Page 196 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 196

‫من فضل القول أن ُأ ْبدي وُأعيد‬

             ‫في ‪.1920 /7 /25‬‬               ‫في أن الانشغال بالدستور‬
  ‫من فضل القول أن أُ ْبدي وأُعيد‬           ‫–كالانشغال بالجمهورية‬
                                      ‫والملكية في سورية‪ ،‬مثًل– لم‬
     ‫في أن الانشغال بالدستور –‬         ‫يكن قراء ًة في التاريخ إلا من‬
  ‫كالانشغال بالجمهورية والملكية‬         ‫أجل الحاضر والمستقبل‪ .‬وها‬
   ‫في سورية‪ ،‬مث ًل– لم يكن قراء ًة‬  ‫هو الدستور يصير أحد العناوين‬
  ‫في التاريخ إلا من أجل الحاضر‬      ‫الكبرى لما هي فيه سورية منذ‬

     ‫والمستقبل‪ .‬وها هو الدستور‬                ‫زلزلت زلزالها عام ‪.2001‬‬
     ‫يصير أحد العناوين الكبرى‬
    ‫لما هي فيه سورية منذ زلزلت‬             ‫بنات نعش‪:‬‬                      ‫من المعلوم أن الدستور السوري‬
                                                                           ‫الأول صدر في ‪1920 /7 /13‬‬
             ‫زلزالها عام ‪.2001‬‬      ‫قبل أن أتابع في السردية الروائية‬        ‫باسم دستور المملكة السورية‬
   ‫تروي (بنات نعش) أنه بعد أن‬          ‫لهذا الدستور‪ ،‬أشير إلى رواية‬
 ‫أُجهضت الثورة السورية الكبرى‬         ‫–بالأحرى كتابة تروم أن تكون‬             ‫العربية‪ ،‬كما عرف بدستور‬
    ‫(‪ ،)1927 -1925‬بدأ منعطف‬             ‫رواية– للمصري نبيل فاروق‬          ‫الملك فيصل‪ .‬ونحن الآن إذن في‬
‫جديد للشام –كما يس ّمي الصحفي‬             ‫عنوانها (دستور جمهورية‬         ‫مئوية هذا الدستور‪ .‬وكان المؤرخ‬
‫هشام الساجي والسياسي الباشا‬           ‫مصر العربية‪ .)2011 -‬أما ذلك‬
  ‫شكيم– يؤشر إلى مرحلة جديدة‬                                                 ‫السوري الكوسوفي محمد م‪.‬‬
   ‫أو أفق جديد من العيش في ظل‬         ‫النادر ج ًّدا من السردية الروائية‬   ‫أرناؤوط (مدير معهد الدراسات‬
  ‫الانتداب (الاستعمار) الفرنسي‪.‬‬          ‫للدستور فمنه ما ختم الجزء‬
  ‫ومن أجل هذا المنعطف‪ /‬الأفق‪/‬‬                                                ‫الشرقية في كوسوفو) قد بدأ‬
                                      ‫الثاني (بنات نعش‪ )1990 -‬من‬         ‫احتفالية مئوية الدستور السوري‬
     ‫المرحلة يهيئ هشام لإصدار‬         ‫رباعية (مدارات الشرق) لكاتب‬
   ‫العدد الأول من جريدة خاصة‬          ‫هذه السطور‪ .‬ففي هذه الحفرية‬              ‫الأول بمحاضرة في منتدى‬
 ‫به‪ .‬وكان ُيطلع الباشا شكيم على‬     ‫الروائية منذ مطلع القرن العشرين‬       ‫الفكر العربي (عمان– ‪/12 /29‬‬
    ‫كل ما يهيئ‪ ،‬وفي كل خطوة‪/‬‬          ‫حتى خمسينياته‪ ،‬كان الدستور‬
 ‫كلمة‪ /‬حوار كان الماضي القريب‬          ‫شاغ ًل للعديد من الشخصيات‬           ‫‪ )2019‬شدد فيها بخاصة على‬
 ‫حاض ًرا‪ ،‬عبر أنشطة النخبة التي‬         ‫الروائية التي استلهمت العديد‬      ‫راهنية هذا الدستور‪ ،‬وع ّده أكبر‬
    ‫أعلنت في ‪ 1920 /3 /8‬قيام‬
     ‫المملكة السورية‪ ،‬ثم أصدرت‬             ‫من الشخصيات السياسية‬              ‫الدساتير تقدمية حتى عهده‪.‬‬
 ‫الدستور الأول الذي لم يعش إلا‬       ‫والمثقفة والعسكرية التي حاولت‬          ‫كما كان أرناؤوط قد دعا منذ‬
 ‫أسبوعين‪ .‬وليس س ًّرا أن النخبة‬                                             ‫ثلاث سنوات إلى أنه يجب أن‬
   ‫من الشخصيات الروائية‪ ،‬ليس‬             ‫أن تبني سوريا الجديدة بعد‬       ‫ُيبنى دستور سوريا الجديدة على‬
                                     ‫جلاء الاحتلال العثماني‪ /‬التركي‬       ‫ذلك الدستور‪ .‬وللتو‪ ،‬في ‪/9 /3‬‬
     ‫في (بنات نعش) وحدها‪ ،‬بل‬                                              ‫‪ 2020‬حاضر الباحث السوري‬
    ‫في الأجزاء الأربعة لـ(مدارات‬         ‫عام ‪ ،1918‬وقبل أن يجهض‬           ‫محمد جمال باروت في سيمينار‬
  ‫الشرق)‪ ،‬معجونة في الغالب من‬       ‫الاستعمار الفرنسي هذه المحاولة‬        ‫حول (مئوية الدستور السوري‬
  ‫النخبة التاريخية التي تتقد فيها‬
  ‫أسماء هاشم الأتاسي وشكري‬                                                                     ‫الأول‪.)..‬‬

      ‫القوتلي وإبراهيم هنانو و‪..‬‬
‫وصو ًل إلى حسني الزعيم وأديب‬

       ‫الشيشكلي وسواهما كثير‪.‬‬
    ‫في عام ‪ 1928‬انصرف الباشا‬
   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201