Page 200 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 200

‫العـدد ‪23‬‬                                                  ‫‪198‬‬

‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫هل نحب‬

        ‫الفلسفة‬
                                             ‫د‪.‬حمدي مهران‬

‫ابن رشدح ًّقا؟‬

        ‫تلك الفترة ‪-‬التي‬    ‫قد يبدو من هذا الكم الهائل من‬
     ‫مثلت العصر الذهبي‬
     ‫للفلسفة الإسلامية‪-‬‬        ‫المؤلفات الفلسفية‪ ،‬والنقاشات‬
    ‫لم تكن الفلسفة تتمتع‬     ‫الفلسفية‪ ،‬والمطبوعات الفلسفية‪،‬‬
  ‫بالتبجيل والاحترام كما‬
      ‫قد يقع في ظنك‪ ،‬ولا‬       ‫التي نراها في كل مكان داخل‬
  ‫كان المشتغلون بالفلسفة‬   ‫حدود العالم العربي أننا أمة ُتحب‬
    ‫يتمتعون بسمعة طيبة‬      ‫الفلسفة‪ ،‬وتعشق التفكير النقدي‪،‬‬
   ‫بين العامة‪ ،‬أو يحظون‬
                               ‫وتشجع على البحث والمطالعة‬
       ‫بما يستحقون من‬         ‫والتأمل؛ لكن هل هذا صحيح؟‬
  ‫حفاوة وتقدير‪ .‬لقد كان‬        ‫هل نحب الفلسفة ح ًّقا؟ الواقع‬
                              ‫والتاريخ يشهدان بعكس ذلك‪.‬‬
     ‫العكس هو الصحيح‪،‬‬         ‫يرى مؤرخو الفلسفة أن حقبة‬
      ‫حيث كانت الفلسفة‬
 ‫موضع استهجان جمهور‬             ‫الفلسفة العربية (أو الفلسفة‬
 ‫الناس‪ ،‬وكثير من صفوة‬         ‫الإسلامية إذا كنت ُتفضل هذه‬
‫المتعلمين أي ًضا‪ ،‬خاصة من‬
  ‫كانوا يشتغلون بالعلوم‬         ‫التسمية) قد استمرت تقريبًا‬
                               ‫لأربعة قرون فقط (من القرن‬
           ‫الشرعية‪ ،‬وقد‬      ‫الثاني الهجري وحتى وفاة ابن‬
              ‫تلقت واب ًل‬  ‫رشد في القرن السادس الهجري)‪،‬‬
                ‫من النقد‬   ‫وما تلى ذلك لا يمثل سوى أصداء‬
                ‫الفكري‪،‬‬         ‫لهذه الفترة الثرية من تاريخ‬
                             ‫التفكير والتأمل العربي‪ .‬وخلال‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205