Page 156 - merit 54
P. 156

‫العـدد ‪54‬‬                             ‫‪154‬‬

                                   ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬                         ‫المشتركة‪ .‬هذا هو السبب‬
                                                                        ‫في أن السجلات الأثرية‬
                                   ‫جمجمة إنسان‬                       ‫والهيكلية لا يمكنها تحديد‬
                                     ‫نياندرتال‬                       ‫صلة النياندرتال بنا‪ .‬لكن‪،‬‬
                                                                    ‫يمكن لدراسات الجينوم أن‬
‫البعض‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬لم‬              ‫للغاية‪ .‬كان نوع الحمض‬         ‫تحدد تلك الصلة‪ .‬في وقت‬
‫تستطع أدلة الحمض النووي‬               ‫النووي الخاص بهم خارج‬        ‫مبكر‪ ،‬ركزت الدراسات التي‬
  ‫استبعاد ما يصل إلى حوالي‬         ‫نطاق التباين الحالي في البشر‪،‬‬    ‫أجراها العلماء على الحمض‬
‫‪ %25‬من مساهمة النياندرتال‬            ‫حيث شاركنا سل ًفا رئيسيًّا‬    ‫النووي القديم؛ على الحمض‬
                                     ‫أكثر ِقد ًما بمرات عديدة من‬
    ‫في الحمض النووي لغير‬           ‫تاريخ الوقت الذي عاشت فيه‬             ‫النووي المُ َت َق َّدر بشكل‬
     ‫الأفارقة الحاليين‪ .‬هناك‬         ‫«حواء الميتوكندريا»(****)‪.‬‬     ‫خاص‪ ،‬وذلك لسببين‪ :‬أو ًل‪،‬‬
‫سبب يجعلنا نمتلك القليل من‬                                          ‫هناك حوالي ألف نسخة من‬
  ‫القوة للإدلاء ببيانات حول‬             ‫لم يقدم الحمض النووي‬      ‫الحمض النووي المُ َت َق َّدر في كل‬
‫مساهمة النياندرتال في البشر‬        ‫لحواء الأولى أي دعم للنظرية‬      ‫خلية‪ ،‬مقارنة بنسختين من‬
 ‫العصريين‪ ،‬استنا ًدا فقط إلى‬        ‫القائلة بأن إنسان نياندرتال‬     ‫معظم الجينوم المتبقي‪ ،‬مما‬
   ‫الحمض النووي المُ َت َق َّدري‪.‬‬                                   ‫يزيد من فرصة الاستخراج‬
     ‫حتى لو كان لدى البشر‬                 ‫والبشر العصريين قد‬
                                   ‫تزاوجوا عندما التقى بعضهم‬                          ‫الناجح‪.‬‬
                                                                  ‫ثانيًا‪ ،‬الحمض النووي المُ َت َق َّدر‬

                                                                      ‫كثيف البيانات‪ ،‬بمعنى أن‬
                                                                    ‫هناك العديد من الاختلافات‬

                                                                       ‫في عدد معين من أحرف‬
                                                                      ‫الحمض النووي أكثر من‬
                                                                     ‫معظم المواضع الأخرى في‬
                                                                  ‫الجينوم‪ ،‬مما يجعل من الممكن‬
                                                                      ‫الحصول على قياس أكثر‬
                                                                      ‫دقة لوقت الفصل الجيني‬

                                                                        ‫لكل حرف من الحمض‬
                                                                       ‫النووي الذي يتم تحليله‬
                                                                      ‫بنجاح‪ .‬أكد تحليل بيانات‬
                                                                   ‫الميتوكوندريا أن النياندرتال‬
                                                                    ‫شاركوا الأسلاف على طول‬
                                                                        ‫خط الأمهات مع البشر‬
                                                                      ‫العصريين‪ ،‬أكثر مما كان‬
                                                                    ‫يعتقد ساب ًقا‪ -‬أفضل تقدير‬
                                                                   ‫حالي يقع ما بين ‪470.000‬‬
                                                                    ‫إلى ‪ 360.000‬سنة مضت‪.‬‬
                                                                        ‫كما أكد تحليل الحمض‬
                                                                  ‫النووي للميتوكندريا(***) أن‬
                                                                   ‫النياندرتاليين كانوا مميزين‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161