Page 157 - merit 54
P. 157

‫حول العالم ‪1 5 5‬‬

    ‫أو ًل‪ ،‬احتاجوا للعثور على‬        ‫ومن ثم تجميع أجزاء من‬            ‫المعاصرين‪ ،‬خارج أفريقيا‬
    ‫عظمة يمكنهم من خلالها‬          ‫الحمض النووي مكونة من‬                 ‫اليوم‪ ،‬نسبة من الأصل‬
                                                                       ‫النياندرتالي‪ ،‬فهناك امرأة‬
       ‫استخراج ما يكفي من‬             ‫‪ 20‬حر ًفا تقريبًا تتطابق‬
    ‫الحمض النووي‪ .‬غالبًا ما‬         ‫مع الجينوم على كل جانب‬           ‫واحدة أو عدد قليل فقط من‬
  ‫يعمل علماء الأنثروبولوجيا‬         ‫من الجزء المستهدف‪ .‬تقوم‬          ‫النساء اللاتي عشن في ذلك‬
                                  ‫هذه الأجزاء الفريدة باختيار‬        ‫الوقت وكن محظوظات بما‬
       ‫مع الأحافير‪ -‬تتمعدن‬       ‫الجزء المستهدف من الجينوم‪،‬‬        ‫يكفي لتمرير الحمض النووي‬
    ‫العظام تما ًما في الصخور‬        ‫والذي يتم تكراره بعد ذلك‬
   ‫ولكن من الممكن الحصول‬         ‫عدة مرات بواسطة الإنزيمات‪.‬‬              ‫المق َّدر لأشخاص الوقت‬
    ‫على أي حمض نووي من‬             ‫التأثير هو أخذ جزء صغير‬            ‫الحاضر‪ ،‬وإذا كانت معظم‬
  ‫أحفورة حقيقية‪ .‬كان باوبو‬                                          ‫هؤلاء النساء عصريات‪ ،‬فإن‬
  ‫يبحث عن عظام لم تتمعدن‬              ‫من كل الحمض النووي‬
   ‫بالكامل‪ ،‬لكنها تحتوي على‬         ‫في العينة وجعله التسلسل‬             ‫الأنماط التي نراها اليوم‬
    ‫مواد عضوية‪ ،‬بما في ذلك‬       ‫المهيمن‪ .‬هذه الطريقة تتخلص‬           ‫لن تكون مفاجئة‪ .‬لذا‪ ،‬فإن‬
     ‫الامتدادات المحفوظة من‬                                         ‫بيانات الميتوكوندريا لم تكن‬
                                       ‫من الغالبية العظمى من‬           ‫حاسمة‪ .‬لقد ظل الاعتقاد‬
      ‫الحمض النووي‪ .‬ثانيًا‪،‬‬       ‫الحمض النووي (الجزء غير‬          ‫القائل بأن النياندرتال والبشر‬
   ‫بافتراض أن الفريق يمكنه‬        ‫المستهدف)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن‬          ‫العصريين لم يختلطا اعتقا ًدا‬
 ‫العثور على «عينة ذهبية» مع‬       ‫أن تستخرج على الأقل بعض‬            ‫علميًّا‪ ،‬حتى استخرج فريق‬
  ‫حمض نووي محفوظ جي ًدا‪،‬‬                                               ‫«سفانتي باوبو» الحمض‬
    ‫لا يزال عليهم التغلب على‬            ‫الحمض النووي المهم‪.‬‬          ‫النووي من الجينوم الكامل‬
‫مشكلة تلوث العينة عن طريق‬         ‫كان النهج الجديد لاستخراج‬          ‫للإنسان البدائي‪ ،‬مما جعل‬
  ‫الحمض النووي الميكروبي‪،‬‬
                                       ‫الحمض النووي القديم‬              ‫من الممكن فحص تاريخ‬
     ‫والتي تأتي من البكتيريا‬         ‫مختل ًفا جذر ًّيا‪ .‬لقد اعتمد‬   ‫جميع أسلافه‪ ،‬ليس فقط خط‬
‫والفطريات التي تر ِّسخ نفسها‬        ‫على تسلسل كامل الحمض‬
                                  ‫النووي في العينة‪ ،‬مع مراعاة‬           ‫الأمهات بشكل حصري‪.‬‬
   ‫في العظام بعد وفاة الفرد‪.‬‬      ‫جزء من الجينوم الذي يأتي‬          ‫إن تحقيق التقدم في تسلسل‬
‫تساهم هذه الأغلبية الساحقة‬           ‫منه‪ ،‬ودون تحديد مسبق‬
‫من الحمض النووي في معظم‬              ‫للحمض النووي بنا ًء على‬            ‫الجينوم بأكمله للإنسان‬
  ‫العينات القديمة‪ .‬أخي ًرا‪ ،‬كان‬  ‫تسلسل الاستهداف‪ .‬استفادت‬               ‫البدائي قد تم بالفعل من‬
‫على الفريق النظر في احتمالية‬         ‫من القوة الجبَّارة للآلات‬        ‫خلال قفزة هائلة في كفاءة‬
‫تلوث العينات على يد الباحثين‬     ‫الجديدة‪ ،‬والتي خفضت‪ ،‬بد ًءا‬        ‫التكنولوجيا لدراسة الحمض‬
‫‪-‬علماء الآثار أو علماء الأحياء‬      ‫من عام ‪ 2006‬إلى ‪،2010‬‬               ‫النووي القديم‪ ،‬وذلك في‬
 ‫الجزيئية‪ -‬الذين تعاملوا مع‬       ‫تكلفة التسلسل بنحو عشرة‬
                                    ‫آلاف مرة على الأقل‪ .‬يمكن‬             ‫ال ِع ْقد الذي تلا تسلسل‬
    ‫العينات والمواد الكيميائية‬        ‫تحليل البيانات بواسطة‬            ‫الحمض النووي المُ َت َق َّدري‬
  ‫وربما تركوا آثا ًرا عليها من‬    ‫جهاز كمبيوتر لتجميع معظم‬              ‫لإنسان نياندرتال‪ .‬كانت‬
‫الحمض النووي الخاص بهم‪.‬‬             ‫الجينوم‪ ،‬أو لاختيار الجين‬         ‫الدعامة الأساسية لأبحاث‬

   ‫يشكل التلوث خط ًرا كبي ًرا‬                 ‫محل الاهتمام‪.‬‬              ‫الحمض النووي القديم‬
‫على دراسات الحمض النووي‬             ‫لجعل النهج الجديد يعمل‪،‬‬               ‫قبل عام ‪ ،2010‬وهي‬
                                 ‫كان على فريق «باوبو» التغلب‬         ‫تقنية تسمى تفاعل سلسلة‬
    ‫البشري القديم‪ .‬يمكن أن‬           ‫على العديد من التحديات‪.‬‬        ‫البلمرة (‪ .)PCR‬تضمن ذلك‬
   ‫تؤدي المضلعات الملوثة إلى‬                                          ‫اختيار امتداد من الحمض‬
   ‫تضليل المحللين لأن البشر‬                                              ‫النووي ليتم استهدافه‪،‬‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162