Page 168 - merit 54
P. 168

‫العـدد ‪54‬‬                               ‫‪166‬‬

                                 ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                             ‫نياندرتال مخفضة على‬
                                                                     ‫الكروموسوم ‪ ،X‬واحد من‬
  ‫تركيز الجينات التي تساهم‬         ‫بين المجموعات من الذكور‪،‬‬         ‫الكروموسومين الجنسيين‪.‬‬
 ‫في العقم عليه‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬        ‫أو عدد متغير من الأطفال‬        ‫ذكرني هذا بنمط واجهته أنا‬
                                    ‫في الإناث أكثر من الذكور‪،‬‬        ‫و»نيك باترسون» في عملنا‬
    ‫يميل إلى الانتقاء الطبيعي‬                                     ‫بشأن فصل أسلاف الإنسان‬
   ‫على الكروموسوم ‪ X‬لتمتد‬              ‫أو التوسع السكاني أو‬
                                   ‫الانكماش‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن‬              ‫والشمبانزي في دراسة‬
     ‫من الحمض النووي من‬                                                ‫أجريناها م ًعا ونشرناها‬
    ‫السكان الذين ساهموا في‬           ‫تفسير الأنماط من خلال‬             ‫قبل سنوات‪ .‬هناك ثلاث‬
‫معظم أصول السكان الهجين‪.‬‬             ‫التاريخ الذي انفصل فيه‬         ‫نسخ فقط من الكروموسوم‬
    ‫هذا يتسبب في أن يستمد‬          ‫أسلاف البشر والشمبانزي‬            ‫‪ X‬في أي مجتمع لكل أربع‬
 ‫السكان الهجين كروموسوم‬             ‫في البداية‪ ،‬ثم اجتمعوا م ًعا‬    ‫كروموسومات أخرى (لأن‬
 ‫‪ X‬الخاص به بالكامل تقريبًا‬        ‫لتشكيل أسلاف الإنسان أو‬
                                    ‫الشمبانزي قبل الانفصال‬               ‫الإناث تحمل نسختين‬
      ‫من غالبية السكان‪ ،‬مما‬                                             ‫والذكور نسخة واحدة‬
    ‫يؤدي إلى اختلاف وراثي‬                    ‫النهائي للخطين‪.‬‬          ‫فقط‪ ،‬على عكس نسختين‬
  ‫منخفض بشكل غير طبيعي‬            ‫كيف يمكن أن يؤدي التزاوج‬             ‫في كل جنس لمعظم بقية‬
    ‫على الكروموسوم ‪ X‬بين‬         ‫إلى اختلاف وراثي أقل بكثير‬            ‫الكروموسومات)‪ .‬وهذا‬
  ‫السكان الهجين وواحد من‬           ‫من الكروموسوم ‪ X‬مقارنة‬           ‫يعني أنه في أي جيل واحد‪،‬‬
‫مجموعات التهجين‪ ،‬بما يتفق‬                                               ‫فإن احتمال أن يشترك‬
  ‫مع النمط الموجود في البشر‬           ‫ببقية الجينوم من خلال‬           ‫أي كروموسوم ‪ X‬في أحد‬
                                 ‫دراسات مجموعة متنوعة من‬            ‫الوالدين المشترك هو أربعة‬
              ‫والشمبانزي‪.‬‬        ‫الأنواع عبر المملكة الحيوانية؟‬    ‫أضعاف احتمال أن أي اثنين‬
   ‫قد يبدو هذا التنبؤ النظري‬                                       ‫من الكروموسومات الأخرى‬
  ‫خياليًّا‪ ،‬لكنه في الواقع يولد‬     ‫من المعروف أنه عندما يتم‬         ‫يشتركان في أحد الوالدين‬
    ‫في هجينة من أنواع الفأر‬      ‫فصل مجموعتين من السكان‬           ‫المشترك‪ .‬ويترتب على ذلك أن‬
                                  ‫لفترة طويلة بما فيه الكفاية‪،‬‬      ‫الوقت المتوقع لأن أي زوج‬
    ‫المنزلي في أوروبا الغربية‬    ‫فإن النسل الهجين قد قلل من‬        ‫من تسلسل الكروموسوم ‪X‬‬
  ‫وأوروبا الشرقية‪ ،‬في نطاق‬        ‫الخصوبة‪ .‬في الثدييات مثلنا‪،‬‬        ‫ينحدر من تسلسل السلف‬
                                                                       ‫الشائع هو حوالي أربعة‬
       ‫من الأراضي يمتد من‬            ‫يكون انخفاض الخصوبة‬          ‫أضعاف ذلك في بقية الجينوم‪.‬‬
     ‫الشمال إلى الجنوب عبر‬             ‫أكثر شيو ًعا في الذكور‪،‬‬      ‫في الواقع‪ ،‬على الرغم من أن‬
    ‫وسط أوروبا‪ ،‬تقريبًا على‬                                         ‫البيانات الحقيقية تشير إلى‬
  ‫طول خط الحاجز الحديدي‬          ‫وتتركز العوامل الوراثية التي‬       ‫أن العدد يبلغ حوالي نصف‬
   ‫السابق للحرب الباردة‪ .‬في‬      ‫تساهم في انخفاض الخصوبة‬               ‫أو حتى أقل‪ .‬في دراستنا‬
 ‫حين أن كثافة الطفرات التي‬                                              ‫لتعداد الأجداد المشترك‬
  ‫تفصل بين الفئران الهجينة‬           ‫هذا على الكروموسوم ‪،X‬‬            ‫للإنسان والشمبانزي‪ ،‬لم‬
‫عن الفئران الأوروبية الغربية‬     ‫لذلك عندما ينفصل مجتمعان‬           ‫نتمكن من تحديد أي تاريخ‬
   ‫مرتفعة في معظم الجينوم‬                                            ‫يمكن أن يفسر هذا النمط‪،‬‬
   ‫لأن الفئران الهجينة تحمل‬             ‫إلى حد أن ذريتهما قد‬        ‫مثل معدل أقل للإناث يتنقل‬
   ‫الحمض النووي ليس فقط‬              ‫خفضا الخصوبة‪ ،‬لكنهما‬
‫من الفئران الأوروبية الغربية‬       ‫م ًعا يختلطان لإنتاج النسل‬
                                 ‫الهجين‪ ،‬فمن المتوقع أن يكون‬
       ‫بل من الفئران شديدة‬          ‫هناك انتقاء طبيعي مكثف‬
‫الاختلاف في أوروبا الشرقية‬       ‫لإزالة العوامل التي تساهم في‬
  ‫أي ًضا‪ ،‬لذلك فإن الكثافة على‬
                                          ‫انخفاض الخصوبة‪.‬‬
   ‫الكروموسوم ‪ X‬أقل بكثير‬                ‫ستكون هذه العملية‬
                                    ‫واضحة بشكل خاص على‬
                                       ‫الكروموسوم ‪ X‬بسبب‬
   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173