Page 270 - merit 54
P. 270

‫المعلوماتي التي تسيطر علي‬                             ‫العـدد ‪54‬‬                         ‫‪268‬‬
                        ‫حياتنا‪.‬‬
                                                                         ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬  ‫لاستغلال مواصفاته الجسمانية‬
‫إن الأديب شريف عبد المجيد هنا‬                                                           ‫من قبل ومن بعد‪ ..‬وكأنه هنا‬
‫‪-‬من خلال القصص الثلاث التي‬        ‫الأمر إلا أن هذا الشعور سرعان‬                        ‫يمثل ذلك التاجر الجشع الذي‬
                                       ‫ما تحول ‪-‬من خلال السرد‬
  ‫أري أنها تعبر بعمقها الفلسفي‬                                                        ‫يروج لبضاعته في كل الظروف‬
    ‫والنقدي عن فكره من خلال‬        ‫الواعي المشحون‪ -‬إلى اشمئزاز‪،‬‬                      ‫ويتاجر في كل شيء دون ضمير‬
                                    ‫بعد أن حدث تحول للشخصية‬
   ‫أسلوب بسيط قادر علي جذبنا‬       ‫عبر انقيادها لشروط السوق في‬                                          ‫أو إنسانية‪.‬‬
 ‫واقحامنا في حبكة العمل الأدبي‬     ‫تزييف الواقع وتزيين المعروض‬                        ‫إن الشخصية الرئيسية المنهكة‬
‫منذ اللحظة الأولي‪ -‬يجعلنا نشعر‬                                                        ‫نفسيًّا بسبب التنمر والتجاهل‪،‬‬
                                      ‫لصالح المكسب السريع دون‬
   ‫بالتغريب البريختي من خلال‬          ‫مقابل حقيقي‪ ،‬لتنتهي اللعبة‬                         ‫الذي يجعلنا نتعاطف معها‪،‬‬
‫شرائح واقعية غير بعيدة‪ ،‬تستفز‬         ‫بمزيد من العبث‪ ،‬ذلك العبث‬                         ‫تستغل إمكاناتها للانتقام من‬
                                       ‫الذي يصور معاناة الإنسان‬                          ‫المجتمع عبر ممارسة الزيف‬
   ‫عقولنا من أجل حلول إيجابية‬         ‫المعاصر والمجتمع إزاء عوالم‬                      ‫واكتساب المزيد والمزيد في كل‬
‫نستعيد بها انسانيتنا المفقودة في‬     ‫مفتوحة لا هم لها سوي الشد‬
                                  ‫والجذب طب ًقا لمتطلباتها وأطماعها‬                       ‫الأحوال‪ ،‬وكأنها مؤامرة لا‬
          ‫عالم لا حدود لسطوته‬     ‫الخاصة‪ ،‬وهي ما وصفها الراوي‬                        ‫تنتهي‪ ،‬ضحيتها كل منا‪ ،‬إذ رغم‬
                                   ‫بالمافيا‪ ،‬ليعبر عن حالة الإرهاب‬                   ‫شعورنا بالتعاطف معه في بداية‬

                                                                          ‫هوامش‪:‬‬

‫مصطلح العولمة‪ :‬هو انفتاح اقتصادي وسياسي وفكري وثقافي جعل العالم قرية صغيرة لصالح الدول الكبري‬
                                                                           ‫المتطورة المسيطرة والأغنياء‪.‬‬

              ‫من كتاب جوزيف ستجليتز‪ :‬ضحايا العولمة‪ :‬ترجمة‪ :‬لبني الريدي‪ :‬القاهرة‪ ،‬دار ميريت‪.2006 ،‬‬
‫مصطلح التغريب‪ :‬يعني إيقاظ الدهشة أو الفضول بتقديم وقائع حياتية عادية بشكل مثير ومركز‪ ،‬بغية تحريك‬

   ‫الذهن للتفكير بد ًل من التماهي مع العمل الأدبي أو المسرحي والإندماج الكامل‪ ،‬وهي تقنية بريختية بغرض‬
                                                                  ‫إثارة حماسة المتلقي ودفعه للإيجابية‪.‬‬

             ‫عن د‪.‬حنان قصاب ود‪.‬ماري إلياس‪ :‬المعجم المسرحي‪ :‬لبنان‪ :‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،2006 ،‬ط‪.2‬‬
   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275