Page 204 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 204

‫العـدد ‪23‬‬                           ‫‪202‬‬

                                     ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

      ‫في مراحل التعليم المدرسية‬      ‫ليقوموا بواجبهم‬
‫والجامعية لا يوجد سوى قلة تعد‬
‫على أصابع اليدين تدرس الفلسفة‬        ‫الإسلامي من نصرة‬

                        ‫سنو ًّيا‪.‬‬    ‫الحق ودحض الباطل»‪.‬‬
    ‫أما الدول العربية التي ُتد ِّرس‬
   ‫الفلسفة بالفعل في مدارسها أو‬      ‫لكن وزير التعليم في‬
    ‫جامعاتها أو كليهما‪ ،‬فإما أنها‬
  ‫تعاني من تردي أوضاع التعليم‬        ‫المملكة أعلن منذ عامين‬
‫في هذا التخصص‪ ،‬أو أنها في حالة‬
  ‫تردد وشك من جدوي تصرفها‬            ‫(‪ )2018‬إدخال مادة‬
    ‫ومدى شرعيته‪ ،‬فنجد قرارات‬
‫سنوية بتغيير مناهج الفلسفة‪ ،‬أو‬       ‫الفلسفة إلى المدارس‬
‫تغيير عناوين كتب الفلسفة لتبدوا‬
 ‫وكأنها مادة أخرى غير الفلسفة‪،‬‬       ‫كخطوة نحو معالجة‬
 ‫أو حتى إلغاء تدريس المادة ككل‪،‬‬
‫وذلك تحت ضغط تيارات وأحزاب‬           ‫خلل دام لسنوات‬
    ‫تتبنى أفكا ًرا محافظة أو حتى‬
                                     ‫طويلة‪ .‬وهو ما تكرر‬
                       ‫متطرفة‪.‬‬
  ‫خلاصة القول‪ ،‬إذا كنا أصحاب‬         ‫في دولة الإمارات‬

     ‫تاريخ زاخر بالعداء للفلسفة‬      ‫العربية التي كانت‬       ‫على الوردي‬  ‫كمال يوسف الحاج‬
‫والتوجس منها‪ ،‬وإذا كنا أصحاب‬
                                     ‫ُتد ِّرس مادة الفلسفة ثم‬           ‫فالمملكة العربية السعودية منذ‬
     ‫حاضر ينبذ الفلسفة‪ ،‬ويمنع‬          ‫ألغت تدريسها في المدارس في‬
      ‫تدريسها‪ ،‬وإذا كانت حرية‬        ‫نشأتها ترفض تدريس الفلسفة تسعينيات القرن العشرين‪ ،‬لتعود‬
  ‫التعبير وطرح الأفكار في وطننا‬                                          ‫في مدارسها وجامعاتها‪ ،‬وإن‬
‫العربي تعاني الأمرين بين سندان‬       ‫وتعلن عودة الفلسفة إلى المدارس‬
      ‫الجماهير المحافظة ومطرقة‬       ‫كان ولا بد التعرض لها‪ ،‬فيكون هذا العام (‪ ،)2020‬أما سلطنة‬
  ‫السلطة الغاشمة‪ ،‬فكيف بعد كل‬                                              ‫ذلك في إطار الرد على ما جاء‬
   ‫ذلك ندعي أننا نحب الفلسفة؟!‬         ‫ُعمان فلم تكن تدرس الفلسفة‬       ‫فيها‪ ،‬ودحض شبهات الفلاسفة‪،‬‬
                                       ‫في مدارسها‪ ،‬وقد ألغت رسميًّا‬
                                     ‫قسم الفلسفة في جامعة السلطان‬         ‫والدفاع عن عقيدة أهل السنة‬

                                     ‫والجماعة‪ .‬وهناك فتوى صادرة قابوس في مطلع تسعينيات القرن‬
                                     ‫من اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة الماضي لتصبح السلطنة خالية‬
                                                                        ‫تقول‪« :‬لا يجوز لمسلم أن َي ْد ُرس‬
                                         ‫تما ًما من تعليم الفلسفة‪ ،‬وقد‬      ‫الفلسفة والقوانين الوضعية‬
                                     ‫سبق ذلك بزمن قرا ٌر أردني بمنع‬
                                     ‫تدريس الفلسفة في المدارس‪ ،‬بينما‬      ‫ونحوهما إذا كان لا يقوى على‬

                                     ‫تمييز حقها من باطلها‪ ،‬خشية لا يوجد سوى قسم فلسفة وحيد‬

                                     ‫الفتنة والانحراف عن الصراط في جميع كليات وجامعات المملكة‪،‬‬

                                     ‫المستقيم‪ ..‬ولا يجوز تعميم تعليم وهو موجود في كلية الآداب‬

                                     ‫ذلك في دور العلم ومعاهده‪ ،‬بل بالجامعة الأردنية‪ ،‬فمن بين‬

                                     ‫يكون لمن تأهل له من الخواص‪ ،‬ملايين الطلاب الذين يدرسون‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209