Page 167 - merit 54
P. 167

‫حول العالم ‪1 6 5‬‬                     ‫انخفاض الخصوبة الهجينة‪،‬‬        ‫مجموعتان على حافة‬
                                     ‫ف َّضل ُت التفسير بأنه ببساطة‬        ‫التوافق‬
    ‫اليوم‪ .‬يبلغ متوسط نسبة‬
 ‫أصل النياندرتال في السكان‬                ‫لم يكن هناك الكثير من‬       ‫قد يكون انخفاض خصوبة‬
                                       ‫التداخل لأسباب اجتماعية‪.‬‬             ‫الهجين قد قلل أي ًضا‬
     ‫غير الأفارقة حوالي ‪،%2‬‬         ‫حتى اليوم‪ ،‬تحتفظ العديد من‬
    ‫لكنه لا ينتشر بالتساوي‪.‬‬          ‫مجموعات البشر العصريين‪،‬‬             ‫من أصل النياندرتال في‬
  ‫في أكثر من نصف الجينوم‪،‬‬           ‫إلى حد كبير‪ ،‬بأنفسهم بسبب‬         ‫الحمض النووي للأشخاص‬
  ‫لم يتم الكشف عن أي أصل‬              ‫الحواجز الثقافية أو الدينية‬
    ‫نياندرتال في أي شخص‪.‬‬             ‫أو الطبقية‪ .‬لماذا كان يجب أن‬       ‫العصريين‪ .‬تم تطوير هذا‬
  ‫ولكن في بعض الأماكن غير‬             ‫يكون هناك أي اختلاف بين‬         ‫الاحتمال لأول مرة من قبل‬
     ‫المعتادة في الجينوم‪ ،‬فإن‬       ‫البشر العصريين والنياندرتال‬      ‫لوران إكسكوفير (‪Laurent‬‬
 ‫أكثر من ‪ %50‬من تسلسلات‬                                               ‫‪ ،)Excoffier‬الذي عرف من‬
    ‫الحمض النووي تأتي من‬                   ‫عندما التقوا ببعضهم‬      ‫دراسات الحيوانات والنباتات‬
                                         ‫البعض؟ لكن إكسكوفير‬         ‫أنه عندما ينتقل أحد السكان‬
                ‫النياندرتال‪.‬‬         ‫حصل على شيء مهم بشكل‬
     ‫جاء دليل حاسم ساعدنا‬             ‫صحيح‪ .‬أصبح هذا واض ًحا‬            ‫إلى منطقة يشغلها سكان‬
    ‫على فهم كيفية تش ُّكل هذا‬           ‫عندما قمنا نحن وآخرون‬            ‫آخرون يمكن أن يتزاوج‬
 ‫النمط من دراسة المواضع في‬             ‫بتحليل أجزاء من الحمض‬            ‫معهم‪ ،‬حتى معدل صغير‬
  ‫الجينوم غير الأفريقي حيث‬              ‫النووي النياندرتالي الذي‬         ‫من التزاوج يكفي لإنتاج‬
   ‫ندرة سلف النياندرتال‪ .‬في‬           ‫دخل إلى السكان العصريين‬           ‫نسب عالية من الخليط في‬
 ‫أي امتداد واحد من الحمض‬               ‫ورسم خرائط مواقعهم في‬        ‫الأحفاد‪ -‬أكثر بكثير من أصل‬
‫النووي‪ ،‬يمكن أن يحدث غياب‬             ‫الجينوم‪ .‬للقيام بذلك‪ ،‬بحث‬      ‫النياندرتال؛ تقريبًا ‪ %2‬الذي‬
 ‫أصل النياندرتال في السكان‬                ‫سريرام سانكارارامان‬         ‫ُيرى في غير الأفارقة حاليًا‪.‬‬
‫عن طريق الصدفة‪ ،‬كما نعتقد‬            ‫(‪)Sriram Sankararaman‬‬          ‫افترض إكسكوفير أن الطريقة‬
    ‫هو حالة الحمض النووي‬            ‫في مختبري عن طفرات كانت‬              ‫الوحيدة التي كان يمكن‬
    ‫المُ َت َق َّدري‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فمن‬   ‫موجودة في إنسان نياندرتال‬       ‫للجينوم البشري الحديث أن‬
  ‫غير المحتمل أن يتم استنفاد‬              ‫المتسلسل ولكنها كانت‬         ‫ينتهي به المطاف عندها مع‬
   ‫مجموعة فرعية كبيرة من‬                ‫نادرة أو غائبة في أفارقة‬     ‫القليل من أصول النياندرتال‬
  ‫الجينوم بوظائف بيولوجية‬               ‫جنوب الصحراء الكبرى‪.‬‬        ‫هي إذا كان التوسع في البشر‬
     ‫معينة بشكل منهجي من‬               ‫من خلال دراسة امتدادات‬       ‫العصريين هم نسل مع البشر‬
‫أصل النياندرتال‪ ،‬ما لم يعمل‬              ‫هذه الطفرات‪ ،‬تمكنا من‬      ‫العصريين الآخرين على الأقل‬
     ‫الاختيار الطبيعي بشكل‬              ‫العثور على جزء كبير من‬       ‫خمسين مرة أكثر مما فعلوا‬
‫منهجي على إزالته‪ .‬لكن الدليل‬          ‫جميع شظايا النيندرتال في‬      ‫مع النياندرتال الذين يعيشون‬
  ‫على الإزالة المنهجية لسلالة‬         ‫كل غير أفريقي‪ .‬بالنظر إلى‬
   ‫النياندرتال هو بالضبط ما‬         ‫موضع حدوث شظايا أسلاف‬                           ‫في وسطهم‪.‬‬
    ‫وجدناه‪ ،‬وبشكل ملحوظ‪،‬‬                  ‫النياندرتال في الجينوم‪،‬‬        ‫يعتقد أن التفسير الأكثر‬
 ‫وجدنا استنفا ًدا مكث ًفا بشكل‬       ‫أصبح من الواضح أن تأثير‬
‫خاص لسلالة النياندرتال عن‬               ‫تزاوج النياندرتال اختلف‬              ‫ترجي ًحا لذلك هو أن‬
    ‫طريق الانتقاء الطبيعي في‬              ‫بشكل كبير عبر جينوم‬        ‫النياندرتال والنسل البشري‬
 ‫جزأين من الجينوم المعروف‬                ‫الأشخاص غير الأفارقة‬          ‫الحديث كانوا أقل خصوبة‬
  ‫بصلتهما بخصوبة الهجين‪.‬‬                                             ‫من نسل التزاوج بين أزواج‬
   ‫كان الموضع الأول لسلالة‬                                            ‫البشر المعاصرين‪ .‬لم أقتنع‬

                                                                           ‫بهذه الحجة‪ .‬فبد ًل من‬
   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172