Page 193 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 193

‫‪191‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫سينما‬

     ‫محمودي يقسم على القرآن‬                                                ‫محمدي‪ ،‬فقد جاء في الفجر‬
                                                                        ‫يطرق الباب على محمدي النائم‬
 ‫من ينتصر‪ ..‬أمريكا أم‬                     ‫السعادة‪ ،‬لم نر الماء‪ ،‬لم نر‬  ‫وسط زوجته وابنته؛ كي يصلي‪،‬‬
         ‫إيران؟‬                        ‫النعيم الذي رأيناه في أمريكا‪.‬‬
                                                                          ‫لقد كان المشهد كأن محمدي‬
  ‫الآن انكشفت المواجهة بين ما‬              ‫كنا نستشعر أن محمدي‬              ‫يتخلَّص من حلم بصعوبة‪،‬‬
  ‫هو أمريكي متمث ًل في «بيتي»‬          ‫ينتظر الوقت المناسب لينقض‬            ‫غرفته كانت حالة‪ ،‬والوالد‬
                                        ‫على «بيتي» ويخبرها أنه لن‬          ‫يطرق الباب بعنف‪ ،‬يريد أن‬
     ‫وبين ما هو إيراني متمث ًل‬       ‫يترك إيران‪ ،‬لقد وصلنا بالفعل‬
      ‫في محمدي‪ ،‬الأمريكية في‬           ‫إلى أنه يخطط لذلك من زمن‪،‬‬        ‫يخلِّصه من هذه الحالة الحالمة‪،‬‬
     ‫وضع لا تحسد عليه داخل‬                                               ‫وجهه مكشر‪ ،‬محتقن‪ ،‬تكسوه‬
 ‫إيران‪ ،‬وإذا خرجت فلن تخرج‬               ‫وفي اللحظة التي كانت تعد‬         ‫الجدية المتأزمة‪ ،‬لا يبدو عليه‬
   ‫بابنتها المستقبل‪ ،‬لقد ظهرت‬         ‫الملابس لتذهب لأمريكا كشف‬
   ‫ما تمثله إيران عني ًفا وتخل ًفا‪،‬‬                                         ‫الراحة‪ ،‬هذا الكبير انكشف‬
   ‫والأمريكية الآن تقاوم حياة‬             ‫نفسه كليَّة أمامها‪ ،‬وتعرت‬      ‫داخله في مشهد واحد‪ ،‬قاسيًا‪،‬‬
‫التخلف‪ ،‬الصراع الآن مكشوف‬              ‫روحه أمامنا نحن المشاهدين‬       ‫عني ًفا‪ ،‬من أول طلة‪ ،‬وحين دخل‬
   ‫وواضح‪ ،‬بين الرغبة في ترك‬           ‫ووضحت أهدافه‪ ،‬أنه لن يترك‬        ‫الكبير في الصلاة‪ ،‬لم يكن وجهه‬
       ‫التخلف‪ ،‬وقوة الاحتفاظ‬          ‫إيران‪ ،‬وأنه تم إقالته من عمله‬       ‫سم ًحا بالمرة بما يتناسب مع‬
     ‫بالتخلف‪ ،‬والهدف هنا هو‬          ‫في أمريكا‪ ،‬وأنه لم يعد له شيء‬      ‫العبادة‪ ،‬كان يبدو عليه العذاب‪،‬‬
   ‫«ماهيتاب» الطفلة التي تمثل‬
‫الجيل الجديد بكل أمله ونظرته‬             ‫هناك‪ ،‬أين ذهب َق َسمه على‬           ‫لا من يقابل ربه ببشاشة‬
   ‫للحياة‪ ،‬المستقبل بكل أحلامه‬       ‫القرآن بأنه سيعود؟ وصرخت‬                                  ‫وسمو‪.‬‬
       ‫وطموحاته‪ ،‬من يستطيع‬
   ‫الحصول على قوة هذا الجيل‬            ‫«بيتي»‪« :‬لا‪ ،‬لا‪ ،‬هذا البلد هو‬         ‫لقد شاهدنا في أول الفيلم‬
‫متمث ًل في الرغبة في إبقاء الطفلة‬      ‫التخلف والبدائية»‪ ،‬وصفعها‬          ‫ضحكة‪ ،‬أما هنا في إيران‬
   ‫جانبه‪ ،‬الأمل في الغد‪ ،‬وثارت‬       ‫بش َّدة‪ ،‬وظهر كل ما هو إيراني‬      ‫فلم نسمع ضحكة‪،‬‬
                                        ‫داخله‪ ،‬ظهر الوجه الحقيقي‬           ‫لم نر وج ًها‬
                                     ‫لمحمدي‪ ،‬وبدأ الصراع الحقيقي‬       ‫يضحك‪ ،‬لم نر‬
                                                                          ‫الخضرة‪،‬‬
                                                            ‫للفيلم‪.‬‬        ‫ولم نر‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198