Page 217 - merit 38 feb 2022
P. 217

‫‪215‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫رومان إنجاردن‬                   ‫إدموند ُهسرل‬                       ‫الفهم مشار ًكا فى إنتاج‬
                                                              ‫معنى الظواهر‪ .‬ولعل الشيء‬
‫إلى عاملين أحدهما قائم فى‬          ‫يتم على هذا الأساس‪ ،‬أي‬      ‫الأساسي فى تحديد مفهوم‬
‫العمل نفسه‪ ،‬والآخر يوجد‬         ‫باعتبار أن بنيته التي تشكل‬
 ‫خارجه‪ ،‬وهو القارئ‪ .‬وقد‬         ‫تحديداته المادية والصورية‪،‬‬      ‫القصدية هو “أن الشعور‬
                                                               ‫لا يستحوذ على التصورات‬
    ‫قام (إنجاردن) بتحديد‬          ‫تكون مقصودة وليس لها‬
   ‫أربع طبقات تتكون منها‬             ‫وجود مستقل عن هذا‬             ‫العقلية لكي يحيلها إلى‬
                                                ‫القصد(‪.)14‬‬    ‫موضوعات‪ ،‬بل ينعطف نحو‬
    ‫البنية الأساسية للعمل‬
            ‫الأدبي‪ ،‬وهى‪:‬‬          ‫ويرى (إنجاردن) أنه لكي‬         ‫الأشياء من أجل معرفتها‬
                                    ‫يتحقق مفهوم القصدية‬        ‫بمقتضى ما لديه من حركة‬
      ‫‪ -1‬طبقة الصوتيات‪:‬‬             ‫يجب أن ننظر إلى العمل‬
        ‫وتشتمل على المادة‬           ‫الأدبي على أنه مجموعة‬                   ‫قصدية»(‪.)13‬‬
                                     ‫طبقات‪ ،‬وهذه الطبقات‬         ‫وقام (إنجاردن) بتطوير‬
   ‫الخام للأدب (صوتيات‬                                          ‫هذا المفهوم‪ ،‬أي ًضا‪ ،‬وإجراء‬
  ‫الكلمة) وتلك التشكيلات‬        ‫ُتش ِّكل بنيته‪ ،‬ولكي نصل إلى‬    ‫بعض التعديلات عليه‪ ،‬فقد‬
                                ‫هذه البنية يجب أن نستخدم‬          ‫كان أكثر موضوعية من‬
      ‫الفونتيكية التي تبنى‬                                     ‫أستاذه ( ُهسرل) الذي نحا‬
  ‫عليها‪ .‬وداخل هذه الطبقة‬        ‫الإدراك؛ لأن طبقات العمل‬
   ‫نكتشف تأثيرات جمالية‬            ‫الأدبي ترتبط مع بعضها‬           ‫بالقصدية نحو المثالية‪،‬‬
  ‫معينة كالسجع والإيقاع؛‬         ‫بعلاقات من جهة‪ ،‬وترتبط‬            ‫إذ لاحظ (إنجاردن) أن‬
                                ‫أي ًضا بعلاقات مع قارئه من‬         ‫مفهوم القصدية ينطبق‬
    ‫لأن وظيفة هذه الطبقة‬         ‫جهة أخرى‪ ،‬وبذلك يصبح‬            ‫أكثر ما ينطبق على العمل‬
    ‫توفير الإطار الخارجي‬         ‫إدراك الظاهرة الأدبية عبر‬       ‫الأدبي وحده‪ ،‬وليس على‬
 ‫الثابت الذي يدعم الطبقات‬         ‫قصدية (إنجاردن) يحتاج‬
‫الأخرى‪ ،‬أو أنها تع ُّد التعبير‬                                       ‫الموضوعات الطبيعية‬
  ‫الخارجي لبقية الطبقات‪.‬‬                                      ‫والواقعية؛ لأن العمل الأدبي‬
                                                               ‫يعتمد في فهمه على فعل من‬

                                                                ‫أفعال الوعي‪ ،‬فبالرغم من‬
                                                                  ‫أن المؤلف هو الذي كتبه‬
                                                              ‫وأخرجه للحياة‪ ،‬فإن وجوده‬
                                                                   ‫يعتمد على كل من عالم‬
                                                                ‫الإشارات اللفظية الواقعي‬
                                                                ‫الذي يضع النص‪ ،‬والمعنى‬
                                                              ‫المثال الذي يمكن استخراجه‬
                                                                ‫من عبارات المؤلف كليهما‬
                                                              ‫معا‪ .‬فـ(إنجاردن) يركز على‬
                                                                ‫بنية العمل الأدبي المثالية‪،‬‬
                                                               ‫فهو يعتقد أن العمل الأدبي‬
                                                                 ‫بوصفه موضو ًعا قصد ًّيا‬
                                                                  ‫خال ًصا إنما يكون نتا ًجا‬
                                                                ‫قصد ًّيا للنشاط الفني وأن‬
                                                              ‫فهم أسلوب وجوده وتعيين‬

                                                                    ‫بنيته لدى متلقيه إنما‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222