Page 161 - merit 54
P. 161

‫حول العالم ‪1 5 9‬‬                          ‫الوقت الحاضر‪ ،‬وجدنا‬                  ‫الاختبار كمدخلاته أحرف‬
                                         ‫أن النياندرتال أقرب إلى‬              ‫الحمض النووي التي تظهر‬
 ‫ع َّزز عمل باوبو نفسه الأدلة‬            ‫الأوروبيين وشرق آسيا‬                   ‫في نفس الموضع في أربعة‬
  ‫على أصل أفريقي بحت‪ ،‬من‬             ‫والغينيين الجدد تقريبًا‪ ،‬كان‬             ‫جينومات‪ :‬على سبيل المثال‪،‬‬
                                       ‫أقرب لجميع غير الأفارقة‬                ‫جينومان بشريان حديثان‪،‬‬
     ‫خلال إظهار أن الحمض‬                ‫من جميع الأفارقة جنوب‬                  ‫النياندرتال‪ ،‬والشمبانزي‪.‬‬
    ‫النووي المُ َت َق َّدري لإنسان‬  ‫الصحراء‪ ،‬بما في ذلك السكان‬
     ‫نياندرتال قد سقط بعي ًدا‬           ‫الذين يختلفون عن سكان‬                      ‫يفحص ما إذا كان‪ ،‬في‬
  ‫عن جميع التغيرات البشرية‬           ‫غرب أفريقيا وشعب «سان»‬                      ‫المواضع التي يوجد فيها‬
                                       ‫من جامعي الثمار والصيد‬
                   ‫الحديثة‪.‬‬            ‫في الجنوب الأفريقي‪ .‬كان‬                     ‫طفرة تميز الجينومين‬
  ‫لقد جئت أي ًضا إلى مشروع‬          ‫الفرق طفي ًفا‪ ،‬لكن حدوث هذه‬                ‫البشريين العصريين التي‬
                                     ‫النتائج بالصدفة كان احتمال‬                  ‫لوحظت أي ًضا في جينوم‬
     ‫جينوم نياندرتال بتحيز‬           ‫أقل من واحد في كوادريليون‬                  ‫النياندرتال ‪-‬والتي يجب‬
     ‫قوي ضد احتمال تزاوج‬              ‫(‪ .)quadrillion‬وصلنا إلى‬
                                        ‫هذا الاستنتاج حيث قمنا‬                    ‫أن تعكس طفرة حدثت‬
        ‫إنسان نياندرتال مع‬           ‫بتحليل البيانات‪ .‬كان هذا هو‬               ‫قبل الانفصال الأخير بين‬
      ‫الإنسان العصري‪ .‬كان‬              ‫النمط الذي كان متوق ًعا لو‬               ‫إنسان نياندرتال والبشر‬
  ‫ديفيد جولدشتاين (‪David‬‬              ‫تداخل إنسان نياندرتال مع‬
   ‫‪)Goldstein‬؛ المشرف على‬                                                            ‫العصريين‪ -‬يتطابق‬
‫رسالتي للدكتوراة‪ ،‬طالبًا لدى‬               ‫أسلاف غير الأفارقة‪.‬‬                    ‫النياندرتال مع العنصر‬
 ‫«لوكا كافالي سفورزا»‪ ،‬الذي‬                                                 ‫البشري الثاني بمعدل مختلف‬
   ‫جعل نموذ ًجا من «الخروج‬            ‫محاولة استبعاد‬
 ‫من أفريقيا» محو ًرا لنماذجه‬               ‫الدليل‬                                            ‫عن الأول‪.‬‬
  ‫من التطور البشري‪ ،‬وكنت‬                                                      ‫إذا كان الإنسانان الحديثان‬
       ‫غار ًقا في هذا النموذج‪.‬‬              ‫كنا متشككين في هذا‬              ‫ينحدران من مجموعة أسلاف‬
   ‫البيانات الجينية التي كنت‬             ‫الاستنتاج لأنه يتعارض‬                 ‫مشتركة انفصلوا في وقت‬
‫أعرفها تدعم صورة «الخروج‬               ‫مع الإجماع العلمي في ذلك‬
    ‫من أفريقيا» بثبات لدرجة‬              ‫الوقت‪ -‬وهو إجماع أثار‬                  ‫سابق عن أسلاف إنسان‬
  ‫أنه من وجهة نظري‪ ،‬كانت‬                ‫إعجاب الكثير من أعضاء‬                  ‫نياندرتال‪ ،‬فلا يوجد سبب‬
      ‫النسخة الأكثر صرامة‬               ‫فريقنا‪ .‬قام باوبو بإجراء‬
    ‫من فرضية «الخروج من‬                  ‫بحوثه الخاصة فيما بعد‬                   ‫يجعل احتمالية أن تقوم‬
  ‫أفريقيا»‪ ،‬حيث لم يكن هناك‬            ‫الدكتوراة‪ ،‬في المختبر الذي‬              ‫الطفرة بتمرير خط بشري‬
    ‫تداخل بين أسلاف البشر‬               ‫اكتشف في عام ‪ 1987‬أن‬
   ‫العصريين ونياندرتال‪ ،‬بدا‬         ‫أكثر سلالات الحمض النووي‬                       ‫حديث أكثر من الآخر‪،‬‬
                                     ‫المُ َت َق َّدري البشرية انقسا ًما تم‬      ‫وبالتالي معدل مطابقة كل‬
           ‫وكأنه رهان جيد‪.‬‬          ‫العثور عليها اليوم في أفريقيا‪،‬‬          ‫منها من الجينوم ْين البشريين‬
 ‫انطلا ًقا من هذه الخلفية‪ ،‬كنا‬        ‫مما يوفر أدلة قوية لصالح‬                   ‫الحديثين لنياندرتال من‬
                                    ‫الأصل الأفريقي لجميع البشر‬              ‫المتوقع أن تكون متساوية‪ .‬في‬
    ‫متشككين بشدة في الأدلة‬             ‫العصريين‪ .‬في عام ‪،1997‬‬                ‫المقابل‪ ،‬إذا تزاوج النياندرتال‬
   ‫التي وجدناها للتزاوج مع‬                                                     ‫وبعض البشر العصريين‪،‬‬
‫النياندرتال‪ ،‬ولذا قمنا بتطبيق‬
                                                                                  ‫فإن السكان البشريين‬
      ‫سلسلة من الاختبارات‬                                                          ‫المنحدرين من التزاوج‬
      ‫الصارمة بشكل خاص‬                                                             ‫سيشاركون المزيد من‬
   ‫من أجل العثور على بعض‬                                                         ‫الطفرات مع النياندرتال‪.‬‬
   ‫المشاكل مع أدلتنا‪ .‬اختبرنا‬                                                     ‫عندما اختبرنا مجموعة‬
   ‫ما إذا كانت النتيجة تعتمد‬                                                      ‫متنوعة من السكان في‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166