ ح َّول أحد الدور
الفاطمية المواجهة لدار الوزارة الفاطمية الكبرى (التى حل محلها الآن خانقواه بيبورس الجاشونكير بشوارا
الجمالية) الى دويرة للصوفية والتى تعد اول خانقاه أقيمت للصووفية فوى مصور ،وجعلهوا " برسوم الفقوراء
الصوفية الواردين من البلاد الشاسعة ووقفها عليهم" ()4
ولقود شوكلت الخانقواوات نصويبا كبيورا مون المكونوات العمرانيوة والمعماريوة فوى مدينوة القواهرة
الفاطمية خلال العصر المملوكى ،تودل عليوه الواقوع الأثورى الحوالى لشوارا المعوز لودين ق وموا يصوطف
على جانبيه من منشآت دينية كمثال فريد على هذه الكثافة فى المدينة الفاطمية ()5
( (1ابنٌخلدون (عبدالرحمنٌمحمدٌبنٌعبدالرحمنٌبنٌخلدونٌ،تٌ303ٌ.هـٌ1405ٌ/م) ،التعريف بابن خلدون فى رحلته
غربا وشرقا ،تحقيق :محمد بن تاويت الطنجى،الهيئة العامة لقصور الثقافة ،القاهرة ،2116 ،ص 271؛ٌخالدٌعزبٌ،محمدٌ
حمدى ،مع ابن خلدون فى رحلته ،دار الكتاب العربى ،بيروت ،2111 ،ص 114
زار ابن خلدون مصر فى عصر السلطان الملك الظاهر برقوق ،وجلس للتدريس بالجامع الأزهر حيث كان يدرس
الحديث والفقه المالكى ،عين فى مشيخة خانقاه بيبرس الجاشنكير ،وولى منصب القضاء ،توفى بالقاهرة سنة 818
هـ وقد بلغ من العمر الثامنة والسبعين ،ودفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر وهى يومئذ من مقابر العظماء
والعلماء.
( )2السيوطى (الحافظ ٌجلال ٌالدين ٌعبدالرحمن ٌبن ٌأبى ٌبكرٌ ،تٌ 911ٌ .هـ1505ٌ /م) ،حسن المحاضرة فى تاريخ مصر
والقاهرة ،تحقيق :محمد أبى الفضل إبراهيم ،جزآن ،دار الفكر العربى ،القاهرة ،1118 ،الجزء الأول ،ص 237
()3الخوانك :جمع خانكاه وهى كلمة فارسية معناها البيت وقيل اصلها خونقاه أى الموضع الذى يأكل فيه الملك ،والخوانك
حدثت فى الاسلام فى حدود الاربعمائة من سنى الهجرة وجعلت لتخلى الصوفية فيها لعبادة لله تعالى .المقريزى ،الخطط،
جـ ،4ص 414
( (4المقريزى ،الخطط ،جـ ،4ص 415
( )5محمدٌعبدالستارٌعثمان ،المدينة الاسلامية ،ص 245 -244؛ عمروٌعبدالعزيز ،مصر والعمران265 ،
- 47 -