Page 155 - merit 54
P. 155

‫حول العالم ‪1 5 3‬‬

‫توماس ميلوند‬  ‫إريك ترينكوس‬    ‫أناتولي ديريفيانكو‬              ‫إلى ‪ 44‬ألف سنة‪ ،‬مما يشير‬
                                                                ‫إلى أن البدائيين ربما قاموا‬
  ‫الآخذ في التوسع‪ ،‬والفرصة‬      ‫كل التقاء وحلوا محله‪ .‬كان‬    ‫بتقليد صنع الأدوات البشرية‬
     ‫الثانية عندما عاد البشر‬       ‫البدائيون يتقدمون نحو‬        ‫الحديثة‪ ،‬أو أن المجموعتين‬
                                                              ‫قد تداولتا الأدوات أو المواد‪.‬‬
‫العصريون وش َّردوا البدائيين‬   ‫وطنهم (أوروبا) حتى عندما‬
   ‫هناك‪ ،‬منذ حوالي ستين أو‬    ‫انسحب البشر العصريون‪ .‬في‬            ‫ومع ذلك‪ ،‬لا يقبل جميع‬
          ‫خمسين ألف سنة‪.‬‬      ‫وقت ما‪ ،‬قبل ستين ألف سنة‬           ‫علماء الآثار هذا التفسير‪،‬‬
        ‫هل تزاوج الشعبان؟‬     ‫مضت‪ ،‬بدأ البشر العصريون‬            ‫وهناك جدل مستمر حول‬
      ‫هل النياندرتال من بين‬   ‫في الهيمنة على منطقة الشرق‬          ‫ما إذا كانت تحف منطقة‬
                                                               ‫شاتيلب ُّرونيان‪ ،‬جنوب غرب‬
‫الأسلاف المباشرين لأي بشر‬       ‫الأدنى‪ .‬الآن‪ ،‬كان البدائيون‬      ‫فرنسا‪ ،‬مصنوعة من قبل‬
         ‫في الوقت الحاضر؟‬          ‫هم الخاسرون في اللقاء‪،‬‬       ‫البدائيين أو من قبل البشر‬
                                   ‫وانقرضوا‪ ،‬ليس فقط في‬
   ‫هناك بعض الأدلة الهيكلية‬                                                  ‫العصريين‪.‬‬
‫للتهجين‪ .‬حدد إريك ترينكوس‬      ‫الشرق الأدنى‪ ،‬لكن في نهاية‬       ‫لم تج ِر لقاءات بين إنسان‬
                                  ‫المطاف‪ ،‬في مكان آخر من‬      ‫نياندرتال والبشر العصريين‬
 ‫(‪ )Erik Trinkaus‬بقايا مثل‬                                      ‫في أوروبا فحسب‪ ،‬بل من‬
 ‫تلك الموجودة في كهف أواس‬      ‫أوراسيا أي ًضا‪ .‬لذا كان هناك‬   ‫شبه المؤكد في الشرق الأدنى‬
  ‫(‪ )Oase‬في رومانيا‪ ،‬والتي‬      ‫في الشرق الأدنى فرصتان‬           ‫أي ًضا‪ .‬قبل حوالي سبعين‬
                                                              ‫ألف سنة‪ .‬كانت لقاءات قوية‬
   ‫قال إنها كانت وسيطة بين‬     ‫على الأقل للقاءات بين البشر‬      ‫وناجحة حتى جبال ألتاي‪،‬‬
  ‫البشر العصريين والإنسان‬      ‫البدائيين والبشر العصريين‪:‬‬     ‫والشرق الأدنى‪ .‬كان الشرق‬
‫البدائي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن ملامح‬    ‫عندما بدأ البشر المعاصرون‬       ‫الأدنى يسكنه بالفعل البشر‬
                                                                ‫العصريين‪ ،‬كما يشهد على‬
     ‫الهيكل العظمي المشترك‬         ‫لأول مرة في المنطقة قبل‬      ‫ذلك البقايا التي ُعث َر عليها‬
     ‫تعكس في بعض الأحيان‬              ‫حوالي مائة ألف سنة‬       ‫في كهف «سخول» على قمة‬
  ‫التكيف مع الضغوط البيئية‬                                        ‫جبل الكرمل في إسرائيل‬
     ‫نفسها‪ ،‬وليست الأصول‬        ‫وأسسوا تجمعات سكانية‪،‬‬        ‫وكهف قفزة في الجليل السفلي‬
                                   ‫التقوا بإنسان نياندرتال‬     ‫والتي يرجع تاريخها إلى ما‬
                                                                 ‫بين حوالي ‪ 130.000‬إلى‬
                                                             ‫‪ 100.000‬سنة مضت‪ .‬انتقل‬
                                                                ‫الإنسان البدائي إلى المنطقة‬
                                                               ‫في وقت لاحق‪ ،‬بدليل هيكل‬
                                                             ‫عظمي واحد في كهف «كيبارا»‬

                                                                   ‫على جبل الكرمل‪ ،‬يعود‬
                                                             ‫تاريخه إلى ما بين ‪ 48‬ألف إلى‬

                                                               ‫‪ 60‬ألف سنة مضت‪ .‬عكس‬
                                                              ‫التوقعات التي قد تكون لدينا‬
                                                              ‫فإن هؤلاء البشر العصريين‬

                                                                ‫أزاحوا الإنسان البدائي في‬
   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160