Page 6 - merit 54
P. 6

‫العـدد ‪54‬‬                                                                    ‫‪4‬‬

     ‫لم أقرأ فيما ُكِتب عن قصة خلق آدم‬          ‫يونيو ‪٢٠٢3‬‬
‫وحواء إشارة إلى أن الله قبل الخلق كان‬
                                                 ‫افتتاحية‬
    ‫مقدًرا لهما الحياة على الأرض‪ ،‬لا في‬
‫الجنة‪“ :‬وإذ قال ربك للملائكة إني جاع ٌل‬         ‫سمير درويش‬

    ‫في الأرض خليف ًة‪ ،‬قالوا أتجعل فيها‬          ‫رئيس التحرير‬
  ‫من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن‬
                                                ‫قصة خلق آدم‪..‬‬
    ‫نسبح بحمدك ونقدس لك» (البقرة‪:‬‬
  ‫‪ ،)30‬وهذا يعني ثلاثة أشياء‪ :‬أن قصة‬            ‫بين ال َك َمال في اللاهوت‬
                                                ‫والتط ُّور في العلم!‬
     ‫العصيان كانت مقدرة قبل خلقهما‪،‬‬
‫وبالتالي لا نعرف ‪-‬كمتلقين‪ -‬لماذا اختار‬
‫الله هذا السيناريو دون غيره‪ .‬الثاني أن‬

    ‫الملائكة (والجان) كانوا يعرفون أن‬
 ‫وجودهما مجرد وقت‪ ،‬وبالتالي فلا مبرر‬
   ‫للخوف من آدم كما ورد في الأحاديث‪.‬‬

    ‫وأن آدم رأى الله وتحدث معه‪ ،‬وكان‬
           ‫يمكن أن ينقل ما رأى لذريته!‬

   ‫آدم ‪-‬حسب تلك السردية‪« -‬أبو البشر»‪،‬‬           ‫السردية الإسلامية‪ ،‬في القرآن‬     ‫حسب‬

  ‫والأحاديث المنسوبة إلى النبي محمد (ص)‬         ‫والسنة‪ ،‬فإن الله عندما انتهى من‬

  ‫تف ِّصل كيفية خلق آدم‪ ،‬ثم خلق حواء منه‪،‬‬       ‫خلق الأراضين السبع والسموات‬
                ‫كما سأبين في هذا الفصل‪.‬‬
                                                ‫السبع‪ ،‬خلق آدم كأول بشري في‬
 ‫النقطة الثانية‪ :‬أن الله خلق آدم من تراب‪،‬‬
                                                ‫التاريخ‪ ،‬وخلق منه حواء‪ ،‬ومنهما‬
  ‫أو من طين أو صلصال‪ ،‬وهو المعنى ذاته‪،‬‬
                                                ‫(ر َُّبولكدم)االلذبيشرخلقجكميم ًعام‪:‬ن“ينافأ ُّيٍسها اوالنَّاحد ٍسة ا َّتقوا‬
     ‫فالتراب إذا اختلط بالماء يصير طينًا أو‬        ‫وخلق منها زوجها وب َّث منهما رجا ًل‬
‫صلصا ًل‪“ :‬إ َّن مثل عيسى عند الله كمثل آدم‬
                                                ‫كثي ًرا ونسا ًء وا َّتقوا الله الذي تساءلون‬
 ‫خلقه من ترا ٍب ث َّم قال له كن فيكون” (آل‬      ‫به والأرحام إ َّن الله كان عليكم رقيبًا”‬
   ‫عمران‪« ،)59 :‬وإذ قلنا للملائكة اسجدوا‬        ‫(النساء‪“ ،)1 :‬وهو الذي أنشأكم من‬
    ‫لآدم فسجدوا إ َّل إبليس قال أأسجد لمن‬       ‫نف ٍس واحد ٍة فمستق ٌّر ومستود ٌع قد‬
  ‫خلقت طي ًنا” (الإسراء‪« ،)61 :‬ولقد خلقنا‬        ‫لقو ٍم يفقهون” (الأنعام‪:‬‬   ‫ف َّصلنا الآيات‬
   ‫الإنسان من صلصا ٍل من حمإٍ مسنو ٍن”‬          ‫من نف ٍس واحد ٍة ث َّم جعل‬  ‫‪« ،)98‬خلقكم‬

   ‫(الحجر‪“ ،)26 :‬ومن آياته أن خلقكم من‬          ‫منها زوجها” (الزمر‪ .)3 :‬لذلك فإن‬
  ‫ترا ٍب ث َّم إذا أنتم بش ٌر تنتشرون” (الروم‪:‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11