Page 274 - merit 54
P. 274

‫فضفاضة من الأنماط الأدبية‬                                ‫العـدد ‪54‬‬                          ‫‪272‬‬
   ‫المتعددة‪ ،‬فأوسعت مكا ًنا آمنًا‬
   ‫للسياق الدرامي‪ ،‬هذا السياق‬                                              ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬        ‫الاتجاه الصوفي ظهر أي ًضا‬
    ‫سمح للمتلقي بمتعة التجول‬                                                               ‫في رؤيته للأشياء غير المرئية‬
                                           ‫النهاية‬                                          ‫للعموم‪ .‬واستبطان الحقائق‬
      ‫والتنقل والفهم والإدراك‪،‬‬                                                              ‫البعيدة‪ ،‬والتأويل وشطحات‬
‫فأظنه سيخرج من العمل مؤمنًا‬        ‫فى صفحة (‪ )٣٢٤‬لم يصل بعد‬                            ‫الخيال‪ ،‬وحسن التأمل والبصيرة‪.‬‬
‫بوجود أشكال للعشق لا يعلمها‪.‬‬       ‫لمكان السحر‪ ،‬لكنه على يقين أنه‬
                                                                                            ‫الزمان والمكان‬
    ‫بعض الملاحظات‬                       ‫لن يعدم طريقة للوصول‪،‬‬
                                        ‫فهل شفيت شمس حمدي‬                                ‫بدأ بمواقع الميلاد داخل مصر‪،‬‬
‫‪ -١‬الضعف والقوة في شخصية‬                                                                 ‫من طنطا حتى الزمالك‪ ،‬ثم بدأ‬
   ‫شمس‪ ،‬فكيف هى ربة قديمة‬                            ‫واستراحت؟‬                         ‫يتخذ شك ًل أكثر تأثي ًرا‪ ،‬بداية من‬
  ‫ويتمكن منها السحر والأذى؟‬         ‫يبقى السؤال حتى يأتي الجزء‬                         ‫الرحلة إلى حجرة خوفو فى الهرم‬
       ‫وإن كان كل ما حدث لها‬
  ‫ليس سح ًرا قدر ما هو طبيعة‬             ‫الأخير «ما لم تقله شمس‬                            ‫الأكبر‪ ،‬ثم الأقصر‪ ،‬بالتحديد‬
                       ‫مغايرة‪.‬‬      ‫حمدي»‪ ،‬يقال إنها عاشت بعد‬                           ‫معبد الكرنك والبحيرة المقدسة‪،‬‬
  ‫‪ -٢‬فكرة إيمانها بالسحر وأن‬                                                           ‫والقرى التي تلاقى فيها عمر مع‬
  ‫غازي سحر لها ولبناتها وبدأ‬          ‫تلك المواقف سنتين‪ ،‬وبدأ فى‬
                                       ‫استفسارات عقلية تأكد من‬                            ‫السحرة‪ ،‬ثم الجزيرة اليمنية‪.‬‬
‫حر ًبا غير معلنة‪ ،‬تتنافى والفقرة‬   ‫خلالها من أن تركيبتها المختلفة‬                      ‫بدا المكان هنا كبطل مشارك بكل‬
‫في صفحة (‪ )٣١١‬تقول «إن عين‬              ‫وروحها المتنقلة بين عوالم‬
                                    ‫متعددة هي السبب فيما حدث‬                               ‫تفاصيله المثيرة للدهشة‪ ،‬هذا‬
  ‫رع تعويذة سحرية تحرسني‬              ‫لها‪ ،‬فى صفحة (‪ )٣٢٦‬يقول‬                            ‫البطل دفع الأحداث إلى الأمام‪،‬‬
‫وتمنع الحسد والشر والمرض»‪.‬‬         ‫«كأنها في حياة تقع بين الحياة‬                          ‫فى صفحة (‪ ،)٣٢٦‬أقر الكاتب‬
‫‪ -٣‬عدم التقيد بخريطة وصفية‬         ‫الدنيا والحياة الأخرى‪ ،‬ومن ثم‬                       ‫بمكان آخر قد تتواجد فيه شمس‬
                                    ‫تزاحمت عليها العلل وأمراض‬                           ‫حمدي وهو البرزخ‪ ،‬فلقد أقرت‬
     ‫محددة جعلت بعض أجواء‬            ‫القلوب‪ ،‬بعدما تعددت العيون‬                          ‫أن روحها تغيب أيا ًما ثم تعود‪،‬‬
 ‫الوصف تناقض وص ًفا ساب ًقا‪،‬‬         ‫لديها‪ .‬فأكد أن غرائبيتها هي‬
                                    ‫سبب ما هى فيه‪ ،‬ففى صفحة‬                                ‫وأنها أحيا ًنا تكون فى المنطقة‬
      ‫مثل حب شمس للفساتين‬          ‫(‪ )٣٢٧‬تقول‪« :‬كل ما حدث لى‬                           ‫الفاصلة بين العالم المادي والعالم‬
‫الملونة والحمراء‪ ،‬وكرهها لها في‬     ‫كان مقد ًرا‪ ،‬تركيبتى الجسدية‬
                                     ‫من الداخل تعتبر نادرة‪ ،‬وأن‬                          ‫النجمي‪ .‬وهنا دلالة على امتداد‬
                ‫مواضع أخرى‪.‬‬            ‫هالتي وطاقتي من الطاقات‬                                    ‫المكان إلى ما لا نهاية‪.‬‬
       ‫في النهاية نحن أمام نص‬         ‫الإيجابية القليلة‪ ،‬التي تعتبر‬
 ‫تجريبي إبداعي حر متنقل عبر‬         ‫مطم ًعا لكل الكائنات‪ ،‬وأنا فع ًل‬                            ‫الزمان‬
  ‫الواقع والخيال‪ ،‬شمل مساحة‬           ‫ربة قوية من الزمن المصري‬
‫فضفاضة من البوح‪ ،‬وتركيبات‬                                                                     ‫بدأ في تحديده فى صفحة‬
   ‫لغوية فياضة تعلن عن الذات‬                              ‫القديم‪.‬‬                        ‫(‪ ،)١٢٠‬يوم الخميس الخامس‬
‫الشعرية للكاتب‪ ،‬وامتداد معرفي‬            ‫شمل الحديث هنا تسلي ًما‬
   ‫دال على ثقافة واسعة‪ ،‬ووجه‬          ‫بوجود خلق مغاير‪ ،‬فذكرت‬                               ‫من أكتوبر ‪ ،٢٠١٧‬وصار في‬
   ‫حقيقي لا يخشى معايير ولا‬        ‫معنى الخرافة‪ ،‬وذلك تدليل على‬                           ‫هذا الاتجاه إلى نهاية الرواية‪.‬‬
    ‫قواعد‪ ،‬فقد حط بحريته على‬         ‫تصورها الأخير الذى رضت‬                                ‫وآخر تاريخ ذكره الأول من‬
   ‫أر ٍض أكثر سعة وأقر فك كل‬        ‫عنه واستسلمت له‪ .‬ثم تحدثت‬                            ‫يناير ‪ ،٢٠١٩‬قبلها كانت هناك‬
       ‫القيود التي تكبل الإبداع‬        ‫عن الاعتزال ونصحت عمر‬                            ‫إشارات زمانية تتخلل الأحداث‪،‬‬
                                       ‫الحديدي بالخلوة‪ ،‬وبدا هذا‬                         ‫أو إسقاطات سياسية دالة على‬
                                       ‫استسلا ًما وتسلي ًما مبر ًرا‪.‬‬
                                        ‫عقدت الحبكة على مساحة‬                                            ‫زمن حدوثها‪.‬‬
   269   270   271   272   273   274   275   276