Page 247 - merit 38 feb 2022
P. 247

‫على افتراض أن وظيفة (الخيال‬                                 ‫بول سيزان‬
    ‫التصويري) في المسرحية‪ ،‬تتلخص‬
     ‫في وقوف الكاتب عند (الموصوف)‬                                  ‫كانت السلوكيات الجدلية‬
     ‫للتعبير عن قيمته الروحية‪ ،‬فبقوة‬                            ‫تقابل بالرفض‪« -‬إذ لا وجود‬
   ‫(الخيال) يمكننا الغوص إلى ما وراء‬                            ‫لمعايير ثابتة للفضيلة‪ ،‬وليس‬
‫الماضي‪ ،‬ماضي الشخصيات‪ ،‬ومن خلال‬                                  ‫هناك شريعة أخلاقية أبدية‪،‬‬
‫عين الكاتب الواصف نتمكن من فهم‬
‫دوافع الشخصيات‪ ،‬التي أزالت سذاجتنا‬                               ‫فالغنسان مخلوق ديناميكي‬
                                                                  ‫لازمني»‪ ،‬هنا ينطلق المتلقي‬
        ‫وكشفت أسرار المجتمع وعهره‬                                ‫من خلال قدرته على تحويل‬

 ‫فلن يتم الرهان عليها مرة‬     ‫الزمن النفسي لشخصيات‬                   ‫الفهم وتذوق النص‪ ،‬إلى‬
                  ‫ثانية»‪.‬‬     ‫«سعيد» و»سارة» لا يكون‬               ‫واقع يتفاعل فيه (الذاتي)‬

      ‫خاتمة‪:‬‬                       ‫إلا من خلال الوجدان‬                 ‫مع (الموضوعي) عبر‬
                              ‫والخبرة‪ ،‬هذا الإدراك الذي‬         ‫الإيحاء‪ ،‬أو الإثارة‪ ،‬أو تحرير‬
 ‫«الخيال قد يموت‪ ،‬لكنه‬
       ‫لا يعرف الهرب»‪.‬‬             ‫تكتنفه أي ًضا كثير من‬              ‫العواطف من (المنطقية‬
                              ‫الإشكالات؛ لأن الواقع ُيقر‬              ‫الزمنية) ‪-‬التي يمكننا‬
     ‫وهل هناك موت أكثر‬        ‫بما هو عقلاني فقط‪ ،‬اتضح‬              ‫اعتبارها اشكا ًل فلسفيًّا‪-‬‬
  ‫من عزلة الكاتب عن قيم‬        ‫ذلك في الديالوج الذي دار‬            ‫فـ»صاحب الخيال» الذي‬
  ‫مجتمعه‪ ،‬التي ينظر إليها‬                                       ‫اتسم بالغموض يتفق وعديد‬
 ‫كأوثان معرفية وأخلاقية‪،‬‬           ‫بين «سعيد» وصديقه‬                ‫من التصورات الفلسفية‬
 ‫مختزنه في أذهان ونفوس‬                        ‫«زكريا»‪:‬‬              ‫العصية على الفهم‪ ،‬إذ إن‬
                                                                    ‫محاولة أصدقاء الطفولة‬
      ‫الناس لحين الحاجة‬            ‫سعيد‪« :‬لو فرضنا أن‬             ‫اشتقاق زمن يعكس النسق‬
 ‫إليها‪ ،‬نحن أمام مسرحية‬         ‫إنسا ًنا حالته صعبة ج ًّدا‪،‬‬     ‫الاجتماعي السائد من الزمن‬
 ‫تعرض مفاهيمها في شكل‬            ‫ويحتاج إلى إجراء عملية‬              ‫النفسي للبطل الرئيسي‬
 ‫استعاري تخييلي‪ ،‬اتسمت‬         ‫جراحية في مصحتك‪ ،‬ماذا‬            ‫«سعيد»؛ بدت محاولة بائسة‬
                                                                 ‫محكومة بالفشل؛ لأن إدراك‬
   ‫بالتفاصيل المكانية التي‬                     ‫تفعل؟»‪.‬‬
     ‫أعطت للزمن النفسي‬           ‫زكريا‪« :‬إذا كانت نسبة‬
                                  ‫نجاحها ضئيلة لا أقوم‬
 ‫للشخصيات شك ًل مرئيًّا‪،‬‬
     ‫ذلك الزمن الذي جاء‬                           ‫بها»‪.‬‬
     ‫معب ًرا عن الانطباعات‬      ‫سعيد‪ « :‬تتركه يموت؟»‪.‬‬

    ‫العاطفية التي سيطرت‬             ‫زكريا‪« :‬ف ْل َي ُم ْت‪ .‬وما‬
‫أي ًضا على المتلقي عند قراءة‬    ‫علاقتي! المهم بالنسبة لي‬
 ‫ال َنص‪ ،‬ليصبح ذاتيًّا‪ ،‬ربما‬  ‫السمعة‪ ،‬أراهن عليها‪ ،‬نحن‬

                                 ‫الأطباء مثل الخيل التي‬
                                ‫إذا خسرت السباق مرة‪،‬‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252