Page 194 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 194

‫العـدد ‪23‬‬                        ‫‪192‬‬

                                  ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

    ‫في النهاية وسط العواصف‬           ‫الكذب‪ ،‬ولديه قسوة وعنف‪،‬‬           ‫عائلته ضدها‪ ،‬كانوا جمي ًعا‬
    ‫والأتربة تقف أمام الكاميرا‬    ‫والأم الأمريكية بريئة وصادقة‬          ‫متعصبين لمحمدي وب َّرروا‬
   ‫في نظرة ذهول بعدما هربت‬         ‫وليست ساذجة‪ ،‬كل هذا جعل‬           ‫قسمه الكاذب على القرآن بأن‬
‫لتركيا‪ ،‬تحمل طفلتها في حضن‬                                          ‫الله سيغفر له‪ ،‬لقد بدت الممثلة‬
 ‫دافئ‪ ،‬تنظر للكاميرا نظرة بها‬        ‫التعاطف مع الأم أمريكا في‬         ‫«سالي فيلد» في هذا المشهد‬
   ‫كل الأمل والحياة‪ ،‬وتنسحب‬        ‫الفيلم واض ًحا‪ ،‬وانحاز صناع‬       ‫البديع في غاية الصدق‪ ،‬كأنها‬
   ‫الكاميرا حيث ترينا ما تنظر‬                                        ‫كانت مخدوعة بالفعل‪ ،‬وظهر‬
  ‫له‪ ،‬لقد كان َع َلم أمريكا يخرج‬     ‫الفيلم لأمريكا بكل وضوح‪.‬‬            ‫صدقها الحقيقي وكسبت‬
                                     ‫في لحظة صلاة خاصة بين‬         ‫تعاطفنا نحن المشاهدين جانبها‬
       ‫من بين الأشجار‪ ،‬مني ًرا‪،‬‬      ‫«بيتي» و»ماهيتاب» تطلبان‬      ‫وهى تصرخ في الجميع‪« :‬اللعنة‬
   ‫نظي ًفا‪ ،‬يرفرف‪ ،‬وهى تتحرك‬      ‫المساعدة من الرب‪ ،‬وهذا جعل‬             ‫عليكم»‪ ،‬كانوا يفترسونها‬
                                   ‫المشاهد يستريح ويكتشف ما‬          ‫بالصوت العالي‪ ،‬غير الواضح‬
    ‫جهته وعلى وجهها علامات‬        ‫ستؤول إليه النهاية‪ ،‬كانت هذه‬           ‫كأنك في غابة‪ ،‬وظلت هي‬
   ‫النعيم‪ ،‬وتقول آخر جملة في‬         ‫إشارة لأن ما تريده «بيتي»‬       ‫تردد‪« :‬اللعنة عليكم»‪ .‬وبدأت‬
                                  ‫سيتح َّقق‪ ،‬فالبراءة والإخلاص‬         ‫محاولة الهروب والخلاص‬
      ‫الفيلم‪« :‬وصلنا إلى الوطن‬      ‫تدعو الرب‪ ،‬البراة والوضوح‬          ‫من هذا التخلف‪ ،‬وهنا ظهر‬
   ‫يا صغيرتي»‪ ،‬ومع الموسيقا‬         ‫يسلمان أمرهما للرب‪ ،‬فكيف‬       ‫موقف الطفلة الأمل وهى تقول‬
  ‫والبسمة والقبلة ينتهى الفيلم‬     ‫لا نتوقع الاستجابة في مشهد‬          ‫لوالدتها بوضوح‪« :‬سأبقى‬
‫ونعرف أنهما وصلا إلى أمريكا‪،‬‬      ‫بدا شاعر ًّيا ورقي ًقا وخارج كل‬       ‫معك»‪ .‬كان واض ًحا أن كل‬
   ‫ويتركنا ُصنَّاع الفيلم نتنفس‬                                    ‫الحق مع الأمريكية‪ ،‬وأن البراءة‬
                                                         ‫العنف‪.‬‬     ‫والطفولة اختارت هذا الجانب‪.‬‬
       ‫الراحة لنجاة «بيتي» من‬        ‫وتمر» بيتي» بمراحل عنيفة‬       ‫إيران المتمثلة في الأب محمدي‬
   ‫التخلف‪ ،‬والأتربة والتعصب‪،‬‬          ‫في سبيل الهرب من إيران‪،‬‬      ‫كاذب ومخادع ويستخدم حيل‬
 ‫وأنها ذاهبة الآن حيث البحيرة‬
 ‫الخضراء يحوطها الماء الرائق‪،‬‬         ‫يصورها الفيلم بما يوحى‬
                                      ‫بمقاومتها ورغبتها الأكيدة‬
                  ‫ذاهبة للنعيم‬       ‫في الرحيل‪ ،‬حتى إذا رأيناها‬

                                                                   ‫محمودي‬
                                                                     ‫ييقرأ‬

                                                                   ‫لماهيتاب‬
                                                                   ‫قصة علاء‬

                                                                     ‫الدين‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199