Page 159 - merit 54
P. 159

‫حول العالم ‪1 5 7‬‬

‫ديفيد جولدشتاين‬  ‫دافين بريجريفز‬  ‫جراهام كوب‬                        ‫المختارة لأخذ عينات في‬
                                                              ‫غرفة‪ ،‬حيث تعرضوا للأشعة‬
‫هذه العظام‪ ،‬وجد فريق باوبو‬      ‫الحروف‪« ،‬باركود» كيميائي‪،‬‬      ‫فوق البنفسجية عالية الطاقة‬
‫أن الغالبية العظمى من شظايا‬         ‫إلى نهاية شظايا الحمض‬
‫الحمض النووي التي حصلوا‬                                           ‫مرة أخرى بهدف تحويل‬
                                 ‫النووي‪ .‬وبالتالي يمكن تمييز‬        ‫الحمض النووي الملوث‬
     ‫عليها كانت من البكتيريا‬      ‫أي تسلسلات ملوثة دخلت‬            ‫الذي قد يكون ملقى على‬
   ‫والفطريات التي استعمرت‬         ‫التجربة بعد إرفاق الباركود‬
 ‫العظام‪ .‬لكن بمقارنة ملايين‬      ‫عن الحمض النووي الخاص‬            ‫السطح إلى شكل لا يمكن‬
  ‫الشظايا مع تسلسل جينوم‬                                         ‫تسلسله‪ .‬ثم قام الباحثون‬
                                ‫بالعينة القديمة‪ .‬كانت الخطوة‬
     ‫الإنسان والشمبانزي في‬        ‫الأخيرة هي إرفاق محولات‬          ‫بثقب العظام باستخدام‬
‫الوقت الحاضر‪ ،‬وجدوا ‪-‬كما‬          ‫جزيئية في كلا الطرفين مما‬           ‫مثقاب أسنان معقم‪،‬‬
                                     ‫سمح بتسلسل جزء من‬
    ‫يقول المثل‪ -‬الذهب وسط‬           ‫الحمض النووي في إحدى‬          ‫وجمعوا عشرات أو مئات‬
‫الخبث‪ .‬كانت هذه الجينومات‬          ‫الآلات الجديدة التي جعلت‬       ‫المليغرامات من المسحوق‬
                                  ‫تسلسل عشرات الآلاف من‬           ‫على ورق ألومنيوم مشبَّع‬
     ‫المرجعية تشبه الصورة‬           ‫المرات أرخص من التقنية‬        ‫بالأشعة فوق البنفسجية‪،‬‬
 ‫الموجودة في صندوق أحجية‬                           ‫السابقة‪.‬‬         ‫ووضعوا هذا المسحوق‬
                                       ‫تبين أن أفضل عينات‬         ‫في أنبوب مشبع بالأشعة‬
   ‫الصور المقطوعة (صندوق‬            ‫النياندرتال المحفوظة هي‬        ‫ذاتها‪ .‬في الغرفة الثالثة‪،‬‬
     ‫الدنيا)‪ ،‬مما يوفر المفتاح‬                                     ‫قاموا بغمر المسحوق في‬
                                ‫عظام ذراع وساق يبلغ عمرها‬     ‫محاليل كيميائية تزيل معادن‬
 ‫لمحاذاة الأجزاء الصغيرة من‬       ‫حوالي أربعين ألف سنة من‬        ‫العظام والبروتينات وتدير‬
  ‫الحمض النووي التي قاموا‬         ‫كهف « ِفنديجا» في مرتفعات‬        ‫المحلول على الرمل النقي‬
‫بتسلسلها‪ .‬احتوت العظام على‬          ‫كرواتيا‪ .‬بعد أخذ تسلسل‬       ‫(ثاني أكسيد السيليكون)‪،‬‬
 ‫ما يصل إلى ‪ %4‬من الحمض‬                                         ‫الذي يربط الحمض النووي‬
                                                                  ‫في الظروف المناسبة أثناء‬
     ‫النووي البشري القديم‪.‬‬                                        ‫إزالة المركبات التي تسمم‬
‫بمجرد أن أدرك باوبو في عام‬
                                                                      ‫التفاعلات الكيميائية‬
                                                                ‫المستخدمة في التسلسل‪ .‬ثم‬
                                                              ‫حول الباحثون أجزاء الحمض‬

                                                                  ‫النووي الناتجة إلى شكل‬
                                                                ‫يمكن تسلسله‪ .‬أو ًل‪ ،‬أزالوا‪،‬‬

                                                                  ‫كيميائيًا‪ ،‬النهايات الوعرة‬
                                                               ‫لأجزاء الحمض النووي التي‬
                                                                ‫تدهورت بعد دفنها عشرات‬

                                                                   ‫الآلاف من السنين تحت‬
                                                                 ‫الأرض‪ .‬وفي إجراء إضافي‬

                                                                   ‫لإزالة التلوث يتجاوز ما‬
                                                                ‫تم القيام به في دراسة عام‬
                                                                 ‫‪ ،2006‬أرفق فريق باوبو‬

                                                                    ‫تسلس ًل اصطناعيًا من‬
   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164