Page 64 - مجلة ثقافة قانونية - العدد الثالث
P. 64

‫الالقأضدائبي‬

                                                       ‫من كتاب «أغرب القضايا»‬

                                 ‫للفقيه القانونى والتشريعى الكبير‬

                             ‫الأستاذ بهاء الدين أبو شقة‬

             ‫وكيل مجلس الشيوخ وصاحب الإبداعات القانونية والقضائية المتعددة والمتنوعة‬

             ‫الشديدة فيها والتى تجعلها تدخل فى إطار أغرب‬               ‫الكتاب هو وقائع وأحداث حقيقية شهدتها محاكم‬
                                                   ‫من الخيال والتصور‪.‬‬  ‫مصر المختلفة وهو ثمرة جهد طويل فى التعامل‬

               ‫وتعرض مجلة « ثقافة قانونية « رواية من الأدب‬                      ‫مع القضايا فى النيابة العامة أو كقاض فى‬
              ‫القضائى الرفيع من هذا الكتاب المهم لكل قارئ‬                 ‫منظومة العدالة أو كمدافع فى مجال المحاماه‬
                                                                        ‫ولذلك فإن القضايا التى تم طرحها فيه تعد بمثابة‬
                                                        ‫مصرى وعربي‪.‬‬      ‫وقائع حقيقية شهدتها محاكم مصر رغم الغرابة‬

‫وستهوى النساء ويوقع من يريد فى حبه بإطلالته وحسن‬                                   ‫“العقرب والضفدع”‬
                                                       ‫مظهره‪.‬‬          ‫يروى الأستاذ بهاء أبو شقة تلك القصة‪ ،‬أنه فى إحدى‬
‫ووجد ضالته المنشودة فى إحـدى الفتيـات‪ ..‬كانـت‬                          ‫الأيام فوجىء بإحدى السيدات تنتظره على باب مسكنه‬
‫ثريـة ابنـة تـاجر كبير‪ ..‬دخل الأسـرة ونفذ إلى قلب‬                      ‫وتعطيه إحدى الظروف المغلقة كرسالة من طبيبة من‬
‫الفتاة وكأنه ميكروب فتاك لعين ينفذ خلسة ليفتك‬                          ‫داخل سجن القناطر الخيرية «سجن النسا»‪ ،‬وأصرت‬
‫بصاحبه فلا يحس به إلا وقد أشرف على الهـلاك‪..‬‬                           ‫على أن يقرائها أمامها للتأكد من إيصال الرسالة التى‬
‫بحديثه المعسول وأساليبه الملتوية‪ ..‬اتخذ التاجر منه‬
‫اب ًنا وزوجه ابنته ّوأعد لـه شـقة فـآخرة فى عمارته‪..‬‬                                                  ‫وعدت بإيصالها‪.‬‬
‫وكانت تغدق عليه بسخاء من مال أبيها الذى كـان لا‬                        ‫قمت بفض الرسالة‪..‬كانت الرسالة تقتر حزنا وصورة‬
                        ‫يبخل عليهـا بشئ‪.‬‬                               ‫مجسمة مـن الخسة والندالة والغدر وانعـدام الضـمير‪..‬‬
‫‪ ‬ومرت الأيـام وهو يرتع فى هذا النعيم‪ ،‬وقد بهر‬
                                                                                  ‫كانـت سـطورها مفعمـة بالبكـاء والأسى‪.‬‬
‫زوجته بحديثه العذب على نحو حال بينها وبين الوقوف‬                       ‫روت لى صاحبتها الطبيبة السجينة قصتها بكل ما‬
‫على حقيقة واقعة‪ ،‬وانقضت ضائقة مالية على والدها‬                         ‫فيها من مـرارة‪ ،‬أنها كارثة بل مصيبة كبرى حلت على‬
‫تزايدت مع الأيام وبدأت تتكشف يوما بعد يوم ‪ ..‬وانتهـت‬                   ‫رأسها كالمطرقة وريـح عاتيـة َّبقسوة فاقتلعت حياتها‬
‫بإشهار إفلاسه‪ ،‬ونضبت «حنفية» الثراء وجف ماؤها‪،‬‬                         ‫من جذورها بلا هوادة ولا رحمة‪ ..‬بعد أن عانت مـرارة‬
‫وقلت النقود فى جيبه‪ ..‬هنا كشف عن وجهه القبيح‬                           ‫الاتهام ومعاناة محاكمتها التى انتهت بمعاقبتها بالإعدام‬
‫وتبخرت كلمات الحب والهيام والغرام التى كان يمطر‬                        ‫ًشنقا عن تهمة تتسـم بالبشاعة والوحشية وانعدام العقل‬
‫ولعن‪ ..‬وكشر‬  ‫سب وقذف‬    ‫وصفباىحاًخوسمةساو ًءن إذلالىة‬  ‫زوجته‬   ‫بها‬     ‫والضمير‪ ..‬قتل ابنة ضرتها ًعمدا مع سـبق الإصرار‬
‫أن أتى على‬   ‫طلقها بعد‬                                 ‫أنيابه‬  ‫عن‬      ‫والترصد وحرقها‪ ..‬وأقسمت مراراً وتكراراً قسماً مغلظاً‬
‫أخر مليم معها‪ ..‬وأخذ معه ابنته الوحيدة تاركاً طليقته‬                   ‫بين سطور خطابها َّ بأنها بريئة وبأنها لم ترتكب هذه‬
‫وحيدة مفلسة غارقة فى بحور الآلم والحسرة والندم‪.‬‬                        ‫الجريمة البشعة الشنعاء المجـردة من كل معانى الإنسانية‬
‫وبــدأ يبحث عـن صيد جـديـد‪ ..‬عـن بقرة حلوب‬
‫يستنزفها‪ ..‬عن فريسة جديدة يلتهمها‪ ،‬ولأنه الصياد‬                                                             ‫والرحمة‪.‬‬
‫الماهر الذى لا تخطىء سهامه فى صيد فريسته التى‬                          ‫الرسالة التى امتلئت بالغموض والحيرة دفعت الأستاذ‬
‫تقع تحت بصره‪ ..‬فقد وجه سهامه نحو تلك الطبيبة‬                           ‫بهاء أبو شقة لقبول الدفاع عن الطبيبة‪ ،‬وطلب كافة‬
‫التى التقى بها فى عيادتها الخاصة بعد أن عرف كل‬
                                                                               ‫أوراق القضية وكل الأحداث التى مرت بها‪.‬‬
                                                                       ‫أوراق القضية كشفت شخصية زوج الطبيبة المتهمة‪،‬‬
                                                                       ‫فقد كان شاباً وسيماً اعتاد على قضاء الليالى الحمراء‪،‬‬

                                                                                            ‫يوليو ‪642024‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69