Page 271 - merit 54

‫‪269‬‬ ‫ثقافات وفنون‬

‫كتب‬

‫تضافر الواقعية‬

‫بالواقعية السحرية‬
‫رحاب عمر‬
‫فىرواية‬

‫«حجاب الساحر »‬

‫لأحمد الشهاوي‬

‫شعث الوجود وغايته‪ .‬من الظلم‬ ‫من الكتابات‪ ،‬أو أنها فن كتابي‬ ‫قراءتي رواية حجاب‬ ‫عند‬
‫والإجحاف أن نضع «حجاب‬ ‫له القدرة على التفتح على كل‬ ‫الساحر‪ ،‬اجتاحتني‬
‫الساحر» تحت ميكروسكوب‬
‫الأشكال والكيفيات الكتابية‪ .‬ومن‬ ‫فكرة تداخل الأجناس‬
‫النظريات النقدية الروائية‪ ،‬أو أن‬ ‫أهم الانفتاحات الروائية‪ ،‬هو‬ ‫الأدبية‪ ،‬فالأدب في‬
‫نطبق عليها قوانين النقد المتعارف‬
‫استيعابها لفن الشعر وتوظيف‬ ‫المجمل ظاهرة إنسانية‪ ،‬والظواهر‬
‫عليها‪ ،‬فلقد أطلعنا الكاتب على‬ ‫الشاعرية السردية‪ .‬إ ًذا نحن أمام‬ ‫الإنسانية ليست صارمة أو‬
‫تيمة الكتابة لدية في بداية العمل‬ ‫عمل مختلف‪ ،‬رواية أولى لشاعر‬ ‫محددة‪ ،‬وخاصة ما يخص‬
‫مخضرم متصوف سامق‪ .‬رواية‬ ‫الإبداع الذى يكره التقولب‪.‬‬
‫(ص‪ )٩‬حيث قال‪« :‬الشكل‬ ‫النصوص الناتجة عن هذه‬
‫الكتابي أمر فضفاض وواسع‪،‬‬ ‫لم تكتب بحنكة روائي يتقن‬
‫وأنا لا أحب أن أكون مم ًّل‪ ،‬لا‬ ‫خطته‪ ،‬ويحدد تقنياته مسب ًقا‪،‬‬ ‫الظاهرة تسمى نصو ًصا حرة‪،‬‬
‫أحب أن أجعل من يقرأ لى يلتفت‬ ‫بقدر ما كتبت بروح شاعر صوفي‬ ‫أو نصو ًصا جامحة‪ ،‬من هذا‬
‫زاهد‪ ،‬يرى أبعد من الصورة‪،‬‬
‫عنى»‪.‬‬ ‫ويلمس ببصيرته عمق الأشياء‬ ‫الطرح أؤكد أننا أمام نص روائي‬
‫يقول أي ًضا في الفقرة التالية‪:‬‬ ‫ومغزاها‪ .‬شاعر العشق مذهبه‪،‬‬ ‫حر جامح‪ ،‬لا نستطيع نقده تب ًعا‬
‫«لم أدخل إلى الكتابة إلا لإدخال‬ ‫يسلك به المسارات‪ ،‬ويرى من‬
‫البهجة على نفسى أو ًل‪ ،‬ليمتلئ‬ ‫خلاله وجوه القمر‪ ،‬ويفسر به‬ ‫لمعايير ثابتة‪.‬‬
‫قلبي مسرة وفر ًحا‪ .‬فمثلى يبتهج‬ ‫من تعريفات الرواية المهمة في‬
‫هذا التناول‪ ،‬أنها حقل فسيح‬