Page 68 - merit 54
P. 68
العـدد 54 66
يونيو ٢٠٢3
ريمة البعيني
(سوريا)
قصيدتان
لئلا يصرخ أحدهم في وجهه هناك في غفلة منا ..يكبرون
مذ كبر وغادرني
مذ كبر وغادرني ليواجه العالم وحده
صرت أربي جناح َّي لعل ظلهما يطاله صرت أراه في كل الوجوه
وصار لي قلبان:
قلب يخفق له في وجه النادل الفت ِّي المرتبك
وقلب يرق للعالم وهو يقف إلى جانبي بانتظار الطلب
وهو يحمل الصحون ويتجنب شقاوة الأطفال في
ما يشبه الحب
طريقه
متقابلين ُنف ِّل ألسنتنا من أنصاف الكلام ويفزع قلبي عليه حين تفلت منه شوكة ويرن
و ُنعيد لعمرنا لحظاته المشاغبة
صوتها مدو ًيا على الأرض
متقابلين ُنم ِّرر أصابعنا في شعر الوقت في وجه فتى السوبرماركت
الذي نما في غيابنا وهو يساعدني على حمل أغراضي
و ُنفرط في تدليله وخجلي من الدراهم القليلة التي أدسها في يده
في وجه الشاب بائع الخضار على الطريق
نقبض على عنق المسافة نتجرعها دفعة واحدة في وجه عامل المحطة الواقف تحت الشمس وبين
ُنلقي بحروبنا الصغيرة في درج الذاكرة
نستلقي عاريين من صمتنا أبخرة المحروقات
من ح َّصتنا في الحزن في وجوه طلاب الجامعات بعيونهم المؤرقة
ومن رغبة في الصراخ حد البكاء وفتيان المقاهي بانتظار حبيبات يخلفن الوعود
نفرك قلبينا ببعضهما لنشعل حطب خوفنا من وعمال حفريات أكلت المعاول طفولتهم
الفراق في خجل فتى التوصيل الذي تأخر ساعة عن الموعد..
كل ما لدينا كمشة من الفرح أنسى غضبي وأبتسم له
نفصفصها على مهل لعل أحدهم يبتسم لولدي هناك
وشمعة نقيس بها أعمارنا أحنو عليهم هنا
لئلا تطول كثي ًرا فندوس عليها ليحنو أحدهم عليه هناك
أخفض صوتي