Page 158 - merit 54
P. 158

‫العـدد ‪54‬‬                      ‫‪156‬‬

                              ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                 ‫العصريين الذين يتعاملون‬
                                                         ‫مع العظام مرتبطون‪ ،‬حتى‬
‫غير الملوث‪ ،‬أخذوا كل العظام‬         ‫يظهر الحمض‬           ‫وإن كان بعي ًدا ج ًّدا‪ ،‬بالفرد‬
     ‫التي قاموا بفحصها إلى‬     ‫النووي القديم من‬
                                                            ‫الذي يتم تسلسله‪ .‬يبلغ‬
  ‫«غرفة نظيفة»‪ ،‬والتي قاموا‬      ‫الأوروبيين الذين‬      ‫امتداد جزء الحمض النووي‬
 ‫باقتباسها من النسخ الزرقاء‬     ‫عاشوا قبل تسعة‬
 ‫للمساحات النظيفة في مرافق‬     ‫آلاف سنة أن الذين‬             ‫القديم للنياندرتال من‬
                                ‫عاشوا في زمن ما‬          ‫عينة محفوظة جي ًدا حوالي‬
      ‫تصنيع الرقائق الدقيقة‬    ‫قبل الزراعة لديهم‬        ‫أربعين حر ًفا فقط‪ ،‬في حين‬
    ‫التي تستخدم في صناعة‬        ‫الأصل النياندرتالي‬      ‫يبلغ معدل الاختلافات بين‬
  ‫الكمبيوتر‪ .‬كان هناك ضوء‬     ‫مثلما هو الحال في‬       ‫الإنسان العصري ونياندرتال‬
  ‫فوق بنفسجي علوي (‪)UV‬‬                                ‫حوالي واحد لكل ‪ 600‬حر ًفا‪،‬‬
 ‫من نفس النوع المستخدم في‬         ‫شرق آسيا اليوم‪.‬‬      ‫لذلك من المستحيل في بعض‬
   ‫أجنحة العمليات الجراحية‬        ‫يرجع الانخفاض‬          ‫الأحيان معرفة ما إذا كان‬
‫حيث يتم تشغيل ذلك الضوء‬       ‫في أصول النيندرتال‬          ‫امتداد معين من الحمض‬
     ‫عندما لا يكون الباحثون‬         ‫لدى الأوروبيين‬       ‫النووي يأتي من العظم أو‬
  ‫موجودين‪ ،‬من أجل تحويل‬                                 ‫من شخص تعامل معه‪ .‬لقد‬
                                       ‫الحاليين إلى‬       ‫أفسد التلوث الباحثين في‬
      ‫الحمض النووي الملوث‬     ‫حقيقة أنهم يأوون‬        ‫الحمض النووي القديم مرا ًرا‬
   ‫إلى شكل لا يمكن تسلسله‬     ‫بع ًضا من أسلافهم‬        ‫وتكرا ًرا‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬في‬
 ‫(الضوء يدمر أي ًضا الحمض‬                               ‫عام ‪ ،2006‬قامت مجموعة‬
‫النووي القديم خارج العينات‪،‬‬       ‫من مجموعة من‬         ‫باوبو بتسلسل حوالي مليون‬
 ‫لكن الباحثين يحفرون تحت‬          ‫الأشخاص الذين‬          ‫حرف من الحمض النووي‬
‫السطح وبالتالي يتمكنون من‬       ‫انفصلوا عن جميع‬
‫الوصول إلى الحمض النووي‬       ‫غير الأفارقة الآخرين‬          ‫من النياندرتال كإجراء‬
    ‫الذي لم يتم تدميره)‪ .‬تم‬       ‫قبل الاختلاط مع‬     ‫تجريبي قبل تسلسل الجينوم‬
   ‫تصفية الهواء بشدة لإزالة‬
‫جزيئات الغبار الصغيرة ‪-‬أي‬               ‫النياندرتال‪.‬‬     ‫الكامل‪ .‬كان جزء كبير من‬
‫شيء أصغر من عرض شعرة‬                                  ‫التسلسلات عبارة عن ملوثات‬
  ‫الإنسان بألف مرة‪ -‬والذي‬               ‫ديفيد َريك‬
                                                         ‫بشرية حديثة‪ ،‬مما يعرض‬
     ‫قد يحتوي على الحمض‬                                     ‫تفسير البيانات للخطر‪.‬‬
    ‫النووي‪ .‬تم ضغط الجناح‬
                                                          ‫تتضمن التدابير الحديثة‪،‬‬
      ‫بحيث يتدفق الهواء من‬                               ‫لتقليل احتمالية التلوث في‬
  ‫الداخل إلى الخارج‪ ،‬لحماية‬                           ‫تحليل الحمض النووي القديم‬
‫العينات من أي تلوث للحمض‬                                  ‫والذي تم البدء بالفعل في‬
                                                      ‫تنفيذه في دراسة عام ‪،2006‬‬
    ‫النووي الملوث من خارج‬                                ‫والذي أصبح أكثر تفصي ًل‬
                   ‫المختبر‪.‬‬                            ‫بعد ذلك‪ ،‬مجموعة ضرورية‬
                                                          ‫من الاحتياطات‪ .‬من أجل‬
       ‫كان هناك ثلاث غرف‬                              ‫دراسة عام ‪ ،2010‬التي نجح‬
      ‫منفصلة في الجناح‪ .‬في‬                             ‫فيها باوبو وفريقه في ترتيب‬
     ‫البداية‪ ،‬ارتدى الباحثون‬                            ‫تسلسل جينوم النياندرتال‬
‫بدلات نظيفة وقفازات وأقنعة‬
     ‫للوجه لكامل الجسم‪ .‬في‬
 ‫المرة الثانية‪ ،‬وضعوا العظام‬
   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163