Page 153 - merit 54
P. 153

‫حول العالم ‪1 5 1‬‬

  ‫هي لفظة (تال أو ثال)‪ .‬ظل‬             ‫في جميع أنحاء أوراسيا‪،‬‬       ‫ونياندرتال‪ .‬استنا ًدا إلى المعدل‬
‫الجدل محتد ًما لسنوات حول‬          ‫وعندما حدثت هجرات كبيرة‬              ‫الذي تتراكم به الطفرات‪،‬‬
  ‫ما إذا كانت هذه البقايا أتت‬      ‫داخل أفريقيا أي ًضا‪ .‬إن أقرب‬         ‫ُيقدر أن تسلسل الحمض‬

  ‫من إنسان مشوه‪ ،‬أو سلف‬                 ‫أقاربنا الأحياء الآن‪ ،‬هم‬      ‫النووي المُتق َّدري من البشر‬
 ‫بشري‪ ،‬أو من سلالة بشرية‬            ‫القردة الأفريقية‪ :‬الشمبانزي‬            ‫العصريين ونياندرتال‬
                                                                         ‫قد انفصلا عن بعضهما‬
    ‫تختلف اختلا ًفا كبي ًرا عن‬            ‫والبونوبو والغوريلا‪،‬‬
   ‫سلالتنا‪ .‬لقد أصبح إنسان‬               ‫وجميعهم غير قادرين‬            ‫البعض قبل ‪ 470.000‬إلى‬
 ‫نياندرتال (وادي نياندر) هو‬           ‫على صنع أدوات معقدة أو‬        ‫‪ 360.000‬سنة‪ .‬إن بين عدد‬
 ‫أول إنسان بدائي يعترف به‬           ‫استخدام لغة مفاهيمية‪ .‬لكن‬       ‫الاختلافات الطفرية الموجودة‬
                                   ‫حتى حوالي أربعين ألف سنة‬          ‫في الحمض النووي المُ َت َق َّدري‬
                     ‫العلم‪.‬‬            ‫مضت‪ ،‬كان العالم يسكنه‬
 ‫في كتاب «أصل الإنسان» أو‬           ‫مجموعات متعددة من البشر‬             ‫مقارنة بعظم إصبع طفل‬
   ‫«أصل الأنواع»‪ ،‬الذي نشر‬            ‫الأثرياء الذين اختلفوا عنَّا‬   ‫دينيسوفا فترة فصل تقترب‬
   ‫عام ‪ ،1871‬ناقش «تشارلز‬          ‫جسد ًّيا ولكنهم ساروا بشكل‬         ‫من ثمانمائة ألف إلى مليون‬
 ‫داروين» النظرية القائلة بأن‬           ‫مستقيم وشاركوا العديد‬        ‫سنة مضت‪ .‬هذا يشير إلى أن‬
                                       ‫من قدراتنا‪ .‬السؤال الذي‬        ‫عظام الإصبع قد تنتمي إلى‬
   ‫البشر يشبهون الحيوانات‬             ‫لا يمكن للسجل الأثري أن‬        ‫عضو في مجموعة من البشر‬
   ‫الأخرى من حيث أنهم هم‬            ‫يجيب عليه هو ‪-‬ولكن يمكن‬           ‫القدامى لم يسبق لها مثيل‪.‬‬
     ‫أي ًضا نتاج التطور‪ .‬وعلى‬         ‫لسجل الحمض النووي أن‬           ‫لكن هوية السكان كانت غير‬
  ‫الرغم من أن داروين نفسه‬           ‫يفعل ذلك‪ -‬كيف ترتبط هذه‬
   ‫لم ُيق ِّدر أهمية نظريته‪ ،‬فقد‬          ‫الشعوب القديمة بنا؟‬            ‫واضحة‪ .‬لا توجد هياكل‬
 ‫تم الاعتراف في نهاية المطاف‬       ‫ونظ ًرا لأنه لا توجد مجموعة‬       ‫عظمية أو أنماط صنع أدوات‬
‫بأن إنسان نياندرتال هو جزء‬              ‫قديمة لديها الجواب على‬
‫من نوع بشري يرتبط ارتبا ًطا‬         ‫هذا السؤال‪ ،‬فقد بدا السؤال‬         ‫يمكن أن ُتعطي أي تلميح‪،‬‬
‫وثي ًقا بالبشر المعاصرين أكثر‬          ‫أكثر إلحا ًحا من الإنسان‬     ‫كما كان في حالة النياندرتال‪.‬‬
 ‫من القردة الموجودين حاليًا‪،‬‬       ‫البدائي ذاته‪ .‬في أوروبا‪ ،‬وقبل‬
   ‫مما يوفر دلي ًل على نظرية‬          ‫أربعمائة ألف سنة مضت‪،‬‬           ‫بالنسبة لإنسان نياندرتال‪،‬‬
‫داروين بأن مثل هذه الأنواع‬              ‫سيطر على المشهد هؤلاء‬             ‫فقد حفزت الاكتشافات‬
   ‫البشرية يجب أن تكون قد‬              ‫الأشخاص ذوو الأجسام‬
                                   ‫الكبيرة والأدمغة الأكبر قلي ًل‪،‬‬     ‫الأثرية المضي قد ًما في علم‬
          ‫وجدت في الماضي‪.‬‬          ‫في المتوسط‪ ،‬من أولئك البشر‬          ‫تسلسل الجينوم‪ .‬بالنسبة‬
 ‫خلال القرن والنصف التالي‪،‬‬            ‫المعاصرين‪ .‬تم العثور على‬
 ‫كانت هناك اكتشافات للعديد‬             ‫العينة التي أعطت اسمها‬            ‫لهذه المجموعة القديمة‪/‬‬
‫من الهياكل العظمية الإضافية‬          ‫لإنسان «نياندرتال» في عام‬           ‫الجديدة‪ ،‬جاءت البيانات‬
                                     ‫‪ 1865‬من قبل عمال المناجم‬
   ‫لإنسان نياندرتال‪ .‬كشفت‬           ‫في محجر الحجر الجيري في‬                        ‫الجينية أو ًل‪.‬‬
    ‫هذه الدراسات أن إنسان‬          ‫وادي نياندر (‪The Neander‬‬              ‫يقول ال ِعلم إن المجموعة‬
‫نياندرتال قد تطور في أوروبا‬         ‫‪ )Valley‬مع العلم بأن معنى‬          ‫الفرعية المحددة من البشر‪،‬‬
‫من بشر أكثر ِق َد ًما‪ .‬في الثقافة‬  ‫كلمة “الوادي” باللغة الألمانية‬          ‫التي ننتمي إليها اليوم‬
     ‫الشعبية‪ ،‬اكتسبوا سمعة‬                                              ‫‪-‬البشر المعاصرون – هي‬
  ‫على أنهم وحوش‪ ،‬مختلفون‬                                                 ‫الآن وحدها على كوكبنا‪.‬‬
     ‫عنا كثي ًرا عما كانوا عليه‬                                        ‫لقد تفوقنا‪ ،‬أو قمنا بإبادة‬
   ‫في الواقع‪ .‬تم تعزيز سمعة‬                                           ‫الأجناس البشرية الأخرى‪،‬‬
                                                                      ‫في الأغلب‪ ،‬منذ ما يقرب من‬
                                                                        ‫خمسين ألف سنة‪ ،‬عندما‬
                                                                        ‫توسع البشر المعاصرون‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158