Page 295 - RAYA 43 small 1
P. 295

‫قريباً قانوناً لبدء ا�ستفتاء على الد�ستور‪� ،‬أ�شار إ�لى أ�ن الحوار الوطني‬       ‫وطوال هذه الفترة‪ ،‬تلقى حفتر الدعم من جهات فاعلة خارجية‬
‫قد ب�د�أ في بع�ض الم�دن‪ ،‬و�أن�ه من المقرر عقد م ؤ�تمر وطني في ال�صيف‬           ‫مثل الإم�ارات العربية المتحدة وم�صر‪ ،‬اللتين �شاركتاه ايديولوجيته‬
‫المقبل‪ .‬وذكر أ�ي�ضاً أ�ن الانتخابات المحلية �ستجري قريباً‪ ،‬على �أن تليها‬       ‫المت�شددة المعادية ل إل�سلاميين‪ .‬فقد قام البلدان بق�صف مواقع «فجر‬
‫الانتخابات البرلمانية‪ .‬وفي الوقت نف�سه‪ ،‬أ�قر ب أ�ن «حوار البعثة الوا�سع‬        ‫ليبيا» في طرابل�س م�رة واح�دة على ا ألق�ل‪ ،‬في ح�ني ا�ستهدفت م�صر‬
‫النطاق مع مختلف ا ألط�راف الم�سلحة في ليبيا» ما زال يمثل تحدياً‪،‬‬               ‫ا إل�سلاميين في �شرق ليبيا رداً على هجمات تنظيم «الدولة الإ�سلامية»‬
‫لا �سيما فيما يتعلق بم�سائل مثل ال�سماح ب�إجراء انتخابات‪ ،‬وتفكيك‬               ‫في �شبه جزيرة �سيناء‪ .‬كما قامت الدولتان بتزويد حفتر بالأ�سلحة‬
                                                                               ‫والعتاد في خطوة �ش ّكلت انتهاكاً لحظر الأ�سلحة ال�ذي فر�ضته الأمم‬
                               ‫قواتها‪ ،‬و إ�ن�شاء جي�ش وطني‪.‬‬
               ‫البدائل ما بعد حفتر‬                                                                                           ‫المتحدة‪.‬‬

‫حتى �إذا تعافى حفتر وعاد إ�لى بنغازي‪ ،‬يبدو �أن مكانته قد ت�ضررت‬                ‫�أما رو�سيا فقد ا�ستمالته هي الأخرى �أي�ضاً‪ ،‬حيث تردد أ�نها أ�ر�سلت‬
‫ب�شكل يتعذر �إ�لاصحه‪ ،‬كما �أنه لي�س هناك خلف وا�ضح له‪ .‬و�إذا �أ�صبح‬            ‫ه�ذا الم�ج�ال‪،‬‬  ‫�سباقة في‬  ‫في ال���ش�رق‪ .‬وك�ان�ت فرن�سا‬  ‫فم�فد ّ�رلب�انًضي إ�عل�نىقيق�اومات�هاه‬
‫عاجزاً �أو جرى تحييده‪ ،‬من المرجح �أن يقوم ورثته المحتملون بمقاتلة‬              ‫من القاعدة‬      ‫انطلاقاً‬   ‫بمهمات مكافحة الإره�اب‬
‫بع�ضهم البع�ض للح�وصل على التمويل الأجنبي والمحلي ال�ذي كان‬                    ‫الجوية الخا�ضعة ل�سيطرة حفتر‪ ،‬فقد ا�ست�ضافه الرئي�س �إيمانويل‬
‫�ضرورياً لب�سط نفوذه‪ ،‬بينما من المرجح أ�ن يعيد حلفاوه المناه�وضن‬               ‫م�اك�رون في باري�س في تم�وز‪/‬ي�ول�ي�و الم�ا��ض�ي‪ ،‬ليكون ب�ذل�ك �أول زعيم‬
‫للإ�سلاميين في غرب وجنوب البلاد ت�أكيد ا�ستقلالهم �إلى حين بروز‬                                ‫�أوروبي يعامله على قدم الم�ساواة مع رئي�س الوزراء الليبي‪.‬‬
‫قائد �آخر يم ّدهم بالأموال وا أل�سلحة‪ .‬وفي ليبيا‪ ،‬لا تتنب أ� الايديولوجيا‬
                                                                               ‫لكن خلال العام الما�ضي‪ ،‬بد�أ حلفاء حفتر الدوليون ي�ستا ؤ�ون منه‬
        ‫وحدها بدرجة كافية التحالفات الا�ستراتيجية لف�صيل ما‪.‬‬                   ‫ب�سبب وعوده المتكررة بتحقيق الن�صر الكامل وتفاخره ب�ش�أن �سيطرته‬
‫وخلال المرحلة المقبلة‪ ،‬هناك خياران �أمام �سلامة والأمم المتحدة‪.‬‬                ‫على مناطق �شا�سعة دون دع�م أ�ق�وال�ه ب�أفعال على الأر��ض‪ .‬فبنغازي‬
‫فب�إمكانهما الالتزام بخطة العمل والتفاو�ض مع مجموعة أ�ك�بر من‬                  ‫لم تكن يوماً بمن أ�ى تام عن الإره�اب‪ ،‬كما ات�ضح من محاولة اغتيال‬
‫الجهات الفاعلة لت�سهيل إ�جراء ا�ستفتاء وانتخابات �سلمية‪ ،‬أ�و ب إ�مكانهما‬       ‫وا�ضحة ا�ستهدفت ج�رنال ًا في «الجي�ش الوطني الليبي» في ‪ 18‬ني�سان‪/‬‬
‫ال�سعي إ�لى تعديل ا إلطار الزمني للخطة وت�سل�سلها‪ ،‬من خلال العمل‬               ‫�أبريل‪ .‬كما لم تتمكن قوات حفتر بتاتاً من الا�ستحواذ على مدينة درنة‬
‫مع «حكومة الوفاق الوطني»‪ ،‬والقادة المدنيين في مجل�س النواب الذي‬                ‫االلا�نش�رخ�قيراةطعلفىيااللرحغمملةمن�ضادلحتن�صاظير امل«قاال��سديو‪،‬ل�وةتاجلإن�لباسفم�يصيةل»هالبت�شيك �ُألطكلاقمتل‬
‫م�ق�ره في ��ش�رق ال�ب�الد والخ�ا��ض�ع ل�ت��أث�ير ح�ف�رت‪ ،‬وم�ع خ�ال�د الم�شري‪،‬‬  ‫في �سرت عام ‪ ،2016‬تاركاً القتال على عاتق ائتلاف ميلي�شيات بقيادة‬
‫الرئي�س المنتخب حديثاً لـ «المجل�س الأعلى للدولة»‪ ،‬وهو هيئة ت�شريعية‬
‫تتمتع ب�سلطة غير مح�ددة بموجب «الاتفاق ال�سيا�سي الليبي»‪ .‬وقد‬                                                  ‫الإ�سلاميين من م�صراتة‪.‬‬
‫�سبق ل�سلامة أ�ن أ�عرب عن حاجته إ�لى تعاون كل فريق من �أجل تمرير‬
                                                                               ‫وع�ن�دم�ا ��ض�ع�ف�ت م�ك�ان�ة ح�ف�رت في الخ���ارج‪ ،‬ب��د�أ ائ�ت�الف�ه المحلي‬
                                      ‫ت�شريع الا�ستفتاء‪.‬‬                       ‫بالت�صدع �أي�ضاً‪ ،‬إ�ذ ي�ستمد الجزء الأكبر من قوته الداخلية من علاقاته‬
‫وفي إ�طار ال�سيناريو ا ألخير‪ ،‬ب إ�مكان «بعثة ا ألمم المتحدة للدعم في‬           ‫الخارجية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف�إن �شهرته و�سمعته كرجل قوي �أبقته مر�شحاً‬
‫ليبيا» ت�شجيع ال�سلطات الليبية على اتخاذ خطوات تح�ضيرية قبل‬                    ‫محتمل ًا قوياً للرئا�سة قبل مر�ضه‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ف إ�ن �شبكة نفوذه في ال�شرق‬
‫�إج�راء الا�ستفتاء والانتخابات الوطنية ‪� -‬أي �إج�راء انتخابات بلدية‪،‬‬           ‫و�سيطرته على المناطق المنتجة للنفط جعلت منه �صاحب نفوذ (�أو‬
‫وتمكين مبادرات التنمية المحلية الممولة من ميزانية متفق عليها‪ ،‬وعقد‬
‫الم ؤ�تمر الوطني‪ .‬وقد يتمكن الم�س�ؤولون المنتخبون محلياً والم�شاركون‬                           ‫مف�سد) في �أي جهد لتحقيق الا�ستقرار في البلاد‪.‬‬
‫في الم� ؤ�تم�ر م�ن ر��س�م م�ع�الم ا إلع��داد ل�ق�ان�ون انتخابي وح�شد الزخم‬                 ‫دعم خطة عمل ا ألمم المتحدة‬

                                    ‫للانتخابات الوطنية‪.‬‬                        ‫في أ�يلول‪�/‬سبتمبر‪ ،‬وافق «مجل�س الأم�ن» ال�دولي على خطة عمل‬
‫وم�ن جانبها‪ ،‬لم تكن ال�ولاي�ات الم�ت�ح�دة راغ�ب�ة في الان�خ�راط في‬             ‫أ�عدتها «بعثة ا ألم�م المتحدة للدعم في ليبيا» لدفع عملية الانتقال‬
‫ال�سيا�سة الليبية خلال إ�دارة ترامب‪ ،‬وقد ركزت عو�ضاً عن ذلك على �ش ّن‬          ‫ال�سيا�سي ق�دم�اً‪ .‬وق�د ح�ددت الخ�ط�ة إ�ط��اراً زم�ن�ي�اً ط�م�وح�اً لاعتماد‬
‫�ضربات جوية منتظمة �ضد �أهداف تابعة لتنظيمي «الدولة ا إل�سلامية»‬               ‫الد�ستور‪ ،‬وعقد ح�وار وط�ن�ي‪ ،‬و�إج��راء انتخابات ت�شريعية ورئا�سية‪،‬‬
‫و«القاعدة»‪ .‬ولكن نظراً إ�لى النهاية المحتملة الو�شيكة لحفتر‪ ،‬يتعين‬
‫على وا�شنطن إ�عادة التركيز على ق�ضايا الانتقال ال�سيا�سي‪ .‬و إ�ذا ح�صل‬                                              ‫جميعها في عام ‪.2018‬‬
‫انق�سام في �صفوف حلفاء حفتر‪ ،‬ف�ستزداد وت�يرة العنف و�سيعود ذلك‬
‫بالفائدة على تنظيم «ال�دول�ة ا إل�سلامية» أ�و جهاديين آ�خ�ري�ن‪ ،‬كما‬            ‫وبالن�سبة �إلى حفتر‪ ،‬كان احتمال حكم ليبيا عن طريق انتخابات‬
‫حدث في عام ‪ .2014‬ويكمن الحل في الح� ّد من أ�ي أ�عمال مماثلة لكي‬                ‫�شرعية بدل ًا من غزو ع�سكري لا يمكن تحقيقه �أمراً جذاباً للغاية‪ .‬فقد‬
                                                                               ‫حاول ت�وصير نف�سه على أ�نه عن�صر أ��سا�سي لخطة العمل‪ ،‬تماماً كما‬
  ‫تتمكن «بعثة ا ألمم المتحدة للدعم في ليبيا» من تنفيذ خطة العمل‪.‬‬               ‫فعل بين عامي ‪ 2015‬و‪ 2016‬مع «الاتفاق ال�سيا�سي الليبي» وحكومة‬
‫وتحقيقاً هذه الغاية‪ ،‬على وا�شنطن إ�ر�سال م�ست�شارين لدعم جهود‬                  ‫الوفاق الوطني»‪ .‬وفي كانون ا ألول‪/‬دي�سمبر الما�ضي‪� ،‬أ�شار إ�لى احتمال‬
‫«بعثة ا ألمم المتحدة للدعم في ليبيا» الرامية إ�لى دمج الميلي�شيات‪ .‬كما‬         ‫م�شاركته في الانتخابات المقبلة‪ ،‬لكن بعد مرور �شهرين حذر من أ�ن ليبيا‬
‫عليها طلب م�ساعدة حلفائها لتمويل «�صندوق تحقيق الا�ستقرار في‬                   ‫قد لا تكون م�ستعدة لنظام ديمقراطي منذراً بال�سوء من القيام بذلك‪.‬‬
‫ليبيا» التابع لـ»برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»‪ ،‬ليكون لدى المجال�س‬            ‫وبعبارة �أخرى‪ ،‬كان يبدو وك�أنه �سير�شح نف�سه للرئا�سة أ�و يمنع �إجراء‬
‫البلدية م�شاريع ج�دي�دة لإط�الق�ه�ا ف�ور انتهاء الانتخابات المحلية‪.‬‬
‫و أ�خي�راً‪ ،‬على ا إلدارة الأمريكية أ�ن ت�ضغط على ال�شركاء ا ألوروب�ي�ني‬                                                   ‫الانتخابات‪.‬‬
‫والعرب من أ�جل زيادة دعمهم ال�سيا�سي والمالي الأو�سع ل ألمم المتحدة‬
‫وتج�ن�ب ا�ستمالة خ�ل�ف�اء ح�ف�رت المحتملين ‪ -‬وه�و خ�ط� أ� ع�ل�ى �صعيد‬          ‫وفي ‪ 12‬ني�سان‪�/‬أبريل‪� ،‬أطلع مبعوث «بعثة الأمم المتحدة للدعم في‬
                                                                               ‫ليبيا» غ�سان �سلامة وزراء الخارجية العرب على م�ستجدات خطة العمل‬
  ‫ال�سيا�سة �ساهم في الانق�سامات التي ت�شهدها ليبيا في الوقت الحالي‪.‬‬           ‫خلال اجتماع ُعقد في ال�سعودية‪ .‬وبعد أ�ن أ�عرب عن أ�مله في تمرير ليبيا‬

 ‫العدد ‪295 2018 -44‬‬
   290   291   292   293   294   295   296   297   298   299   300