Page 199 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 199
197 ثقافات وفنون
رأى
كيف كانت وكيف ينبغي أن الانقلابات العسكرية والعسكرة «كان ولم يزل لغ ًزا عصيًّا»،
تكون؟ وتعطيل الدستور ،على الرغم من وماذا تريد الرواية أكثر من ذلك؟
هذان السؤالان لا يزالان يشخبان أن مسلسل الدسترة السورية بل حتى لو لم يكن الأمر كذلك،
د ًما حتى اليوم ،حيث صار بعد (أبو الدستور) عرف دساتير ستلعب الرواية لعبتها ،وإذا
(–1950 –1949 –1943 -1930
الدستور لعبة مسرحية كتبها ،)1961 -1958 –1952وفي زمن بزوجة رمزي الكهرمان القاتلة
صموئيل بيكيت عام ،1953 د ّرة حفظي تقضي في السجن
هي (في انتظار غودو) .فعند حزب البعث ،دساتير (–1964 عشرين عا ًما تنتظر حبل المشنقة
الشجرة العارية ينتظر فلاديمير -1973 –1971 –1969 –1966 أو النجاة منه ،بينما نجا شريكها
واستراغون هذا الذي لا يأتي دستور ،)2012وصو ًل إلى ما
غودو ،بينما يزعم الصبي أن عرف بالدستور الروسي .2016 العاشق وطار إلى باريس.
غودو أرسله ليخبرهما أنه لن بعد أكثر من خمسة عشر عا ًما
يأتي اليوم ،بل في الغد .فهل يكون في رواية (حجر السرائر) في السجن ،تتولى د ّرة حفظي
الدستور هو غودو ،والصبي يكون لرمزي الكهرمان ابنتان، خدمة الضابط السجين حسني
هو اللجنة السورية الدستورية يربيهما عمهما .والكبرى نديدا الزعيم الذي يعدها بالعفو عنها
المصغرة أو المكبرة التي تزعم في إ ْن حكم سورية .وقد صدق وعده
جنيف أن الدستور /غودو لن تغدو محامية ،ومن شواغلها ما إ ْن قام بالانقلاب العسكري
يأتي اليوم ،بل في الغد؟ ولكن أ ّي أن تتابع ما بدأه أبوها ،فتنضم الأول ( )1949 /3 /31فألغى
الدستور ،وفتح على سورية باب
غد؟ إلى مجموعة ُتعنى بالدستور جهنم الذي لن يقفل من بعده باب
والقانون ،ومن ذلك تكون
السردية الروائية لمواد دستورية: