Page 251 - merit 38 feb 2022
P. 251

‫‪249‬‬            ‫الملف الثقـافي‬

‫طه عبد الرحمن‬  ‫سهيل إدريس‬      ‫جان بول سارتر‬                     ‫تأثيره في الفكر الإنساني‬
                                                                      ‫لفترة زمنية طويلة‪.‬‬
    ‫روائي في عمله العظيم‬            ‫هنا أبو العلاء المع ّري‬           ‫من جهة أخرى رأى‬
   ‫«هكذا تكلم زرادشت»‪،‬‬          ‫والمتنبّي وأبو ت ّمام‪ ،‬الذين‬
     ‫وجان بول سارتر في‬         ‫زخرت نتاجاتهم الشعر ّية‬          ‫الفلاسفة المسلمون الشعر‬
                                                                ‫وسيلة من وسائل توصيل‬
     ‫رواية «الغثيان» التي‬             ‫بألوا ٍن من الفلسفة‬     ‫رؤاهم الفلسفية عبر القوالب‬
‫ترجمها إلى العربية سهيل‬             ‫وضرو ٍب من ال ِحكمة‬         ‫الشعرية‪ ،‬فأخذ المنظور إلى‬
                              ‫وأنواع من المعرفة الفلسفيّة‬      ‫الشعر وجهة مختلفة‪ ،‬حيث‬
                 ‫إدريس‪.‬‬
    ‫أما في «الفكر المُعا ِصر‬            ‫والحياتيّة المه ّمة‪.‬‬        ‫وظفوا الأفكار والرؤى‬
     ‫لم ي ُعد الأدب يتض ّمن‬    ‫وقد قدم كثير من المفكرين‬           ‫الفلسفية‪ ،‬فالجاحظ مث ًل‬
     ‫تأملات فلسفيّة‪ ،‬ولم‬                                         ‫كان يعرض أفكار المعتزلة‬
  ‫ت ُعد الفلسفة تأخذ صي ًغا‬          ‫الفلاسفة مفاهيمهم‬          ‫في قالب شعري‪ ،‬و ُل ِّق َب أبو‬
    ‫أدبيّة‪ ،‬بل اندمج الأدب‬    ‫الفلسفية في أسلوب ممزوج‬              ‫حيان التوحيدي بأديب‬
‫بالفلسفة وو َّحدا صفوفهما‬                                     ‫الفلاسفة وفيلسوف الأدباء‪،‬‬
     ‫في ِحل ٍف متين لإعلان‬      ‫بين أسلوب السرد واللغة‬             ‫واشتهر أبو العتاهية في‬
‫كرامة الإنسان‪ ،‬وكان أ ّول‬     ‫الشاعرية‪ ،‬خاصة في فلسفة‬         ‫شعره بإثارة قضايا فلسفية‬
    ‫مظهر من هذا اللِّقاء ما‬    ‫ما بعد الحداثة التي اعتنت‬
 ‫كشفت عنه فلسفة هنري‬                                                     ‫عميقة منها قوله‪:‬‬
    ‫برجسون» (اللّقاء بين‬         ‫بالأدب بصورة خاصة‪،‬‬               ‫لكل شيء معدن وجوهر‬
  ‫الأدب والفلسفة في الفكر‬      ‫ذلك أنها فلسفة قامت على‬
     ‫المُعاصر‪ ،‬دعوة الح ّق‪،‬‬                                         ‫وأوسط وأصغر وأكبر‬
      ‫العددان!‪ 08‬و‪.)109‬‬           ‫الانتفاض على كثير من‬           ‫وكل شيء لاحق بجوهره‬
    ‫فنرى مثلا الفيلسوف‬         ‫المعايير العقلانية الصارمة‬
                              ‫التي يوليها المنهج الفلسفي‬            ‫أصغره متصل بأكبره‬
                               ‫اهتما ًما خا ًّصا‪ ،‬ومثال على‬   ‫من لك بالمحض؟ وكل ممتزج‬
                                ‫ذلك فردريك نيتشه الذي‬         ‫وساوس في الفكر منك تعتلج‬
                               ‫قدم فلسفته بصورة سرد‬
                                                                      ‫لكل إنسان طبيعتان‬
                                                                 ‫خير وشر وهما ضدان(‪)2‬‬
                                                                 ‫في حين أنه قد تأثر الأدب‬
                                                                  ‫بالرؤى الفلسفية على م ِّر‬

                                                                    ‫العصور‪ ،‬كما استعمل‬
                                                                 ‫الفلاسفة بعض الأجناس‬
                                                              ‫الأدبية للتعبير عن نظرياتهم‬

                                                                    ‫الفلسفية‪ ،‬كما تمثل في‬
                                                                     ‫محاورات سقراط مع‬
                                                                    ‫تلاميذه‪ ،‬وفي غيره من‬
                                                                    ‫الأعمال الفلسفية التي‬
                                                               ‫اتخذت من الأجناس الأدبية‬

                                                                           ‫حقلها المعرفي‪.‬‬
                                                               ‫وفي الجانب الآخر ث ّمة أدباء‬
                                                                ‫تض َّمنت نصوصهم معاني‬
                                                               ‫وأفكا ًرا فلسفيّة جليّة‪ ،‬نذكر‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256