Page 189 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 189
187 ثقافات وفنون
سينما
رأينا سعادة كاذبة ،مرسومة بدت الأم «بيتي» والتي قامت بعد ،وكان سؤال الأم عفو ًّيا
على الوجه ،غير حقيقية ،لقد بدورها الممثلة البارزة الحاصلة فالأب لم يصطد سمكة واحدة
لمسنا في أعماقه شيئًا ما راك ًدا على جائزة أوسكار «سالي فيلد» في حياته ،ويريد أن ُي َعلِّم ابنته
سيفعله في الفيلم ،فوجب أن سعيدة سعادة البراءة ،ملامحها صيد السمك ،هل هذا يخبرنا
نتابع المشاهد بوعى وحساسية. بأنه يفعل ما هو غير مقتنع
تحمل من الطيبة مما جعلنا
نتعاطف معها من أول الفيلم ،به؟ أو أنه يفعله لأنه يعتقد
النعيم يساوى عزلة هل أراد ُصنَّاع الفيلم أن نحب أنه الصواب الحقيقي؟ هذا ما
زائفة أمريكا قبل أن نعرف أن البطلة سوف نعرفه عن شخصية
محمدي.
حين تنتهى حالة النعيم التي تقوم بدور أم أمريكية ،وأن
شاهدناها في البيت ونذهب مع نشعر بالقلق من البطل من قبل ظهرت منذ البداية على وجه
أن نعرف أنه إيراني؟ هل تم محمدي علامات سعادة زائفة،
الطبيب محمدي للمستشفى تسريب هذه المشاعر حتى إذا لقد شعرنا بزيف هذه السعادة
نعلم أن هناك أزمة مغمورة علمنا أنها أمريكية نتقبل ما هو التي أتقن الممثل البريطاني
في أعماق الفيلم ،فقد سمعنا أمريكي على أنه البراءة والجد َّية« ،ألفريد مولينا» تسريبها إلينا،
الصراحة والوضوح ،وننجذب لقد رأينا سعادة قلقة ،وتوتر
من طبيب يقول لزميله: تحت الجلد لا ُي َرى بالعين،
«الإيرانيون ختموا على أنفسهم إنما تستشعره وأنت تتابع بالتالي إليها؟
بالعودة للعصر الحجري»! كان لقد رأينا أسرة تعيش عيشة
النعيم على حافة بحيرة منعزلة ،ملامح «ألفريد مولينا» الذي
محمدي يستمع لهذا الحوار وتنفلت من الأب محمدي جملة أتقن الانفعالات الصامتة ،لقد
بين الطبيبين ورأينا المشاعر
نتوقف أمامها
الحقيقية على وجه «ألفريد لأنها ستش ِّكل
مولينا» حنق وألم وانكسار،
ورغبة في الانتقام ،كل هذا في مصير علاقته
نظرة واحدة ،ونسمع جملة
أخرى من حوار الطبيبين« :آية طوال الفيلم،
الله لديه بعض الأفكار العظيمة،
ُج ْملة عفو َّية قالها
إذا حصل وأصيب جندي، ببساطة حين
دعه يموت ،سيذهب إلى الجنة
سألته زوجته
على أية حال» .لقد انكشفت
أزمة الفيلم ،ومحوره الأصيل، «بيتي»« :هل
ونكتشف أن النعيم الذي يعيش
أستطيع أن أرى
فيه محمدي هو عزلة زائفة
لأنه في هذا المكان الجميل هارب صيد اليوم؟».
من المجتمع الأمريكي المتحرش
ضد الإيرانيين .الفيلم سيكشف فيقول« :يو ًما
مساوئ إيران ،والفرق الواضح ما سترين يا
بين حضارة إيران والتي قليلة الإيمان»،
تقولها عنها البطلة بصراحة
إنها متخلفة ،وبين حضارة لماذا قال لها يا
أمريكا المميزة ،الفيلم منذ البداية
قليلة الإيمان؟!
على الرغم من
أنه قالها على
سبيل المداعبة،
هذا ما سوف
غلاف فيلم فيلم Not Without My Daughter نكتشفه فيما
«ليس بدون ابنتي»