Page 162 - merit 54
P. 162

‫العـدد ‪54‬‬                                  ‫‪160‬‬

                                    ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                             ‫على تقنية تسلسل الجينوم‬
                                                                              ‫التي استخدمناها‪ ،‬لكننا‬
     ‫كان هذا جز ًءا كبي ًرا ج ًّدا‬  ‫الأوروبيين منه إلى الآسيويين‬
     ‫من أن يحدث بالصدفة‪.‬‬                   ‫الشرقيين أو الغينيين‬          ‫حصلنا على نفس النتيجة من‬
  ‫معظم أجزاء نيلسن المتباينة‬                                            ‫تقنيتين مختلفتين ج ًّدا‪ .‬نظرنا‬
   ‫للغاية من الحمض النووي‬                ‫الجدد‪ -‬ثلاث مجموعات‬
  ‫يجب أن تكون نياندرتال في‬           ‫سكانية مختلفة للغاية‪ .‬ظللنا‬          ‫في إمكانية أن تكون النتيجة‬
‫الأصل‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬حصلنا على‬            ‫متشككين‪ ،‬متسائلين عما إذا‬          ‫قطعة أثرية لمعدل خطأ مرتفع‬
  ‫تاريخ دخول المادة الوراثية‬         ‫كان هناك شيء لم نفكر فيه‬
 ‫المتعلقة بالنياندرتال؛ أسلاف‬         ‫يمكن أن يفسر الأنماط‪ .‬ثم‪،‬‬            ‫في الحمض النووي القديم‪،‬‬
   ‫غير الأفارقة‪ .‬للقيام بذلك‪،‬‬                                              ‫والذي ُيعرف أنه يؤثر على‬
  ‫استفدنا من إعادة التركيب‪،‬‬            ‫في يونيو ‪ ،2009‬حضر ُت‬                ‫أحرف معينة من الحمض‬
‫وهي العملية التي تحدث أثناء‬          ‫مؤتم ًرا في جامعة ميتشيغان‬
   ‫إنتاج الحيوانات المنوية أو‬       ‫حيث قابلت راسموس نيلسن‬                   ‫النووي أكثر من غيرها‪.‬‬
    ‫البويضات للشخص الذي‬              ‫(‪ ،)Rasmus Nielsen‬الذي‬               ‫ومع ذلك‪ ،‬حصلنا على نفس‬
‫يبدل أجزاء كبيرة من الحمض‬                                                ‫النتيجة بغض النظر عن نوع‬
                                          ‫كان يتفحص جينومات‬              ‫الطفرة التي حللناها‪ .‬تساءلنا‬
       ‫النووي الأبوي لإنتاج‬              ‫مختلف البشر من جميع‬              ‫عما إذا كانت نتائجنا ناتجة‬
‫كروموسومات مقطعة جديدة‬                 ‫أنحاء العالم‪ .‬كان الأفارقة‬       ‫عن تلوث عينة النياندرتال من‬
                                        ‫الأكثر في التن ُّوع الوراثي‪،‬‬    ‫قبل البشر في الوقت الحاضر‪.‬‬
  ‫يتم تمريرها إلى النسل‪ .‬على‬            ‫في معظم أجزاء الجينوم‪،‬‬          ‫ربما كان من الممكن أن يؤدي‬
‫سبيل المثال‪ ،‬ضع في اعتبارك‬             ‫من غير الأفارقة ويحملون‬            ‫ذلك إلى تشويه البيانات على‬
 ‫أن المرأة هي مزيج من الجيل‬           ‫السلالات الأكثر تباع ًدا‪ ،‬كما‬
                                    ‫هو الحال مع الحمض النووي‬                ‫الرغم من الإجراءات التي‬
      ‫الأول من أم نياندرتال‬            ‫المُ َت َق َّدري‪ .‬لكن نيلسن كان‬   ‫اتخذها فريق باوبو لحمايتها‬
     ‫وأب بشري عصري‪ .‬في‬              ‫يحدد أماكن نادرة في الجينوم‬
    ‫خلاياها‪ ،‬يتكون كل زوج‬                ‫حيث كان التنوع الجيني‬             ‫في المختبر‪ .‬وعلى الرغم من‬
      ‫من كروموسوماتها من‬               ‫بين غير الأفارقة أكبر منه‬        ‫الاختبارات التي أجريناها على‬
 ‫كروموسوم نياندرتال واحد‬             ‫في الأفارقة بسبب السلالات‬           ‫البيانات لقياس درجة التلوث‬
    ‫غير منقطع وكروموسوم‬             ‫التي قسمت شجرة التسلسل‬
                                    ‫البشري الحالي في وقت مبكر‪،‬‬               ‫البشري الحديث‪ ،‬والتي‬
         ‫بشري عصري غير‬               ‫وكانت موجودة فقط في غير‬            ‫أشارت إلى أن أي تلوث حدث؛‬
   ‫منقطع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحتوي‬             ‫الأفارقة‪ .‬قد يتم اشتقاق هذه‬
‫بويضتها على ثلاثة وعشرين‬              ‫التسلسلات فقط من البشر‬               ‫كان الحاضر أصغر من أن‬
    ‫كروموسو ًما مختل ًطا‪ .‬قد‬        ‫القدماء الذين تداخلوا مع غير‬         ‫ينتج الأنماط التي لاحظناها‪.‬‬
                                                                         ‫حتى لو كان هناك تلوث من‬
      ‫يكون للكروموسوم في‬                               ‫الأفارقة‪.‬‬
  ‫البويضة النصف الأول من‬                 ‫انضم نيلسن إلى فريقنا‬              ‫البشر في الوقت الحاضر‪،‬‬
   ‫أصل النياندرتال والنصف‬              ‫وقارن المناطق التي حددها‬           ‫فإن الأنماط التي لاحظناها‬
                                          ‫هو وزملاؤه بالبيانات‪.‬‬          ‫لا تبدو كما هو متوقع منها‪.‬‬
      ‫الآخر من أصل بشري‬                ‫عندما قارن اثني عشر من‬
‫عصري‪ .‬لنفترض أنها تتزاوج‬                ‫مناطقه الخاصة بتسلسل‬                ‫إذا كان هناك تلوث‪ ،‬فعلى‬
                                     ‫جينوم النياندرتال‪ ،‬وجد أنه‬               ‫الأرجح أنه سيأتي من‬
 ‫مع إنسان عصري‪ ،‬ويستمر‬                  ‫في عشرة منها كان هناك‬
   ‫الخليط على مر الأجيال مع‬          ‫تطابق وثيق مع النياندرتال‪.‬‬            ‫الأوروبيين‪ ،‬حيث تم حفر‬
   ‫بشر أكثر عصرية‪ .‬على مر‬                                                ‫جميع عظام النياندرتال التي‬
   ‫الأجيال‪ ،‬يتم تقطيع أجزاء‬                                              ‫قمنا بتحليلها ومعالجتها من‬
                                                                          ‫قبل الأوروبيين‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
 ‫الحمض النووي النياندرتالي‬                                              ‫فإن تسلسل النياندرتال الذي‬

                                                                           ‫لم يكن لدينا كان أقرب إلى‬
   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167